الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

صديقي ياللي عندك من العمر عشرين


هل سمعت فيروز من قبل؟ إن كنت أحد العشاق أبشرك بأنه فاتك الكثير لعدم سماعك لحكاية لم تتكرر.

أنت شخص يمتلئ وجدانك بالحيوية، قلبك مفتوح للحياة وللحب أيضا ، ولكن هل فكرت أن تصقل هذا الوجدان قبل أن يمر العمر بك ؟ يا صديقى عندما تقرر أن تستمع (السيدة فيروز) ستجد فى صوتها سحر الحضارات القديمة وفى أغنياتها قواعد العشق الأربعين .

استمع مثلا لأغنية (حبيبى بدو القمر) فتجد نفسك مقبلا على كل جميل المشاعر، أما إن استمعت لأغنية (تحت الشتى) فأعدك أن تذهب لبحر عميق من التفكير فى ما هو الحب. ولكن عندما تستمع لأى من أغنياتها من ألحان (زياد رحبانى) ستجد المزج العبقرى بين ما يطلق عليه الأصالة و المعاصرة ، استمع مثلا لأغنية (ولا كيف) حيث موسيقى الجاز الملهمة وصوت البيانو مع آلات النفخ لتكوين جمل موسيقية تحمل فى جوانبها نغمات موسيقية لها طابع المقامات العربية ولكنها فى قالب الجاز الدافع للتأمل مع كلمات لا تخلو من الفلسفة وحلو المعنى .

إذن فقد حققت الأغانى تلك المعادلة العبقرية بكل بساطة وتلقائية ألا وهى تصالح الحضارات ومزج الثقافات بدون التغرب الثقافى، بدون الابتعاد عن هويتنا فى عشق الكلمة وما تعنيه، ووضع لحن يشبه وجداننا.

الاستماع لتجربة موسيقية حقيقية وجادة هو فى الواقع يحتاج إلى تدريب لأذنك ووجدانك، ولكنه فى الوقت ذاته يصقل شخصيتك ويضفى على إحساسك الكثير من العمق والثقة.

الكثير من تلك الأغانى ستصبح من أصدقائك فى مواقف حياتك ، ستذهب إليها عند عدم رغبتك بالكلام لأنك ستجد عندها الرد عليك ، وستذهب إليها أيضا عند الخصام أو الفراق لأنها بسحرها ستتخلل إلي قلبك وتهمس له ليهدأ ، وكذلك لن تندم على صداقتك لها عندما تستمع لصوتها يشدو الأناشيد والأغانى الوطنية التى نفتقدها اليوم، إنها من غنت مصر وهى تقف بكل شموخ على المسرح مستحضرة تاريخ وحضارة وعظمة بلد بمكانة مصر .

عندما تغنى للأماكن وللزهور وللثلج ولك ولى ، فإنها تغير من حالك وتصالحك على نفسك من شدة العذوبة والسكينة التى تتملكها ، ولكن عندما تعود لتشدو بما فعلته الحرب بلبنان وتبكى تحت شجر الأرز فتشعر فورا أنك جالس بجوارها وترى الحرب وتبكى معها الشجر الحزين .

أى وسائل تعبير تلك التى تمتلكها هذه السيدة؟!
صديقى : هل ستستمع لفيروز وتخبر أصدقاءك عنها ؟
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط