الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هي الهيئة العامة للاستعلامات موجودة؟!


هل يعرف أحدكم شيئا الآن عن دور حقيقي وفعال للهيئة العامة للاستعلامات؟! أو بمعنى أدق هل يسمع أحدكم عن هذه الهيئة؟، والمتابع بدقة لهذه الهيئة وفي ظل الأوضاع والظروف الاستثنائية التي تمر بها الدولة المصرية يجد وبدون مبالغة أن هذه الهيئة أصبحت منعدمة التأثير، نعم هذه هي الحقيقة الصادمة المرة التي يجب أن نواجه بها أنفسنا بعيدا عن الشعارات ووصلات المبالغة والتضليل، حيث لم يقتصر دورها سوى في موقع وصفحة على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك بالعربية والإنجليزية لم يصل عدد المعجبين بهما أو المتابعين لهما حتى كتابة هذه السطور إلى 4000 معجب أو متابع.

إنها فضيحة بكل المقاييس وأموال مهدرة من جيوب المصريين على هذه الهيئة التي ولدت عملاقة لعدم قدرتها على مواكبة التحديات الجسام التي تمر بها مصر في تعريف وتبصير الرأي العام العالمي بآليات مبتكرة بحقيقة الأوضاع في مصر، ولعل العدد الهزيل للمتابعين للصفحة على الفيس بوك يؤكد فشلها في التواصل حتى مع المصريين في الداخل، وذلك لانها عجزت مع سبق الإصرار والترصد على جذب انتباه المصريين لنشاطها ودورها، كما أن دورها في التواصل مع المصريين في الخارج بات يكون معدوما ويقتصر فقط على الأخبار والبيانات الصحفية وبيانات التهنئة والشجب والإدانة والاستنكار، وإن كان يوجد بموقع الهيئة معلومات عن مصر في مجال السياحة والإستثمار والإقتصاد والأمن و.. و.. إلا أن هذه المعلومات لم يتم الترويج لها بأساليب أكثر فعالية سواء عن عمد أو بدون عمد حتى تصل للمواطن المصري في الداخل والخارج أو الرأي العام العالمي، ولعل لجوء الحكومة المصرية في أكتوبر 2013 للتعاقد مع شركة علاقات عامة أمريكية كبرى وهي شركة "جلوفر بارك جروب" التي تعد واحدة من الشركات الأمريكية المعروفة في مجال العلاقات العامة الأمريكية وتتمتع بسمعة ونفوذ كبيرين مع مراكز صنع القرار بالولايات المتحدة وفقا لما هو منشور في موقع " bbc " العربي، يؤكد بما لا يدع مجالا لشبه شك على عدم قدرة الهيئة العامة للاستعلامات على توصيل صورة واقعية وصحيحة وفي الوقت المناسب عن مصر في الخارج سواء للحكومات أو الشعوب وهو ما يجعلها هيئة للتعتيم وليس هيئة استعلامات ..

إنها هيئة بتكلم نفسها، وتريد من يخبرها، بل وأحيانا يتم ضبطها متلبسة بجريمة العمل بأسلوب رد الفعل وليس الفعل على غرار باقي مؤسسات حكوماتنا المصرية المتعاقبة في إدارة الأزمات، حيث تقوم بالرد بشكل بطيء على أخبار مغلوطة تنشرها بعض وسائل إعلام أجنبية مغرضة عن مصر وخاصة في حوادث الإرهاب وغيرها بعد، ومعروف أن الهيئة العامة للاستعلامات هيئة حكومية تتبع رئاسة الجمهورية تأسست عام 1954 وهي تتبع حاليا رئاسة الجمهورية، وكان لها دور في تعريف الرأي العام المحلي والعالمي بمصر والسياسات التي تنتهجها الحكومة على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، كما أن من دورها الرئيسي تقديم التسهيلات للصحفيين والمراسلين الأجانب والمكاتب الإعلامية الملحقة بالسفارات المصرية في الخارج لنقل صورة حقيقية وواقعية عما يجرى فى مصر إلى العالم.

دون تهويل، والحق أقول إن هذه الهيئة مثل خيال المآتة كما يقولون بتحلل فقط القرشين اللي بيتصرفوا عليها وعلى العاملين بها من جيوب الشعب المصري المطحون، ولكن كيف يمكن أن تستعيد هذه الهيئة دورها ليكون مؤثرا وفاعلا وناقلا لصورة مصر إلى شعوب العالم وتعريفهم بالمقومات المتفردة والاستثنائية والخاصة لمصر الذي لو تم الترويج لها بشكل جيد وكفء وبإرادة وطنية خالصة لأصبحنا أكبر دولة جاذبة للسياحة في العالم دون مبالغة بحكم تاريخنا وجغرافيتنا وآثارنا وتعدديتنا الدينية والحضارية، ولعل أهم آليات تفعيل دور هذه الهيئة هو عدم الاستسلام لقوالب الماضي والنطية في عملها ورسالتها بل يجب أن تثور ثورة حقيقية وإدارية على التقليد والقولبة والنطية والجمود لأن آليات تعاملها في الماضي لا يصح ولا يصلح أن تكون آلية للتعامل اليوم وسط هذا الانفتاح المرعب والثورة الإعلامية والإعلانية وثورة وسائل التواصل الإجتماعي، التي غطت على دورها وقلصت من تأثيرها فلماذا لا تلجأ الهيئة بعقد مؤتمرات وندوات عبر مكاتبنا الإعلامية التابعة للسفارات المصرية في الخارج عن مصر وتاريخها وحضارتها بحيث يتم دعوة متخصصين المصريين والأجانب والعامة من المصريين والأجانب، ولماذا لا تشتري مكاتبنا الإعلامية الملحقة بالسفارات الأجنبية ساعات بث في قنوات وفضائيات شهيرة بالدولة التي بها السفارة للترويج لمصر والرد على ما يثار ضدها من حرب معلوماتية مغلوطة، وماذا يمنع المكاتب الإعلامية التابعة للهيئة في الخارج من عقد مؤتمرات وندوات وفعاليات تجمع أبناء المصريين في الخارج وتربطهم بمصر وتاريخها وذلك لمواجهة الحرب الشرسة لتغريب أبناء المصريين في الخارج عن وطنهم ؟! بل ولماذا لا يكون هناك تواصل بين مكاتب الهيئة والكنائس والمساجد المصرية ويتم جمع رجال الدين الإسلامي والمسيحي للرد على حملات التشكيك والتشويه لمصر وجيشها ومؤسساتها ؟؟.

ودعنى أتجاوز في المطالب وأقول لماذا لا تؤسس الهيئة قناة خاصة يتم التسويق والترويج لها داخليا وخارجيا تستعرض أخبار مصر وترد على كل ما يثار من معلومات مغلوطة وتجهض أي حرب شائعات ضد الدولة المصرية بحيث تقدم هذه القناة نشرة أخبار بالإنجليزية والفرنسية بل والعبرية وغيرها للعالم الخارجي وللجاليات الأجنبية في مصر، وكذلك تقديم برامج متنوعة عن تاريخنا وحضارتنا ووحدتنا وإنجازات مصر في مواجهة الإرهاب ومقاومة التطرف وتجديد الخطاب الديني و.. و.. ؟! ما المانع في التفكير بشكل إبتكاري والعمل بأسلوب الفعل وليس رد الفعل ؟.

كما أطالب الهيئة باستحداث صفحة بالإنجليزية تحت إشرافها على موقع التواصل الإجتماعي فيس بوك بقيادة فريق وطني محترف سياسيا وإعلاميا غير صفحة الهيئة  ولتكن " فريق التواصل المصري " أو " مصر بالإنجليزية " أو " هنا مصر " ، ويسبق تأسيس هذه الصفحة حملة إعلانية وإعلامية مكثفة عن هذه الصفحة في الخارج ليتابع الرأي العام من خلالها ما يجرى في مصر ويتفاعلون مع هذه الأحداث لحظة بلحظة عبر التعليقات واللايكات وخلافه، ولعل الصفحة الرسمية لــ " فريق التواصل الإلكتروني الأمريكي Digital Outreach Team " وهي صفحة تابعة لوزارة الخارجية الأمريكية تؤكد قدرة الحكومة الأمريكية على التواصل مع شعوب العالم العربي وطرح ما يجرى في المجتمع الأمريكي على كافة الأصعدة ، وقد تأسست هذه الصفحة عام 2006 بلغات مختلفة للتواصل مع شعوب العالم ووصل عدد المعجبين بالصفحة أكثر من نصف مليون شخص عربي متفاعل مع الصفحة وأخبارها !، كما يجب أن تفكر الهيئة في التواصل الفعال مع السفارات والجاليات الأجنبية في مصر عبر ندوات ومؤتمرات وبيانات، كما يجب أن تكون هناك كتيبات ونبذات باللغات المختلفة تقوم الهيئة بطباعتها وتوزيعها على المكاتب الإعلامية التابعة لها والملحقة بسفارتنا في الخارج في شتى مناحي الحياة على أن يكون مؤلفي هذه الكتيبات والنبذات متخصصين مشهود لهم بالوطنية والكفاءة في مجالهم، فهل ستتحرك الهيئة لمقاومة القولبة والثورة على الموروثات الإدارية القديمة بل ومتابعة المكاتب الإعلامية التابعة لها في الخارج وإعادة هيكلتها بشكل جيد كي لا يتم إختراقها من موظفين لها إنتماءات سياسية أو إخوانية ؟ والسؤال هنا : هل سيخضع ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المعين بقرار من الرئيس السيسي للجمود والقولبة والنطية أم سيثور عليهم؟

دعونا نرى ماذا سيفعل في الأيام المقبلة
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط

-