قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

ليس بزيادة البدل يحيا الصحفيون


انشغل الوسط الصحفى كثيرا ، وتحديدا فى الآونة الأخيرة ، بقصة زيادة بدل التدريب والتكنولوجيا ، أو ما يطلق عليه البعض مجازا "البدل" وهى القصة التى ثارت حولها أحاديث مطولة ، وصنع منها البعض أشعارا فى مدح الزميل عبد المحسن سلامة نقيب الصحفيين ، باعتباره صاحب الضربة الأقوى فى قيمة الزيادة ، التى يراها البعض إنجازا تاريخيا لم تشهد نقابة الصحفيين له مثيلا.

وبحسب تلك الرؤية ، انصلح حال الصحفيين بعد اعوجاج ، وعادت لهم كرامتهم بعد امتهان ، وأصبح لهم درع ، يحميهم من شظف العيش ، وضيق ذات اليد ، وسيف يواجهون به صعاب الحياة ، ويقضون به على مشاكلهم.

أشعار المدح فى زيادة البدل، قابلتها أبيات ذم فيه ، وصلت إلى حد المعلقات، واعتبر البعض البدل برمته، أحد أسباب فساد المهنة ، وتحويلها إلى عملية تجارية بحتة ، فقدت على أثرها قوتها فى المجتمع وسموها بين المهن.

وما بين المدح والذم ، تبقى قضية البدل محل تباين فى الآراء والتفسيرات حول ماهيته وأهدافه الحقيقية ، والآثار المترتبة عليه.

وبحسب رؤيتنا، لا يمكن إنكار جهد الزميل عبد المحسن سلامة نقيب الصحفيين ، فى سبيل الزيادة التى قال عنها أنها بلغت 300 جنيه، أو إنكار محاولاته الارتقاء بأوضاع الصحفيين المادية، معتمدا على تلك الزيادة التى تحدث عنها ، مرشحا لمنصب النقيب فى انتخابات التجديد النصفى التى جرت فى مارس الماضى ، وواصل حديثه بعد أن أصبح نقيبا.

غير أنه لابد من التأكيد ، على أن زيادة بدل التدريب والتكنولوجيا ، لا تمثل – عندى – إنجازا نقابيا بالمعنى الذى نعرفه ، كمنشغلين بالعمل النقابى، ومهمومين بمشاكل المهنة ، لأنه لا يمثل أى انتزاع من جانب السلطة التنفيذية، أو تم فيه بذل أى جهد نقابى ، بل هو وعد وعدت به الحكومة ونفذته فى حدود إمكانياتها المادية ، التى لا دخل للنقيب فيها أو فى تحديد قيمتها ، بدليل عدم الإفصاح عن تلك القيمة إلا بعد ما تردد من أنباء حول اعتمادها رسميا من جانب مجلس الوزراء.

ونؤكد أيضا أنه ليس بزيادة البدل يحيا الصحفيون ، فهناك ما هو الأهم من زيادة البدل، فقضايا التعطل عن العمل ، والفصل التعسفى ، ووقف تأمينات الكثير من الصحفيين ، وتشريدهم ، وعدم تقنين أوضاعهم مهنيا ، يجب أن تكون فى مقدمة أولويات مجلس النقابة، وعلى أساسها يتم قياس مؤشرات الأداء النقابى ،سلبا وإيجابا، وهى القضايا التى يمثل حلها جهدا نقابيا حقيقيا ، ونجاحا غير قابل للشك ، خاصة أن تلك القضايا تمثل أزمات عالقة ، وذات أبعاد متداخلة ، مابين المؤسسات الصحفية الحزبية والخاصة من ناحية ، وأجهزة الدولة من ناحية أخرى.

فالنقابة لها سلطة على الصحف وفقا لقانونها ، رغم قدمه وعدم صلاحيته لكثير من المتغيرات المهنية ، وتستطيع أن تضبط الأداء المهنى ، وتحافظ على حقوق الصحفيين فى تلك المؤسسات.

كما أن النقيب ، وبحكم قانون النقابة أيضا ، هو الممثل القانونى للصحفيين أعضاء النقابة ، ويستطيع بقوة القانون أن يخوض معارك من أجل مصالح الأعضاء ، وأن ينتزع حلها.

وما نخشاة أن تتحول زيادة بدل التدريب والتكنولوجيا ،بقدرة قادر، إلى إنجاز نقابى عظيم ، تتوقف بعده محاولات، أو جهود لحل الأزمات الأخطر التى تواجه الصحفيين.