وقع فى السنوات الماضية عدد كبير من حالات الوفاة لأفراد أثناء خضوعهم لعملية جراحية، ويتكرر الاتهام بأن السبب "خطأ فى التخدير" أو فى الجرعة المستخدمة منه، لكن الحقيقة تؤكد أن التخدير ليس بريئا من جميع الوفيات بسبب إهمال طبيب التخدير أو إخفاء المريض معلومات عن حالته الصحية.
وقال الدكتور عادل عبد الفتاح، أستاذ تخدير ورعاية مرضى القلب ومسئول لجنة الترقيات وتقييم الأبحاث بجامعة الإسكندرية فى حوار لـ"صدى البلد"، "أطالب القاضى الذى يحكم فى إحدى القضايا الطبية أو الوفاة نتيجة خطأ طبى، أن يلجأ للجنة مكونة من أطباء التخدير المشهود لهم بالثقة والخبرة لفحص الحالة والتأكد من السبب الحقيقى حتى لا يظلم أحد دون أن يدرى.
- ما طبيعة عمل طبيب التخدير؟ وهل تقتصر فقط على حقنة المخدر؟
مجال التخدير أكبر بكثير مما يتخيله البعض، فدور الطبيب لا يتوقف على إعطاء البنج للمريض بل يشمل رعاية جميع أجهزة الجسم أثناء الجراحة وعلاج أى خلل بها، وتبدأ مهام طبيب التخدير من مرحلة ما قبل العملية وتأهيل المريض للجراحة ومعرفة تفاصيل حالته الصحية حتى مرحلة مابعد العملية، باستخدام تقنيات الإفاقة الحديثة وحساب المدة الزمنية التى يغيب فيها المريض عن الوعى ومتابعة حالته الصحية وعلاج الآلام.
- ما الاحتياطات التى يفعلها المريض قبل أى جراحة؟
تحليل شامل لمعرفة وظيفة جميع الأعضاء الحيوية يقلل نسبة حدوث المضاعفات.
الامتناع عن الأكل لأنه يساهم فى تكون حموضة بالمعدة وهذا يؤثر على القصبة الهوائية.
الامتناع عن تناول العقاقير المخدرة والمخدرات والسجائر.
- ما قصة الوفاة نتيجة جرعة تخدير زائدة؟
نجد فى معظم الحوادث الطبية التي تقع أثناء إجراء العملية أن المتهم الأول ويكاد يكون الأوحد هو طبيب التخدير، ونجد الكلمة الأشهر تداولا فى الإعلام والسوشيال ميديا هى الوفاة نتيجة جرعة تخدير زائدة وهو مصطلح غير واقعى، ويستحيل حدوثه لسبب بسيط جدا وهو أن الأمبول الذى يوجد به المخدر ويستخدمه لحقن المريض أثناء العملية مصمم بشكل دقيق، حيث يحتوى على النسبة الآمنة التى يتحملها الإنسان وتكفى شخصا واحدا فقط وعادة لا يحقنها كلها وإنما جزء ضئيل منها وحتى إذا استهلكها كلها فهى لا تسبب أى أضرار.
- هل هذا يعنى أن التخدير بريء من جميع الوفيات؟
لا، ففى بعض الحالات تقع الوفيات نتيجة أخطاء فى التخدير لكنها نادرة، ولا تحدث بسبب الجرعة الزائدة وإنما نتيجة لإخفاء المريض أحد المشاكل الصحية التى يعانى منها، أو عدم تواجد طبيب التخدير فى غرفة العمليات أثناء الجراحة، أو كنتيجة لأحد الآثار الجانبية للمخدر نفسه، وأطالب القاضى الذى يحكم فى إحدى القضايا الطبية أو الوفاة نتيجة خطأ طبى أن يلجأ للجنة مكونة من أطباء التخدير المشهود لهم بالثقة والخبرة لفحص الحالة والتأكد من السبب الحقيقى حتى لايظلم أحد دون أن يدرى.
- هل يشكل تناول الطعام خطورة على المريض عقب العملية؟
يتوقف هذا الأمر على نوع ومكان الجراحة لكن بصفة عامة يمكن للمريض تناول الطعام بعد عدة ساعات من العملية وفق النظام الغذائى الذى يحدده الطبيب.
- ما نصيحتك للمريض بعد الجراحة لتجنب مضاعفات التخدير؟
أولا الالتزام بجميع تعليمات الطبيب المعالج وعدم تناول أى أدوية دون الرجوع إليه، وعدم النوم على الوسادة بعد الجراحة لأنها تزيد فرص وقوع ثقب فى الأغشية المخاطية، وبالتالى يخرج السائل عن النخاع الشوكى وممكن أن يسبب الشعور بالصداع.
- ما أحدث ما توصلت إليه الأبحاث العلمية فى مجال تخدير القلب؟
أحدث ما توصلت إليه الأبحاث العلمية هو مثبطات العصب السمبساوى وقيمتها فى التقليل من نسبة المضاعفات التى تطرأ على القلب، وظهرت أجهزة قلب صناعى جديد يمكننا تركيبه أسبوعا كاملا فى جسم المريض لحين زرع القلب الجديد.