لديك محاولة أخرى

المستقبل لن يحمل اليك المعجزات، طالما لا زلت تمارس تلك الأنماط الحياتية الثابتة على نفس الوتيرة اليومية التي لا تخلو من روتين موظفي الحكومة، لا زلت ترسا في ماكينة تهيأت آليا على الدوران بشكل لا يتبدل.

أنت في معضلة جسيمة لا تدرك تبعاتها، ولن تتحمل مخاطرها فيما بعد، قدراتك العقلية وشطحات خيالك الواسع تتضاءل ذاتيا لتتشكل في قالب واحد واتجاه واحد نحو بذل مجهود ذهني وجسدي من أجل لقمة العيش فقط، دون الرضا عن إشباع الفضول وإرضاء الطموح.

لايزال هذا الهاجس ( الطموح – الحلم – الذات – تطلعات الماضي – الخوف من المستقبل ) يناديك مع كل نفس تتنفسه، يعاتبك مع كل دقيقة تمر عليك في تلك الدوامة التي تستنزف الساعات والأيام بثمن لا يُشبع ظمأة الروح ولهفة القلب وحنين النفس الى ما تشتاق.

الواقع، لا يحمل خيرا إلا للخارجين عن حدوده، المحطمين لتلك الأُطر التي حبست بداخلها نبتة الحلم في المهد، وتهاوت على أعتابها سنوات العمر، تتساقط كما أوراق الخريف، لتترك جذعا ذابلا يغيبه الموت بذكرى منتهية الصلاحية، دون حرف في سطور الخالدين.

الطريق الممهد لن يأخذك إلى جديد، ما أغبى استسهال السير عليه دون التطلع لما بعده، ما أجمل الكفر بما آمن به السائرون عليه والبالغون نفس الغاية.

لا بأس من الجنون إذا اختلف، ولا مانع من الاختلاف إذا ائتلف مع الهوى.

لا داعي للتقهقر ما دمت على أرض ثابتة، لا تحطم كل البناءات الحالية، فجميعها يمنحك القوة، ويهبك جزءا غير مكتمل في الحياة، فقط حاول استنهاض هممك للبحث عن جديد.

قم من سباتك العميق إلى تلك الصباحات المشرقة، قد مرت عليك دوما لكنك لم تتهيأ لها، ربما اختلاف النظرة يمنح تلك الصورة لونا آخر لم تلحظه من قبل.

الكون قد يغدو أوسع مما تظن بنفس الزاوية التي تفتح من خلالها ذراعيك لاحتضانه، الكون قد يبدو أجمل مما تتخيل إذا رأيته كذلك.