الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أجازة الأجازة


تنتهى أجازة العيد الرسمية، وتبتدئ معها معاناتنا اليومية ، معظم المحلات مغلقة وعند السؤال تُصدم من الإجابة، أجازة العيد يا أستاذة .

الذى أعرفه أن أجازة العيد تبدأ من الوقفة الى ثالث أيام العيد فى عيد الفطر ، ومن الوقفة لرابع يوم العيد فى عيد الأضحى ، أما أن تمتد الأجازة للأسبوع الذى يلى العيد فهذا استهتار .

المصريون وبعض الدول العربية يحتاجون أجازة ليستريحوا من الأجازة الرسمية ، عامل الوقت معدوم والإنتاج، وبعد ذلك يريدون حقوقهم ، فأين واجباتكم .

الفرارجى ، الجزار ، الخضرواتى ، الفاكهانى ، وأخيرا محل الفول والطعمية ...
معنى هذا أننا يجب أن نواكب الحدث ونقوم بشراء احتياجاتنا قبل العيد بيومين او ثلاثة ونخزن السلع لمدة 15 يوما حتى نضمن أننا سنجد ما نأكله .

ملائكة الرحمة
شاء الله أن تدخل أمى المستشفى يوم الوقفة لإجراء عملية بالمخ ، والحمد لله تعافت قليلا ، ولكن هذه المحنة اكتسبت منها شيئا مهما جدا .

إن نصف العلاج فى ابتسامة طبيب واحتوائه للمريض ، وإن ملائكة الرحمة اسم على غير مسمى فيجب ان نطلق عليهن خشونة ممرضة ، جزارة ممرضة ، كآبة ممرضة "بوز الممرضة" .

تكلمت مع أحد الأطباء بالمستشفى وأنا أشكو له التمريض السيئ وأسلوب وجفاء الرد فقال لى الطبيب :
نحن المستشفى الوحيدة التى لا تعين التمريض بل كلهم بعقود مؤقتة ، فكان التمريض ممتازا لأن عند الشكوى تطرد من المستشفى ، فهذه المستشفى لا يوجد بها مكان للفاشل أو للسيئ ، حتى وقت الثورة ضغطت الممرضات على الدولة حتى يتم تثبيتهم وبالفعل رضخت الدولة لطلباتهم وتم تعيينهم ومن يومها وهم تجبروا وأصبحوا بهذا الشكل .

رأيت بعينى حالة من السودان مريضة جلطة أثرت على مركز الاحساس فى المخ فأصبحت جليسة الفراش ، لا تتكلم ولا تتحرك ، تركت طفلها الرضيع منذ شهرين وجاءت لتتعالج بالقاهرة بصحبة اختها وزوج أختها ، رأيت بعينى الأخت هى من تفرغ كيس القسطرة لاختها وهى التى تهتم بها وترعاها حتى أصابتها قرحة الفراش، الممرضة تدخل كئيبة عاقدة الحاجبين تشعر حينها بأنك ثقيل وبأنك عبء على هذه الحيزبون ، وتتمنى أن تختفى من الكون ، اشتكت لى الاخت السودانية من معاملتهم السيئة ، ومن الإهمال ومن قلة احترامهم ، قالت: عندنا بالسودان لا توجد إمكانيات وأجهزة كمصر ولكن عندنا الإنسانيات فوق كل شيء فالتمريض عندنا هو فعلا ملائكة الرحمة .

حزنت من سوء سمعتنا ، فهذه المهنة الراقية تحولت إلى أقذر المهن ، إذا كنت لا تستطيعين أن تخدمى المريض فى مكانك فمن الأشرف أن تتنازلى عن لبس التمريض ، فهذه مهنة إنسانيات مهنة رحمة يا قاسية القلب .

وعلى النقيض وجدت فى هذه المستشفى الموظف الرحيم المتعاطف مع المرضى الخدوم ، ووجدت الطبيب الذى يسعى لإزالة أى معوقات وأى بيروقراطية فى الإجراءات ، ووجدت رجل الامن الخدوم الذى يسعى جاهدا لتوصيلك لبر الأمان ، ووجدت ممرضة نشيطة مبتسمة تسعى لأن ترى ابتسامتك على وجه "بللته الدموع" حتى وإن كانوا قليلين فإننى متفائلة بهم .

هؤلاء هم أولاد بلدى " الجدعان" أصحاب الضمائر وأصحاب القلوب الرحيمة ..

إذا ارتبط العمل بالإنتاج والراتب سيستقيم الموظف الحكومى مهما كان منصبه، يجب أن يدرك حقوقه وواجباته، فالكل يبحث عن حقوقه ولا يعطى الدولة وأصحاب الخدمة واجباته المستحقة ، نحتاج أن تهتم الدولة ببناء الإنسان قبل بناء المدارس والمستشفيات والهيئات.

لا يهمنى جائزة نوبل بقدر ما تهمنى جائزة المواطن الإنسان فهو كادر مهم فى الدولة وأصبح عملة نادرة فى وقت امتلأ بالرشوة والفساد ورمى العبء كله على الحكومة والحقيقة أن العيب فينا وفي ضمائرنا .
"استقيموا يرحمكم الله".
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط