الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مراقبون يضعون 3 سيناريوهات لانسحاب ترامب من الاتفاق النووي الإيراني

ترامب
ترامب

في الوقت الذي يترقب فيه العالم الموقف الأمريكي النهائي من الاتفاق النووي الإيراني والذي سيعلنه اليوم الثلاثاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أجمع المراقبون السياسيون على أنه من الأرجح أن يعلن ترامب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق المبرم في عام 2015، مشيرين إلى أن هذا الانسحاب سيكون مستندا على ثلاث سيناريوهات.

والسيناريو الأول أن يكون انسحابا فوريا ونهائيا مع وضع التداعيات الخطيرة المترتبة على ذلك في الاعتبار، من تأثير على الاقتصاد والسلم العالميين بالإضافة إلى أسعار النفط، والسيناريو الثاني أن يأتي الإعلان عن الانسحاب على ضوء المهلة المنصوص عليها في الاتفاق والتي تعطي الأطراف الموقعة على الاتفاق مهلة 120 يوما لإعادة التفكير في الانسحاب أو المواقفة على إعادة التفاوض مجددا أو الاستمرار في الاتفاق بنصه الحالي، فيما سيكون السيناريو الثالث بانسحاب أمريكا وبقاء التزام الدول الأخرى الموقعة عليه بعد فصل مسارها عن مسار أوروبا في هذا الصدد.

وتعمل أمريكا على الانسحاب من الاتفاق وعدم تجديده، بل وإبرام اتفاق جديد يتيح لها حرية أكبر في التعامل مع ملف إيران النووي وبرنامجها لتطوير الأسلحة وبرنامجها الصاروخي الذي ترى أمريكا أنه فاق كل التصورات والحدود، إذ أكد ترامب مجددا التزامه بالعمل على عدم امتلاك إيران سلاحا نوويا على الإطلاق، وذلك على ضوء اتهامها بالتدخل في الشئون الداخلية للدول (سوريا ولبنان والعرق وغيرها) سواء مباشرة، أو عبر وكلاء لها، أبرزهم حزب الله، وفيلق القدس الذي يقوده الجنرال قاسم سليماني التابع للحرس الثوري الإيراني في سوريا، وفي مساندة الحوثيين في اليمن بالسلاح والصواريخ إيرانية الصنع.

وسعت كل من فرنسا وألمانيا وبريطانيا إلى الحفاظ على الاتفاق من خلال محاولة إقناع إيران بالتفاوض على نشاطاتها النووية بعد عام 2025 وبرنامجها وتدخلاتها الإقليمية، وتعهدت الدول الثلاث بالالتزام بالاتفاق النووي وتطبيقه والسعي لإنقاذه حال انسحاب واشنطن منه، إذ اعتبر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، أن الاتفاق يجعل العالم أكثر أمنا، لافتا إلى تقديم اقتراحات جيدة لإنفاذه، معربا عن خشيته من أن يؤدى الفشل إلى تصعيد في العالم.

من جانبه، أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، أن بلاده ترى أنه لا مبرر للانسحاب من الاتفاق، وأن فرنسا مصممة على إنقاذه واحترامه وتعتزم الاستمرار فيه أيا كان القرار الأمريكي، واصفا إياه بأنه يشكل وسيلة جيدة لتفادي امتلاك إيران سلاحا نوويا.

فيما أقر وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، بوجود نقاط ضعف في الاتفاق، مشيرا إلى أن لدى الرئيس ترامب وجهة نظر محقة بشأن هذا الضعف، ومنوها إلى أنه يمكن التشديد على إيران ومعالجة تلك الهواجس دون التخلص من الاتفاق برمته، لأن الإبقاء على القيود التي يفرضها الاتفاق على البرنامج النووي لإيران سيساهم في التصدي لسلوكها العدواني في المنطقة.

وأكد الوزير البريطاني أن المسار الأكثر حكمة يكون بتحسين القيود بدلا من كسرها، لأن إيران ستكون المستفيد الوحيد من التخلي عن القيود على برنامجها النووي.

وعشية القرار الأمريكي، أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني، أمس، استعداد بلاده الالتزام بالاتفاق النووي المبرم مع الدول الست، حتى لو انسحبت منه أمريكا، بشرط أن يضمن الاتحاد الأوروبي مصالح طهران، وأكد أن من القرارات الأمريكية التي وصفها بالمجحفة لا تقلقه.

وأعرب روحاني عن استعداد بلاده لكل الاحتمالات، مؤكدا أنها اتخذت الإجراءات المناسبة لذلك، وأنه لن يحدث أي تغيير إذا أمكن الحصول على ما تريده إيران من الاتفاق دون أمريكا، حيث ستبقى ملتزمة به وكل ما تريده أن يبقى الموقعون غير الأمريكيين على مصالح إيران وفي هذه الحالة، بعد التخلص من الوجود الأمريكي المؤذي بحسب قول روحاني، مشددا على أنه إذا لم يتحقق ذلك ستمضى طهران في طريقها.