الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أرض الواقع


لماذا لا نشعر أننا لدينا أحزاب قوية تعمل بكل كد وتميز وتؤهل كوادر سياسية لتصبح على ثقافة اقتصادية وقيادية عالية تستطيع النهوض بالمجتمع المصري، لم نسمع على مدار السنوات الطويلة الماضية بوجود مثل تلك الكوادر التي تستطيع المنافسة على تنمية دولة بحجم مصر، فتكون المنافسة على الترشح لحكم مصر منافسة غير متكافئة، المؤسسة الوحيدة بمصر التي ينتج عنها خبرات وكوادر في المجالات المختلفة وعلى علم ودراية بفن القيادة هي المؤسسة العسكرية، أما المجتمع المدني فلا وجود حقيقي له على أرض الواقع.

لكي تنمو مصر وتتطور يجب أن تتعلم ثقافة التنافس المبني على أسس علمية سليمة، لأننا كشعب يقع في منطقة متوسطة من العالم وفِي موقع شديد الحساسية على الخريطة السياسية لا نستطيع أن نخاطر بالتجربة مع مرشح لم يسبق له التعرف على مفاهيم القيادة والاقتصاد المبني على أسس علمية ودراسة وافية للمجتمع الدولي واقتصاد العالم.

دولة بحجم مصر تعدت المائة مليون مواطن لا يمكن أن تكون بالون اختبار يجرب فيها كل مرشح قدراته هل ستنجح أم سيصيبها الفشل، وإذا كنّا نريد التطوير والعمل بمفهوم الديمقراطية الكاملة وبعيدًا عن القبضة العسكرية في الحكم يجب على كل من يعمل في مجال السياسة الحزبية أن يثبت ذاته ويثبت قدرته على تحمل تلك المسئولية، نحتاج إلى مزيد من التدريب والتفكير الحقيقي في المنفعة العامة للشعب وليست فقط منفعة أعضاء الأحزاب على اختلاف توجهاتها السياسية والفكرية.

أين ناتج العمل الاجتماعي الخدمي للأحزاب؟ ما آثار وجودهم على أرض الواقع؟ أين العقول المفكرة التي تستطيع وضع خطط طويلة المدى لتطوير مصر وتنميتها؟ من لا يستطيع المنافسة القوية الفعالة، فعليه الاكتفاء بوجوده في حزب لا أثر له في المجتمع، وعليه ألا يحاول المنافسة على الحكم وتركه لمن هو أهل له، مقومات الحكم متعددة ومن الصعب تحملها، ولكي ينجح أي مرشح عليه التدقيق في طاقم العمل الذي يحيط به، فالفرد وحده لا يمكن أن ينتج أو يفعل المستحيل، إنما تقوم الدول على أكتاف أولادها من التخصصات والخبرات المختلفة، كل ما نحتاجه تنمية تلك القدرات والتأكد أن كلا في مكانه يعمل للصالح العام وليس لمنفعته الشخصية.

مع الأسف بالرغم من محاولة الجهات الرقابية للقضاء على الفساد مازالت جذور المفسدين متشعبة ومتشابكة وتحتاج إلى مزيد من الوقت والصبر والمراقبة حتى نستطيع النهوض بالدولة على أساس سليم لا تشوبه شائبة ولا تلوثه رائحة المفسدين، والغريب ظهور بعض المرشحين فقط من أجل الشو الإعلامي أو لغرض الشهرة والحصول على لقب المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، وكان الأولى له صرف المبالغ الطائلة التي تصرف في الدعايا الانتخابية لتنمية المجتمع أو لأعمال الخير بدلًا من الإفراط في الصرف للحصول على لقب، فاللقب تتبعه مسئولية، والمرشح تعتمد عليه مائة ألف روح مصرية تبحث عن الطعام والعمل والملبس والراحة والرعاية الطبية، كل تلك الأمور محملة على كاهل المرشح الذي سيفوز فيجب أن يكون أهل لها ولذلك العبء الرهيب الذي لا يُحتمل.

علينا التدقيق في مستقبل هذا البلد العظيم وفِي من سيحمل راية الازدهار والتنمية، ونبتعد عن المنافسة لأغراض شخصية لا تحقق أي أمل مرجو لشعب من أقدم شعوب العالم، ولصعوبة المرحلة التي نعيشها، يجب تجميع القوى وعدم هدر أصوات الناخبين لمجرد تفتيت الأصوات والضغط على أعصاب شعب بأكمله للحصول على منافع شخصية، ولنترك الأمر لمن يستطيع تحمله.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط