القضاء المصري

أصبح القضاء المصري جزءا لا يتجزأ من معظم العائلات المصرية، في كل بيت تجد حكاية مع الأهل والأصدقاء عن أزمة أو قضية متداولة في الهيئات القضائية المختلفة، منها ما هو متداول في مكتب النائب العام ومنها ما هو متداول في النيابة الإدارية أو المحاكم المختلفة ومجلس الدولة.

القضاء هو منفذ الأمل لكل مواطن يئس من إحقاق الحق بعد طول معاناة بين الناس بعضهم البعض وبين الحكومة وإدارات الدولة المختلفة، هيئة مطالبة بضبط النفس والنظر دائمًا بعين الحق، أحيانا تعوقها بعض القوانين عن إحقاقه ولكن كل منهم يحاول أن يبذل كل ما لديه حتى يلقي الله وهو حاكم عادل منصف للمظلوم ومعاقب للظالم.

مهنة شديدة الصعوبة لا يتحملها الكثيرون تحتاج لشخصيات ذات مقومات متميزة بالجرأة والقوة وعدم التردد أو الخوف من رد الفعل مهما كانت القضية، أحيانا تصبح حياتهم مهددة نتيجة الصرامة والحسم في إعطاء كل ذي حق حقه، حياتهم مليئة بالمواقف الصعبة تحتاج لإيمان شديد حتى يتمكن أفراد تلك الهيئات من اتخاذ القرار السليم


تُعرض عليهم أغرب القضايا التي ربما لم تتداولها الكتب والحكايات من قبل تصلح كتابتها في مجلدات كبيرة للعبرة والموعظة، تُغير ملامح شخصياتهم فتجد منهم الزاهد والآخر الحكيم، مطالبون دائمًا بالتحدي والصلابة مهما كانت الضغوط، يجب احتواء تلك الشخصيات والوقوف بجانبهم لدعمهم حتى يستطيعوا المضي قدمًا في العمل وتحمل المزيد من الأعباء.

منهم العديد من النماذج المشرفة في الهيئات المختلفة، منهم من يتولى التشريع والدستور ومنهم من يحكم في القضايا الجنائية ويتعامل مع القطاع الإجرامي بجميع أشكاله ومنهم من يتعامل مع قطاع الموظفين والحكومة الذي تشرب بالفساد على مدار سنوات طويلة، لكل منهم سياسته وأسلوبه وأعماله ومواقفه تشهد له.

نتمنى أن نستطيع القضاء على الفساد والإجرام من خلال قرارات تلك الهيئات وعلى أمل دائم للحصول على أفضل التشريعات التي تواكب العصر حتى نستطيع يومًا ما أن ننتقل من قائمة دول العالم الثالث ونعود إلى قائمة الشموخ كما كان حال أجدادنا على مدار التاريخ الفرعوني والمسيحي والإسلامي.

ولكل مهنة نجوم ولتلك الهيئات أيضًا نجومها لا نستطيع أن نغفل ما قدموه من فكر راقٍ وعمل دؤوب ونزاهة في القرارات كالمستشار علي رزق، الرئيس السابق لهيئة النيابة الإدارية والأمين العام للجنة فض المنازعات بوزارة الاستثمار، والمستشار إيهاب الشريطي، نائب رئيس هيئة النيابة الإدارية، الذي ينتمي لنفس ذلك القطاع الذي يحارب الفساد في العديد من القطاعات الصعبة، ومن القطاع التشريعي نتذكر دائمًا المستشار طارق شبل، ومن مجلس الدولة كل من المستشارين محمد الدمرداش وَعَبَد السلام النجار وغيرهم العديد من النجوم، حفظ الله مصر وأبنائها الشرفاء ونتمنى أن تستمر تلك الهيئات بنفس تلك الروح والأداء.