الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قرارات عجيبة


أتعجب أحيانًا من صدور بعض القرارات العجيبة للحكومة المصرية أمثال القرار العجيب الذي أثار الجدل في الأيام القليلة الماضية عن فرض رسوم تعادل حوالي 2000 ريال سعودي على المعتمر الذي اعتمر خلال الثلاث سنوات الماضية، يضاف عليها 50٪؜ من المبلغ للمعتمر أكثر من مرة خلال الموسم الواحد بما يعادل 3000 ريال سعودي، ما يوازي تقريبًا 15 ألف جنيه مصري.

هل تجهل الحكومة أن العمرة هي المنفذ الوحيد لزيارة بيت الله الحرام بعد الأسعار المغالي فيها للحج؟ هل الحكومة على دراية كافية بالشعب المصري، خصوصًا الطبقات المتوسطة التي أصبحت تتلاشى، وطبقة محدودي الدخل، خصوصًا فيما يتعلق بارتباط الشعب ارتباطًا وثيقًا بالمقدسات الدينية والتي تجعل البعض يحيا على الحرمان لفترات طويلة من السنة حتى يستطيع أن يدخر قيمة تكلفة العمرة على أمل أن يسافر ليغسل قلبه وروحه ويتوجه بالدعاء للمولى عَز وجل ليشكو له حاله ومعاناته اليومية؟

بدلًا من التيسير على المواطنين نطالبهم بمبالغ أكثر من طاقتهم تحت بند أنك سافرت من قبل خلال السنوات الثلاثة الماضية؟ أحيانًا يحرم المرء نفسه من التنزه حتى يستطيع أن يجمع تكاليف العمرة ويعتبرها نزهته الوحيدة كل عام حتى يشكو بثه وحزنه لله، فتتفضل الحكومة مشكورة لزيادة الحزن والبث بقرارات عجيبة، بدلًا من التيسير على المواطنين نعقد الأمور ونزيد الأعباء، والجميل في الموضوع أن الحكومة تفضلت مشكورة بوضع قائمة للحالات المستثناة من تلك الزيادة أسر الشهداء، ويكأن الدعاء مسموح لهم ومحرم على غيرهم، الشهادة قد تكون في حالات كثيرة ليست فقط بالموت أثناء محاربة الإرهاب، قد يموت الكثيرون ويكتبون عند المولى عَز وجل شهداءً عند ربهم، في أوضاع متعددة وفِي ظروف كثيرة، وقد يذهب البعض من عامة الشعب للاعتمار ترحمًا على أبيه أو أمه أو أولاده وإخوته، فهل نجبر هؤلاء على تحمل أعباء أكثر للترحم عليهم وفقًا لقرار حكومي؟

والعجيب طلب وزارة السياحة تحري الدقة في الأخبار والحصول عليها من مصدرها والاهتمام بذلك دون الاهتمام بشرح السبب المنطقي لجمع هذا المبلغ من كل من تقدم لقضاء العمرة وتبين أنه اعتمر من قبل خلال السنوات الثلاثة الماضية، لم نعلم أين سيذهب هذا المال والغرض الحقيقي من تحصيله، وما أوجه إنفاقه بعد جمعه؟

الغرض المطروح وهو تنظيم عملية الاعتمار وإعطاء الفرص لمن لم يسافر من قبل أعتبره غرضا غير منطقي لسبب أساسي أن العمرة والحج قبل كل شيء نصيب مكتوب عند المولى عز وجل وهدية من عنده يهدي بها من يشاء وقت ما يشاء، ولا يجب على الحكومة خلق عقبات جديدة في وجه المواطن في أمور ترتبط بالعقائد والأديان، من الممكن أن أتفهم أمرا مماثلا في حالة السفر للتنزه، ولكن عندما يتعلق الأمر بالعقائد والأديان لا أجد مبررا مقبولا لتعقيد الأمر في وجه المواطن الذي يعاني من أمور متعددة أصبحت ترهقه وتؤرق صفو حياته فيحرم نفسه لشهور طويلة حتي يُرَوّح عن نفسه في رحاب المولى عز وجل ورسوله الكريم، فهل من المنطقي أن نحرم هؤلاء من أبسط الأمور التي تروح عن النفس وتسعد الفؤاد؟
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط