الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د.فتحي حسين يكتب: ما ينبغي القيام به في العشرة الأوائل من ذي الحجة

صدى البلد

يتسابق جميع المسلمين في العالم خلال هذه الأيام العشرة من ذي الحجة من أجل الفوز بأجرها العظيم عند الله عزوجل ولياليها الشريفة والمفضلة، التي يضاعف العمل فيها، ويستحب فيها الاجتهاد فى العبادة، ومن ثم زيادة عمل الخير والبر بشتى أنواعه، وقد عايشت العشرة أيام العظيمة العام الماضي وكنت في الاراضي السعودية أؤدي شعائر العمرة ومن بعدها شعائر الحج العظيمة والتي أدعو الله عزوجل ان يتقبلها مني ومن كل حجاج بيت الله الحرام في مكة المكرمة والمدينة المنورة وهما من افضل بقاع الارض نظرا لما تحتويه من بيت الله الحرام ومسجد وقبر رسول الله صلي الله عليه وسلم ناهيك عن الشعب السعودي نفسه وما يتمتع به من اخلاقيات ورقي في السلوك والمساعدة لكل ضيوف الرحمن بقلب نقي وسليم وضحكات اطمئنان لكل حاج ضل طريقه الي مكان اقامته او مكان العبادة او ضل سيره مع الفوج التابع له في الحج !

وقد شاهدت كل هذا بنفسي ورأيت مدي النظام والنظافة والعطاء الذي يوفره الشعب السعودي والحكومة هناك لأجل راحة الحجاج الذين يأتون من كل فج عميق طالبين من الله عزوجل ان يغفر لهم الذنوب وان يكتب لهم حجا مبرورا وأن يعودوا الي بلادهم كيوم ولدتهم امهاتهم ..

فالعمل الصالح فى هذه الأيام أفضل من الاعمال فيما سواها من باقى أيام السنة، فقد روى ابن عباس رضى الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إلى اللهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ» يَعْنِى أَيَّامَ الْعَشْرِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَلَا الْجِهَادُ فِى سَبِيلِ اللهِ؟ قَالَ: «وَلَا الْجِهَادُ فِى سَبِيلِ اللهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ».

وخلال هذه الايام العظيمة يستحب الصيام ليس لأن صومها سنة فقط ، ولكن لاستحباب العمل الصالح بصفة عامة فى هذه الأيام، والصوم من الأعمال الصالحة، وإن كان لم يرد عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم صوم هذه الأيام بخصوصها، ولا الحث على الصيام بخصوصه فى هذه الأيام، وإنما هو من جملة العمل الصالح الذى حث النبى صلى الله عليه وآله وسلم على فعله فى هذه الأيام كما مر فى حديث ابن عباس. للعشر الاوائل من ذي الحجة فضل عظيم، فقد روى البخارى أن النبى «صلى الله عليه وسلم» قال: ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام، يعنى أيام العشر،ـ قالوا يا رسول الله ولا الجهاد فى سبيل الله؟ قال ولا الجهاد فى سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشىء وثواب مضاعف للطاعات التى يقوم بها المسلم عن سائر أيام السنة، وهى من أيام الله، ومن الأيام التى فضلها الله على أيام السنة، وضاعف ثوابها.

كما أن صوم يوم عرفة يعد من اعظم الاعمال التي ينبغي ان يقوم بها المسلمون في شتي بقاع الارض حيث ان صوم يوم عرفة هو سنة فعلية فعلها النبى صلى الله عليه وآله وسلم، وقولية حث عليها فى كلامه الصحيح المرفوع، فقد روى أبو قتادة رضى الله تعالى عنه أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِى قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِى بَعْدَهُ»، فيسن صوم يوم عرفة لغير الحاج، وهو: اليوم التاسع من ذى الحجة، وصومه يكفر سنتين: سنة ماضية، وسنة مستقبلة كما ورد بالحديث..

علي كل حال لابد خلال هذه الايام وما بعدها من المحاسبة النفسية علي كل ما قدمت ايدينا وما أظلمنا فيه العباد وما أعظم المحاسبة الصادقة أمام الخالق التى لا يغبر عنه مثقال ذرة فى الأرض ولا السماء، وعن ماذا قدم الإنسان لرب العزة والوطن ووالديه، ولزوجته، والأطفال وما قدم الإنسان لجمال الدين وصدق العمل والحق والمودة مع أخيه الإنسان!لابد وأن يغيب الصوت العالى والكبت والخشنة واللغة التى امتلأت بالكراهية والعداء وعدم المودة وعلى الإنسان تقديم الهشاشة والبشاشة لأخيه الإنسان ونحن في احلك الظروف والتى تعطيه حالة من الحب والترابط والصلة بينهم! فنحن نحتاج الي رحمة الله في هذه الايام وان ندعو له باخلاص شديد ان يرفع عنا الظلم في الحياة كلها وان يخفف عنا من الضغوط وان يرحمنا ويحفظ بلادنا من كل شر وان يكتب لنا زيارة بيت الله الحرام مرات ومرات أملا في ان يغفر لنا ربنا ذنوبنا وان نحسن عبادته وختامنا يوم العرض عليه .