الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أكتوبر.. من التحرير إلى التعمير


نحتفل هذه الأيام بمناسبة مرور 44 عاما على ملحمة أكتوبر العظيمة ، التى تجسدت فى النصر المؤزر لمصر والعرب على الكيان الصهيونى ، الذى تلقى درسا فى فنون الحروب العربية وقوتها ، التى لا زالت تدرس فى الأكاديميات العسكرية فى دول العالم المتقدم.

فكانت معركة عكست مدى الالتحام الشعبى بالقيادة السياسية ، وأظهرت بسالة القوات المسلحة فى الذود عن الأرض المصرية ، وإصرارها على استعادتها كاملة غير منقوصة ، وساندتها فى ذلك الإرادة المشتركة مع الشعب، الذى عقد العزم على أن يحول الهزيمة إلى انتصار.

ونحن نحتفل بهذه المناسبة ، فإن تحية واجبة للقوات المسلحة ، ولكل أبناء بلادى مصر، الذين توحدت صفوفهم خلف القوات المسلحة ، وللشرطة الوفية التى أمنت الجبهة الداخلية.

وتحية واجبة أيضا لبطل الحرب والسلام الرئيس الراحل أنور السادات ، الذى بذل الجهد والروح من أجل استعادة التراب المصرى ، ومن أجل رفع راية مصر خفاقة عالية ، من بعد ذل وانكسار.

ولم يكن أكتوبر فقط انتصارا فى معركة التحرير ، ولكنه كان بداية لمعركة أخرى هى معركة التعمير ، التى شهدتها مصر ، ولا زالت تشهدها حتى الآن ، فمهدت الحرب لإعادة إعمار المدن الجديدة ، وفتحت آفاقا جديدة للاستثمار عبر ربوع مصر المحروسة ، التى تنعم بالأمن والسلام.

ورغم أن مصر خرجت من حرب أكتوبر باقتصاد معتل ، إلا أن القيادة السياسية آنذاك ، استطاعت التغلب على مشاكله ، ففتحت الباب أمام الاستثمارات العربية والأجنبية ، وكانت سياسة الانفتاح الاقتصادى التى أقرها الرئيس الراحل أنور السادات ، والتى كانت سببا فى تعزيز الأداء الاقتصادى.

وينظر البعض خطأ إلى سياسة الانفتاح نظرة غير واقعية ، فالكثير يتهمها بالتسبب فى ضعف الاقتصاد وفتح المجال أمام الفساد ، غير أن تلك النظرة ليست فى محلها ، ولكن عدم تطبيق سياسة الانفتاح بالشكل الذى تم إقرارها من أجله كان السبب وراء بعض المظاهر الاقتصادية السلبية التى اعتبرها البعض سببا مباشرا لها.

وكون البعض ينظر إلى سياسة الانفتاح الاقتصادى نظرة خاطئة ، فليس لعيب فى السياسة ، وإنما لعيب فى التطبيق ، ليبقى أكتوبر علامة تاريخية على الانتقال من التحرير إلى التعمير.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط