الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عام الأزمات الدولية والتقلبات النفسية !!


جاء مليئًا بالتقلبات والأزمات السياسية والاقتصادية والنفسية وزخم الأحداث المؤسفة علي المستويين الدولي والإقليمي والديني والشخصي أيضًا، عام 2017 لم يمر مرور الكرام، هذا العام غير المأسوف علي رحيله والذي تخلله العديد من المصائب والكوارث على جميع المستويات عن جدارة، فقد شهد العالم كله مئات بل آلاف العمليات الإرهابية والكوارث الطبيعية التي خلفت وراءها آلاف القتلي والجرحى والمشردين، بداية من إعصار ولاية فلوريدا والزلزال الذي ضرب ايران وسياسة الهجوم والعنف من قبل حكومة ميانمار علي مسلمي الروهينجا وفرار أكثر من نصف مليون مسلم إلي بنجلاديش.

فمن المؤكد أن عام 2017 ترك آثاراً كبيرة علي كل المستويات سواء الأمنية أو الاقتصادية أو السياسية جراء تلك العمليات الإرهابية التي نتج عنها آلاف القتلي والجرحي سواء في أمريكا أو أوروبا أو آسيا أو إفريقيا من تمدد كبير لتنظيم داعش الإرهابي الذي قام بعمليات كثيرة قتل خلالها آلاف الأبرياء في سوريا والعراق وغيرها من دول المنطقة، ومصر وحربها الشرسة التي تخوضها نيابة عن العالم كله ضد الإرهاب الأسود الذي لا يفرق بين دين أو وطن أو نوع، وآخر الأزمات الدولية القرار الأمريكي غير المدروس سياسيا وأمنيًا والذي اتخذه الرئيس الأمريكي ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلي القدس والذي كان بدوره ان يحدث ردود أفعال دولية غاضبة ومستنكرة من قبل العديد من دول العالم العربية منها والغربية والتي علي أثره أدانت الدول واولهم مصر القرار خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة من أمور بدورها قد تشارك فى مجريات وتطورات القضية الفلسطينية بشكل عام فيما بعد، عاما ترك خلفه صورة سودانية لأعوام قادمة -حاشي- أن يكون القادم ليس أفضل!!

فلم يتركنا هذا العام المشؤوم وإلا غرس بداخلنا نتاج نواه الأخيرة المميتة في قلوبنا جراء العمليات الإرهابية بمسجد الروضة ببئر العبد في سيناء وقتل مسلمون أثناء تأدية فرض الصلاة، وآخره حادث يوم الجمعة بالاعتداء علي حادث كنيسة مارمينا بحلوان، مما يؤكد ان ذلك الإرهاب الغاشم لم يفرق بين مسلم ومسيحي، إلا أننا قد تحدناه بقوة تماسك هذا المجتمع بجميع أطيافه وأفراده وعقائده.

حتي علي المستوي الشخصي فقد كان حظه من نصيب الأسد، فلم يرحمنا عام 2017 والا ترك لنا بصمة متشبعة بالأوجاع، وأيام كشرت عن أنيابها لتكشف عن غدارة ووقاحة أناس خدعنا في صداقتهم ووجوهم البائسة أو المبتسمة لنا ابتسامات تحمل بداخلها إتقان اساليب المكر والكره والخداع، ومفارقات وطرق أغلقت بعد آمال وأحلام دمرت وأيام عذاب لم ندرك وقتها وحتي مؤخرا الأسباب والحكمة وراء ما كان، فعندما اتذكر هذا العام اجد نفسي أقف أمام دائرة مغلقة حائرة وسط أشخاص فرضهم علينا القدر وآخرون اختفوا بطبيعة الحال -وحمدًا لله أن اختفوا- وأحداث مرة مررنا بها كأشخاص في وطن يتمزق ترابطا ووحدة ومشاكل وصراع داخلي ونفسي وذهني يمتزج بتقلبات الحياة.

بالفعل.. فقد مررنا سابقا بأعوام مليئة بالأحداث الساخنة والموجعة والتي غيرت شكل ووضع الحياة من حولنا سواء كان منا من يرتضي بها أو جاء بدوره ليتمرد عليها، ولكن كم التغيرات التي أحدثها عام 2017 جاء بدوره ليقفز علي ماراثون السنوات ويفاجئنا بأنه انشطهم أحداثا مؤسفة وأكثرهم بشاعة وان كان سباقا في عكس الإتجاه الصحيح الغير مرغوب.. فعند قدوم كل عام يأخذ كل منا وعوداً لم تتحقق في الماضي معلنين عن شغف احدث ووعودا اخلفت مواثيقها متمنين ان تصدق هذه المرة، وأحلام نسعي اليها أملاً منّا أن تتحقق، وأن كان هذا العام المؤسف أدار ظهره للكثير منا فليس من المنصف أن يخذلنا هذا العام الجديد ...!!

وكالعادة.. ومع قدوم عام جديد نتمني أن نحقق ما تمناه فى السنوات الماضية وأن يعم الرخاء والسلام العالمي والسكون النفسي في نفوس الجميع منا من ذوي القلوب الطيبة والشخصيات الطموحة والأهداف الصائبة لنعلن عن الاستعداد لتحقيقها، ومع عام جديد تقف الحسرات والخيبات جانبا وتنتظر الأمنيات والأحلام لتعزما علي التنفيذ، وبمزيد من الأمل هلم بنا نستعد لتحقيق أحلام ومشاريع مؤجلة في نظرة جديدة يقينا منا أن تتحقق.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط