في ذكرى وفاة «أديب نوبل نجيب محفوظ».. جنازتان وصلاتان بمشاركة مبارك.. وبوش وشيراك ينعيانه
لم يشأ نجيب محفوظ أن تكون له جنازة عسكرية كما كان تسعى الدولة لها فكما عاش محاولًا الإبتعاد عن الأضواء مكتفيًا بما يقدمه من أدب حاول حتى في وفاته أن يكون بعيدًا عن الرسميات وسط محبيه على أن تشيع جنازته من مسجد الحسين حيث نشأ بالقرب منه في منطقة الجمالية.
في 30 أغسطس عام 2006 استيقظت مصر على نبأ وفاة نجيب محفوظ بعد قضائه عدة أيام في أحد مستشفيات القاهرة لتعلن الدولة أنها تنفذ وصية محفوظ دون أن تتجاهل ضرورة إقامة جنازة تليق به بحضور الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك وكبار رجال الدولة.
قبل 11 عاما من الان خططت الدولة لجنازتين واحدة من الحسين للمثقفين ومحبي محفوظ وأخرى من مسجد آل رشدان حيث يوجد الرئيس الأسبق وكبار رجال الدولة وفقًا لما يرويه الكاتب الصحفي محمد سلماوي الذي وكله محفوظ لإستلام جائزة نوبل بدلًا منه.
يقول سلماوي: «منذ أحد عشر عامًا، صادرت الشرطة جثمان نجيب محفوظ وأصبح تحت «الرعاية» الكاملة لخبراء المفرقعات في رئاسة الجمهورية، منذ تلك اللحظة أصبحوا مسؤولين عن كافة تفاصيل الجنازة، من غسل وتكفين، بل مسؤولين أيضًا عن تفتيش أفراد العائلة والأصدقاء تفتيشًا دقيقًا، حرصًا على سلامة الرئيس الذي سيشارك في تشييع أديب مصر لم يتحمل الرئيس السير في الجنازة سوى دقائق، لم تتجاوز ثلاث دقائق، فقط من أجل التصوير أمام الكاميرات، انسحب مع مرافقيه، وحراسه تاركين الجثمان».
لم تكن وفاة محفوظ خسارة لمصر بل للعالم وهو الأمر الذي استدعى العديد من دول العالم للخروج وتقديم العزاء فمن البيت الأبيض كان جورج بوش أول المودعين لنجيب محفوظ بقوله: «مؤلفات هذا الروائي العظيم تتجاوز كل الأفكار النمطية وتغوص في اعماق حياة المصريين والبشرية اجمع مؤلفاته ستطلع أجيالا من الأمريكيين والقراء في العالم بأسره على مصر التي كان يحبها».
وفي فرنسا أعلن جاك شيراك الرئيس الفرنسي آنذاك، عن حزنه العميق للروائي الذي يحبه ويقرأ له «بوفاته فارقنا أحد كبار وجوه الأدب العالمي ورجل سلام وتسامح وحوار».
وقالت الخارجية الألمانية في بيان لها «إننا نبكي مفكرًا عظيمًا وكاتبًا قل نظيره.. استخدم مرارا قوة الكلمة للمطالبة بالعدل والحرية والأمن والمحبة والعيش الكريم لجميع البشر على هذه الأرض».
وتمر الذكرى سنة تلو أخرى بكلمات رثاء مشابهة نسمعها كل عام، داخل مصر وخارجها، في حق الأديب العالمي نجيب محفوظ، إلا أن الذكرى الحادية عشر هذا العام أتت محملة بمفاجآت صادمة، بين ظهورة ابنته «أم كلثوم» وحديثها حول زيف وسام النيل «فضة مطلية بالذهب»، والنعش الفارغ، والتي نستعرضها في هذا التقرير.