أعلن رواق الفن، المتحف الأكاديمي بجامعة نيويورك أبوظبي، عن افتتاح معرضه الجديد لموسم الخريف غدا، الاثنين، تحت عنوان "طرق الإبصار".
يُقام المعرض تحت إشراف سام بردويل وتيل فلرات، مؤسسي المنصّة الفنية متعددة التخصصات "آرت ري أوريانتد" ورئيسي مؤسسة "مون بلان" الثقافية والقيمين التابعين لمتحف "مارتين غروبيوس باو" في برلين، ويستضيف "طرق الإبصار" هذا العام 26 فنانًا وعددًا من المجموعات الفنية يقدمون معًا ما مجموعه 41 عملًا من مختلف الوسائط الفنية بدءًا بالرسم والنحت والتصوير الفوتوغرافي وصولًا إلى الأعمال الصوتية والسينمائية والفنية التركيبية.
وتم افتتاح النسخة الأولى لهذا المعرض لأول مرة في مؤسسة "آرتر" الفنية، وهي مساحة مخصصة للفنون في اسطنبول خلال موسم الصيف الماضي.
بعد إعداد تصوّر جديد للمعرض في محطته الثانية عندما استضافته مؤسسة "بوغوسيان - فيلا إمبان" في العاصمة البلجيكية بروكسل خلال موسم الشتاء الماضي، وتسجل النسخة الثالثة من معرض "طرق الإبصار" حضورها الأول في إمارة أبوظبي؛ حيث عمل المشرفان عليه على تجديد رؤية المعرض ليتضمّن أعمالًا فنية جديدةً من إبداع الفنانين أندرياس غورسكي، ومنى حاطوم، ولطيفة بنت مكتوم، وميكل أنجلو بيستوليتو، وسيندي شيرمان، وتوماس ستروث، وغيرهم من الفنانين الآخرين.
وتستعرض النسخة الثالثة للمعرض في رواق الفن بجامعة نيويورك أبوظبي عددًا كبيرا من الفنانين والأعمال الفنية الجديدة، إلى جانب الأعمال الأساسية من النسختين السابقتين، وستتم مناقشة مواضيع المعرض خلال حوارات وورش عمل وعروض ترتكز على التخصصات الأكاديمية المتنوّعة لجامعة نيويورك أبوظبي ورواق الفن.
ويستند "طرق الإبصار" إلى البرنامج التليفزيوني الرائد للكاتب والناقد جون بيرجر على قناة "بي بي سي" وكتابه النقدي الصادر عام 1972 حول الثقافة البصرية، ليدعو المشاهد إلى تأمل الطرق المتنوعة التي يتبناها الفنانون في إسناد مظاهر ومعانٍ متجددة إلى الأشكال والمفاهيم المألوفة، حيث يعتقد بيرجر أن العلاقة بين ما نراه وما ندركه في تغير دائم، ولا تزال فكرته تثبت صحتها رغم مضي خمسة عقود.
ويتناول المعرض رسالة بيرجر الإبداعية ليسلط الضوء على إمكانية وجود وجهات نظر مختلفة في آنٍ معًا، إلى جانب ضرورة حماية قدرة الفن على تحدي إدراكنا من خلال طرح رؤى متنوعة، وتحظى فرضيته باهتمامٍ متنامٍ في الإمارات العربية المتحدة ومجتمعها المتنوع المغني بمسائل التجديد والتقاليد في ظل الانتشار المتسارع للطابع العالمي.
ويقدم المعرض مجموعة من الأعمال الأساسية المرتبطة بفكرة بيرجر وأبعادها المتعددة، ليدعو المشاهد إلى تأمل العمل مرارًا ليستكشف ملامح واقعٍ جديد بما يعكس دعوة بيرجر إلى إشراك المشاهد في عملية الرؤية بصورة فعالة. حيث يركز بعضها على طمس الحدود الفاصلة بينه وبين المساحة التي يُعرض فيها، مثل عمل الإسقاط الضوئي لجيمس توريل (عام 1968)، والعمل الهندسي العامودي لفريد ساندباك (عام 1992)، وعمل المرآة لميكل أنجلو بيستوليتو (عام 1966)، بالإضافة إلى إبداعات تعزف على وتر التباين بين الحضور والغياب لتخصّ المُشاهد بسبل جديدة لرؤية العمل الفني والفكرة التي يرويها، مثل عمل الفيديو "برق" من إبداع بول ومارلين كوس (1976)، واثنين من أعمال سلسلة "الصور التاريخية" (عام 1996) لغوستاف ميتزغر، واثنين من الصور الفوتوغرافية للفنانة لطيفة بنت مكتوم تعود إحداهما لعام 2011 والأخرى لعام 2014.
من جهتها، قالت مايا أليسون، رئيسة المشرفين الفنيين في جامعة نيويورك أبوظبي والمدير التنفيذي لرواق الفن: "يستعرض "طرق الإبصار" أشكالًا فنية في غاية التنوع، بدءًا من الفن المفاهيمي إلى الفن الاستشراقي والمعاصر والتاريخي. إذ يشكل من نواحٍ عديدة نموذجًا مصغرًا لما نسعى إلى تحقيقه من خلال برنامجنا الشامل، أي تقديم وجهات نظر مختلفة للفن من معرض إلى آخر. خلاصة القول، نحن ندرس تنوع التجربة الإنسانية من خلال الفن. وندعو الجميع لزيارة المعرض واستكشاف رؤيتهم الفريدة حول هذه الأعمال الفنية والعالم من حولهم في نهاية المطاف".
وينادي معرض "طرق الإبصار" بالعودة إلى رؤية الفنان كمبدع للأشياء وفني ماهر يواصل تذكيرنا، من خلال فهمه لخصائص العملية الإبداعية، بأن العلاقة بين ما نراه وتفسيرنا له ليست بتلك البساطة وأن الإبصار في جوهره عملية قائمة على ديناميكيات أعمق.
يرافق معرض "طرق الإبصار" دليل من 181 صفحة متوفر باللغتين العربية والإنجليزية صادر عن رواق الفن بجامعة نيويورك أبوظبي و"أكاديا للنشر"، وتم تحريره من قبل المشرفين الفنيين سام بردويل وتيل فلرات، ويضم مقالات ومساهمات كتابية بقلم ماري أكتون ومايا أليسون وسام بردويل وتيل فلرات وستيفاني موزر. وسيتوفر في رواق الفن ومكتبة جامعة أبوظبي نيويورك.