الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هو السيسي محتاج حملاتكم؟!


فى البدء كان حديثه انفعاليًا وكلماته عصبية تحمل معانى كثيرة فوق معناها الظاهرى، وكان حديثه عن الحملات الدعائية التى تملأ أرجاء المحروسة وضواحيها لدعم الرئيس السيسي لفترة رئاسة ثانية.

وكان فى حواره الذى دار بيننا فى كواليس مبنانا العتيق ماسبيرو عقب استضافته للحديث عن إستراتيجية الدولة فى مواجهة الإرهاب وتزامنها وتواصلها مع خطى التنمية، قال لنا وهو رجل الأمن المخضرم ذو الباع الطويل فى العمل الشرطى الذى أنهاه وهو مساعد لوزير الداخلية.

فى حواره غير المبثوث أعرب عن استيائه الذى أكد فيه أن الرئيس يحمل مثله وأكثر استياء من هذه الحملات الدعائية، فقال لنا إنها أصبحت هوجة وكل من فى نفسه غرضًا أو يطمح لمغانم ما عليه سوى أن يعلن دعمه للسيسي ويطلق حملة ويسمى لها مسمى وتأتي وسائل الإعلام لتنشر هذا أو تذيعه أو تضعه على شاشات التلفزة.

وأكمل حواره بأن هذا الأسلوب وإن كان له إيجابيات إلا أن سلبياته أعظم وأكثر وأهمها أن المواطن سيكون غير مصدق ولا متعاطف مع هذه الحملات وأنه سيتشكك فى قدرته على الفصل بين أهداف هؤلاء المتسابقين لدعم الرئيس وثقته بمدى رضاء الرئيس أو موافقته على اتباع من يسمون أنفسهم داعميه لسياسته ودعمهم له. وأيضا المواطن أصبح على قدرة بأن يعرف مزايا مرشحه من مساوئه وعليه فلابد أن تترك له حرية الاختيار بلا مؤثرات مسبقة وخطب ومزايدات وتهليلات وتصريحات لا تختلف كثيرا عن تلك التى قيلت فى كل رؤساء المنطقة وزعماءها على مر العصور والأزمنة.

واصل حديثه وقال نصف مجتمعنا شباب وهذا بالطبع رصيد مبهر نحسد عليه ولابد أن نعى خطورة أن يحكم أفعالك شباب أصبحت الدنيا أمامهم شاشة مترامية الأطراف والاطلاع على كل مافيها بمجرد لمسة يد على زر يسمى وسائل التواصل ففيه يقارنون بين أساليب الدعاية والترشح عندهم وفى الخارج وفيه أيضا يعلمون ويتعلمون وسائل وطرق متقدمة فى دحض وربما تضليل الآخر. ونظر إلينا جليا وقال المربك هو تعامل وسائل الإعلام الحكومية مع هذه الحملات الدعائية وإصرارها على نقلها وتتبعها ومتابعتها وإلزام المشاهد بها مما يخلق حالة من النفور والتأفف بل وخلق جدار من التباعد بين المواطن وإعلام بلده.

من المؤكد أن الرئيس بإنجازاته التي أوجدها فى فترة رئاسته الأولى تعطيه رصيدًا لدى مواطنيه لاختياره لفترة رئاسية  أخرى، وأيضًا كل ما يجرى حوله يجعله يتمسك بخيار الاستقرار والأمن الذى حققه له رئيس سارع الزمن فى إنقاذ بلاده من الاختطاف واللحاق بمصير بلاد شقيقة لها تعانى الضياع والتمزق والهوان. السيسى بالورقة والقلم مقدرا له الفوز وخاصة أنه لا يوجد من يوازيه أو يناقشه بنفس مزايا وقدرة السيسى، فلماذا إذن نربك المواطنين بحملات لها من الأهداف ما لأهل مدين من دعواتهم ؟، كل ما في الوطن يؤكد أن الرئيس صائب فى قرارته حتى الصعبة منها وخاصة المتعلقة بغلاء الأسعار والشعب من جانبه  قد أثبت أنه يعى أن الهدف الأسمى سيحصد ثماره أبناء وأحفاد، ووطن سيعلو ويزدهر ويصبح كما كان قديما أصل الحضارات وأقوى دول المنطقة إن لم تكن البرية بأكملها!!
هى إذن ليست بحاجة الى حملة دعايات بل يجب ان تكون توعية لما ينبعى ان يكون عليه أبناء الوطن ولما يتطلع إليه قائد هذا البلد العريق..
اختتم حواره وانا اصدق واؤمن عليه بان الرئيس ليس بحاجة لحملات دعائية بقدر حاجته لاستمرار دعم شعبه لخطاه الإصلاحية.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط