الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ننفرد بتفاصيل فحص التابوت الفرعوني المضبوط في الكويت.. صور

صدى البلد

أعلنت وزارة الآثار أن المجلس الوطني للفنون والآداب الكويتي شكل لجنة لفحص التابوت الفرعوني الذي ضبطته الجمارك الكويتية ضمن أمتعة الشحن الجوي قادمًا من مصر.

اللجنة جاءت برئاسة د. سلطان الدويش مدير إدارة الآثار والمتاحف بالمجلس الوطني، وعضوية كل من د. أحمد سعيد أستاذ الآثار المصرية بكلية الآثار جامعة القاهرة، ود. السيد محفوظ أستاذ التاريخ والآثار بجامعة أسيوط، والمقيمان بدولة الكويت ويعملان في كلية الآداب بجامعتها للوقوف علي أثرية هذه القطعة من عدمه.

وعاينت اللجنة التابوت اليوم الخميس، وقد تواصلنا معهم حيث قال لنا الدكتور سلطان الدويش مدير إدارة الآثار والمتاحف بالمجلس الوطني ان التابوت على الهيئة البشرية، وقد اشتبه مفتش الجمرك الكويتي في الشحنة، نتيجة أنه وجد الكنبة قديمة ووزنها مع التابوت 115 كم، وبلغت تكلفة الشحن 3870 دولارا.

وتابع: كان هذا أمرا غير منطقي،حيث تم فحص الكنبة بجهاز الأشعة الموجود لدي الجمارك الكويتية،والذي أظهر غطاء التابوت في شاشة الجهاز، وتشكيل اللجنة لفحصه جاء بناء علي طلب الإدارة العامة للجمارك لحسم هويته وتاريخ تصنيعه ومدى أثريته.

وقال: اللجنة وجدت كل التعاون من إدارة الجمارك بالمطار، ومن المعاينة لاحظنا أنه يظهر من غطاء التابوت أنه من طرز التوابيت ذات الشكل الآدمي من الخشب، وطول الغطاء 186.5 سم والعرض عند القاعدة 30 سم وارتفاعها 20 سم وأقصى عرض للغطاء عند الصدر 54 سم.

وأوضح أن غطاء التابوت مصنوع من قطعة واحدة من الخشب، وتم استخدام أزاميل لتجويف الجزء الداخلي منه وتظهر آثارها على الجزء الداخلي بوضوح عند القاعدة والرأس، والعمق عند الرأس 15 سم، والغطاء منحوت على وضع المومياء، وتظهر منطقة الرأس والجسم تشبه الوضع الأوزيري، إلا أن الأيدي لا تظهر متشابكة عند الصدر كعادة الوضع الأوزيري.

وقال عضو اللجنة الدكتور السيد محفوظ أستاذ التاريخ القديم والآثار بكلية الآداب جامعة الكويت أن الغطاء ملون ومزخرف ولا تبدو عليه كتابات، وبعض المساحات ممسوحة ومعظمه مغطى بطبقة من الأوساخ والدرن المتكلسة والمتجمدة، كذلك هناك بقايا روث فئران مما يثير تساؤلات عن المكان الذي تم حفظه فيه قبل تهريبه.

وأشار إلي أنه يظهر الغطاء وجها يرتدي شعرا مستعارا وينسدل على جانبي الصدر وطوله 50 سم، وفوقه رباط رأس شكل حلقة من الزهور الملونة وملامح الوجه ملونة، والعينان واسعتان لونهما أسود مع امتداد خط العين والفم باللون الأحمر، والأنف بارز وهناك خط اسود على كل خد، وتبدو الملامح بشكل عام غير متقننة.

وأوضح أن على الكتفين صورتين ملونتين تمثلان رأس الصقر، ويعلو رأسه قرص الشمس معبرا عن المعبود"رع حر آختي"، ومنطقة الصدر مغطاة بزخرفة بهيئة قلادة واسعة وملونة بألوان مثل العقيق والفيروز والأوبيسديان، وتمتد آثار التلوين على كل السطح الخارجي لغطاء التابوت،وأجزاء كثيرة تعرضت للطمس.

وقال الدكتور أحمد سعيد أستاذ التاريخ القديم والآثار بكلية الآداب جامعة الكويت وعضو اللجنة أن باطن غطاء التابوت لا يحمل آثار رسوم أو نحت، كما هو معتاد في أمثاله من تصوير لمعبودة السماء (نوت) أو غيره، وقد اكتفى صانعه بحفر التجويف الذي يسمح بوضع المومياء بداخله.

وأضاف أن طراز الغطاء يتشابه مع توابيت نهاية العصر الفرعوني والعصر البطلم، حيث تختفي منطقة الرقبة وتبدو درجة الإتقان والحرفية أقل،وهذا الطراز الفني يماثل تابوت"جد-حور" في المتروبوليتان وتابوت "مرت-إيت-إس" بمتحف "نيلسون أكتين" بولاية كنساس سيتي.

وأشار إلى أن حالة حفظ غطاء التابوت الخشبي تبدو جيدة، إلا أن سطحه الملون مغطى بطبقة سميكة من الأدران والأوساخ، ويحتاج لمعمل ترميم لتنظيف هذه الأجزاء وإزالتها لعدم تعريض السطح للأضرار أو الإزالة بمواد معينة،ولذلك فالحكم على أثرية غطاء التابوت من عدمه صعب قبل تنظيف السطح الملون كاملا.

وأجمعت اللجنة علي التوصية بإعادة غطاء التابوت الى مصر لتنظيفه بمعمل ترميم متخصص بالمتحف المصري،وأخذ عينة منه لتحليلها بالكربون المشع للتعرف على تاريخ تصنيعه،حيث أن الأسلوب الفني وطريقة تصنيعه والرسوم وشكل الغطاء موجودة في التوابيت المصرية من العصر المتأخر والعصر البطلمي.