أغلى من الحياة

تولى (كامس) ابنه القيادة ورفع لواء التحرير حتى استشهد هو الاخر, ومن ثم تولى القيادة الملك (أحمس الاول), الاخ الاصغر لكامس, وهو فى سن العاشرة, متحملا حملا ثقيلا, شرف وعظمة وتاريخ الأمة المصرية.. تدرب أحمس على القتال منذ الطفولة, ولم يكد يكمل التاسعة عشرة حتي حمل لواء الكفاح ضد جيوش الهكسوس, وانتصر على فيالقهم وجيوشهم برا, ونهرا, وأخذت المدن تتساقط فى قبضة الملك المحارب حتى حاصر الهكسوس فى عاصمتهم أواريس حصارا شديدا, حتى إنهم أرسلوا رسولا للملك يطالبونه بالسماح لهم بالخروج من مصر سالمين, وإلا قتلوا اولادهم ونساءهم وقاتلوا حتى آخر رجل.

وافق الملك وسمح لهم بالخروج ثم طاردهم فى فلسطين , وقضى علي آخر فلولهم عند حصن شاروهين , ومحا ذكرهم للأبد , عقابا لهم على ما اقترفوه بمصر.

فى 30 ابريل عام 1945 انتحر الزعيم الالمانى ادولف هتلر , ثم تلا ذلك قيام العشرات من قادة الجيش الالمانى بقتل أسرهم بالسم او الرصاص ثم الانتحار , حتى لا يقعوا أسري فى ايدى أعدائهم من الامريكيين والروس,
ولنفس السبب أقدم وزير دفاع اليابان على الانتحار بقتل نفسه بالسيف على طريقة محاربي الساموراى , بعد ان أقر الامبراطور معاهدة الاستسلام نظرا للدمار الشامل الذى حل باليابان بعد ضربها بالقنابل النووية فى هيروشيما ونجازاكى , فقد كان رأى الوزير القتال حتى آخر رجل.

إن ما نخلص اليه من هذه الحوادث التاريخية السابقة ان هناك دوما أشياء غالية فى حياة الأمم, والافراد, غالية جدا, أغلى حتى من الحياة , مثل الحرية, والوطن.