الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أنا مختلف معك ... فلتقتلنى !!


إذا اختلفت معى فأنت مجنون أو مريض أو فاسق أو بلطجى أو كافر تستحق "علقة ساخنة" حتى تفيق، وإذا لم تفيق فلا سبيل إلا قتلك وموتك وتشريد أبنائك وعائلتك.

هذا المنهج الدموى البلطجى التكفيرى ـ للأسف ـ زاد لكثرة المتشددين الذين لا يملكون العلم ولا المعرفة، وهم أبعد ما يكون عن الدين والتدين، ولكن يمتلكوا اللسان الطويل السليط الذى يرمى بحجارة الكلام غير الموزون.

 ثم ترمى هذه الألسنة التهم الموجعة التى ليس لها أصل، وإذا حاول أى بشر عادى منطقى أن يصحح مفاهيم هذه الألسنة الطويلة، لن يناله إلا مجموعة تهم ـ إذا أثبت برائته فى إحداها فإنه لن يستطع أن يثبت برائته فى باقيها، ليس لأنه مذنب من الأساس، وليس لأنه لا يمتلك الحجة والمنطق، ولكن الألسنة الطويلة يطغى صوتها على صوت الجميع لأنها لا تحدث إلا ضجيجا وصخبًا ليس له أى داع ولا منطقية.

ومصر تعيش مرحلة استثنائية من عمر الوطن، هذه المرحلة تحمل ملامح لم نتعود عليها من قبل حينما ظهر جماعات الشر التى تستهدف مؤسسات الدولة وكياناتها الكبيرة والصغيرة، بل تستهدف الطفل الصغير فى الشارع لنشر الفوضى والدمار والخراب فى البلاد.

ليس لأن مصر دولة معادية لدول كثيرة وليس لأن مصر دولة تحمل الأفكار المتطرفة التى توزعها على العالم، وليس لأن مصر تتحالف فى الخفاء من أجل إسقاط دول أخرى، وليس لأن مصر دولة تكبر على حساب باقى دول العالم، وإنما الهجوم المستمر على مصر بسبب مكانتها التاريخية والجغرافية التى جعلت أطماع العالم تتوجه ناحيتنا.

فظهرت أجيال الحروب المختلفة والمتتالية بشكل سريع للسيطرة على ثروات مصر من ناحية، ومن ناحية أخرى لإضعاف هذه الدولة العظيمة التى لم تسمح لمعتدى أن ينال منها على مدار التاريخ، لأنها قلب العروبة النابض الذى حمل هم كل الدول العربية لدرجة أنها حاربت خارج حدودها لتحرير دول عربية كثيرة , فلم تحمل يوما همها فقط وإنما حملت هم الأمة العربية والإسلامية كلها على مدار التاريخ , ولم تتنازل يوما عن أشقائها، بل فى أحيان كثير غلبت المصلحة العامة على المصلحة الشخصية.

هذه المبررات التى إذا تعمقت فى كتابتها لن يسع المقال ذكرها , كانت أحد أهم أسباب العداء المعلن والخفى لمصر فى الداخل والخارج، ولا بد أن نذكر أن دول كثيرة تعلن لنا صداقتها على الملأ , وفى الخفاء تمسك بسكينا لذبح الوطن، فقامت بتجنيد أبناء الوطن أنفسهم الذين يحملون الضلال فى عقولهم لإستغلالهم فى نشر الفوضى والتطرف والإرهاب المادى والمعنوى , حتى تصل هذه الدول المعادية لأغراضها الخبيثة بطرق غير الطرق التقليدية التى استخدمت فى حروب الماضى ضد مصر .

ومن هنا ظهرت حروب الجيل الرابع والخامس والسادس التى تتلخص فى القضاء على الدولة دون إطلاق رصاصة واحدة على أبنائها، بل إطلاق ما هو أشد خطرا من الرصاص وهو الجهل , وإطلاق ما يهدم الدولة من خلال نشر القيم السلبية والأفكار التكفيرية، لينقسم المجتمع وتنشب الحرب فى الداخل ويسقط الجميع دون تدخل الدول المعادية فى الخارج ودون أن تخسر شيئا لدرجة أن السمة السائدة بين البشر هذه الأيام والناتجة عن جهل الماضى متمثلة فى " أنا مختلف معك ... فلتقتلنى أو أقتلك".

يا سادة ... إن الأوطان تبنى بالعلم لا بالجهل , بالتدين لا بالتشدد , بالفن الراقى لا بالإسفاف والتقليد , بالتطور لا بالجمود , بالحب لا بالكراهية , بالتكاتف لا بالوحدة , بالأمل لا بالإحباط , بالسلام لا بالحرب , بالقوة لا بالضعف , بالعمل لا بالكسل ... إنشروا كل القيم الإيجابية بينكم ولتنهضوا من سباتكم ولتتخلوا عن الماضى العقيم ولنبدأ مرحلة البناء والإستقرار فى ظل دولة يحكمها الأمل والعمل والحب والقوة .
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط