الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كنوز بشرية


من أكبر المشكلات التي يعاني منها الشعب المصري هي التعامل مع موظفي الدولة ، فالعديد منهم ما زال يحاوطه الفساد ، معاناة لا تنتهي بين صفوف المصريين، تتراكم الملفات في أركان جميع مؤسسات الدولة تحمل في طياتها حقوق مهدورة، لا يلتفت إليها سوي القليل.. يتناسي البعض أن للأرض رباً يراقب في صمت ليوم تشخص فيه الأبصار . 

يظل المرء يلهث وراء حقوقه في حيرة وشجن آملًا أن يظهر من بين هؤلاء من يمد له يد العون لينقذه ويحقق له مطالبه مهما مرت الأيام، ورغم وجود بعض الفاسدين إلا أن الله عز وجل يفيض علينا ببعض الكنوز البشرية التي تظهر بعد عناء لتيسر كل ما هو عسير وتحقق العدل وتنشر الأمن والأمان بين الناس.

من هؤلاء نموذج مصري أصيل له عبارة شهيرة يجب التوقف عندها والتأمل فيها وهي نوع جديد من أنواع الزكاة التي فرضها المولي عز وجل علي عباده ، زكاة نحتاجها في حياتنا بشدة وتتوقف الحياة بين الناس في التعاملات اليومية عليها، زكاة ليست مستحدثة بل هي من قديم الأزل لا يدركها إلا مؤمن تقي يعرف الله حق المعرفة ويسعد لإرضائه بكل ما أُوتي من قوة وثبات.

زكاة مفروضة علي كل صاحب جاه وسلطة وهي تيسير أمور الناس وإعطاء كل ذي حق حقه والتعامل وفقًا لما يمليه عليه ضميره أمام المولي العلي العظيم، أعطاها إسم زكاة الجاه وهو مصطلح لا يدركه إلا خبير بعلوم الدين، نحتاج لأمثال هؤلاء من مسئولين ، نحتاج لقوتهم وثباتهم وقدرتهم علي إرجاع الحقوق لأصحابها.

لم يتوقف ذلك المسئول عند هذا الحد بل اتقي الله في كل التفاصيل الدقيقة التي يتغافل عنها الكثيرون، كمعاملات الضيافة وحسابها واتقاء وجه الله تعالي في أموال الدولة كذلك الاقتصار علي استخدام الخدمات المقدمة له في حدود ضيقة التزامًا منه بالحفاظ علي المال العام .

يعرفه الكثيرون فهو غني عن التعريف وعلي الرغم من ذلك لا يحب الإطلالات الإعلامية ويبتعد عنها وعن الأضواء ، يرفض الحوارات الصحفية والظهور في الصحف والقنوات الفضائية ، يحاول أن يعمل فقط اتقاءًا لوجه الله وليس للظهور والتفاخر ، يحتاج الكثيرون إلي التعلم منه ودراسة أسلوبه الإداري الذي يدعو إلي الفخر فهو نموذج مشرف للمسئول الصالح التقي . 

من المهم أن يتعلم كل مسئول أن المنصب مؤقت وإلي زوال حتي لا يغتر بالجاه والسلطة وينسي الميزان والحساب ولنتذكر جميعًا قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: يا عبد الرحمن بن سمرة لا تسأل الإمارة، فإنك إن أعطيتها عن غير مسألة أعنت عليها، وإن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها. متفق عليه. فبدلا من أن يشغل المرء باله بالوصول للإمارة فليسعي لقضاء حوائج الناس فالسعي في قضاء حوائج الناس من الشفاعة الحسنة التي أمرنا الله تعالى بها حيث قال : " مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا (85) سورة النساء .
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط