الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اختفاء خاشقجي.. نموذج للإعلام القطري السافر


الطريقة التي يتناول بها الإعلام القطري سواء قناة الجزيرة أو المواقع الإلكترونية التابعة للدوحة وتقوم بتمويلها، قضية اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي.. أقل ما يقال عنها أنها طريقة سافرة. لا تخضع لأي ضوابط مهنية او إعلامية.

فقط تحريض واختلاق وقائع وقتل وتقطيع جثث، وفبركة أفلام هائلة لا أساس لها من الصحة.

فقناة الجزيرة وضعت نصب أعينها منذ اللحظة الأولى التي اختفى فيها الصحفي السعودي جمال خاشقجي بعد خروجه من القنصلية السعودية في اسطنبول أنه قتل!

ثم زادت وتيرة التصعيد الإعلامي بعد يومين من اختفائه، لتذهب إلى أبعد من القتل وهى القيام بضرب وتعذيب وتقطيع جثة خاشقجي- كل هذا- داخل القنصلية السعودية في تركيا؟!

هكذا بدون أي دليل أو بدون أي إثباتات أو حتى شهادة من أحد. هى تقارير تلو تقارير تستند إلى مصادر مجهلة تعرفها فقط الاستخبارت القطرية. تقول أن خاشقجي قتل ولا تريد أن تخرج عن هذه الفرضية بتاتًا منذ اللحظة الأولى لاختفاء الرجل!

الحقيقة أن ما تفعله قناة الجزيرة والاعلام الموالي لها يثير الغثيان. ولا يخرج عن إطار تصفية الحسابات السياسية مع السعودية بطريقة مقززة.

حتى أصبح خبر اختفاء خاشقجي مع كل الاحترام، أهم من مأساة الملايين في سوريا المعرضين في لحظة واحدة للقتل في إدلب. وأهم من مصير القضية الفلسطينية المعلقة والمحتدمة منذ 100 عام ومنذ صدور وعد بلفور.

وهكذا اصبح أهم خبر في العالم، صحيح أن اختفاء صحفي كبير بهذه الطريقة المريبة يساوي الكثير والكثير ولا يمكن تجاهله أبدا. ولكن كان على قطر وإعلامها أن تتناول هذه القضية بشكل أكثر رصانة والتزامًا.

كما أن القنصلية السعودية في تركيا، والتي تتحدث عنها قطر وإعلامها هذه تم تفتيشها وتم التجول فيها من قبل وكالة رويترز.

ومنذ اللحظات الأولى اعلنت المملكة السعودية استعدادها التام لتفتيش القنصلية والتعاون التام مع السلطات التركية للبحث عن جمال خاشقجي وسبب اختفائه وهو في الأصل مواطن سعودي.

أما لماذا تقوم قطر حتى اللحظة ويقوم إعلامها بهذه التغطية السافرة لاختفاء جمال خاشقجي واتهام الرياض زورًا بقتله.

فالأسباب في رأيي كثيرة ومتعددة:-

في مقدمتها أن قضية اختفاء خاشقجي، ومنذ اللحظة الأولى فإن للاستخبارات القطرية يد فيها وهذا ليس إدعاء. فخاشقجي ظهر على قناة الجزيرة قبل اختفائه بأيام. وكما هو معروف فإن القناة وكما هى عادتها مع ضيوفها تستضيف شخصًا ما سواء كان سياسيًا أو إعلاميًا على حسابها ونفقتها مدة في الغالب تترواح من ثلاثة إلى أربعة اسابيع. يتحدث فيها وفق اتفاق معين معه في العديد من القضايا وتظهر مداخلاته في أكثر من برنامج.

وعليه فالدوحة فقط هى التي كانت تعرف خط سير خاشقجي، لأن هناك مواعيد محددة معه سلفًا للظهور على القناة.

ثانيا فإن الاعلام القطري وقناة الجزيرة، هو الاعلام الوحيد في العالم، الذي تبنى فرضية مقتل خاشقجي منذ اللحظة الأولى لاختفائه. ولم تعط الدوحة لنفسها فترة يومين أو ثلاثة فقط تتحدث عن الاختفاء وملابساته وخطورته ولكنها منذ الدقائق الأولى استدعت السيدة خديجة التي ظهرت فجأة، وقالت إنها خطيبته وتقول عائلة خاشقجي إنها لا تعرف عنها أي شىء. لتقول هذه السيدة إنه قتل هكذا لمجرد اختفائه نحو ساعة أو أقل!

وبهذه الفرضية فإن من يروج للقتل بهذه السرعة، فإنه يعرف على الأقل القاتل او يعرف جهة ما قتلته أو شاهد على جثته أو ما إلى ذلك!

فمن أين جاء الاعلام القطري بهذه الفرضية هكذا؟

وتيقن منها ونشرها على ملايين المشاهدين!

أما النقطة الثالثة، فإن المملكة وبدءًا ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ومن يوم اختفاء خاشقجي أكدت انها لاتمانع تفتيش قنصليتها وهذا حدث ولا تعرف أين اختفى خاشقجي ومستعدة للتعاون مع أجهزة الأمن التركية وأرسلت فريقا للتحقيق المشترك.

إذن موضوع قطر كانت تصفية حسابات مع السعودية واستغلال اختفاء خاشقجي للإساءة للرياض بشكل أكبر مما هو متصور وبشكل سافر لم يحدث في تاريخ الإعلام من قبل أن تتهم دولة بكاملها بالوقوف وراء قتل صحفي.

صحيح أن جمال خاشقجي ابن المؤسسة الصحفية والاعلامية السعودية، ورئيس تحرير واحدة من صحفها الكبيرة، كانت له في الفترة الاخيرة آراء مختلفة ومعارضة للسياسة السعودية لكنه ليس اول الصحفيين السعوديين المعارضيين ولن يكون آخرهم.

فالصحافة كما هو في العالم كله اختلاف وموافقة للسطة في بعض المواقف ومعارضة لها ولسياستها في مواقف أخرى.

لكن هذا لا يدفع دولة بحجم السعودية، أن توعز لقنصليتها في عز النهار أن يقوم أفرادها الموظفون الدبلوماسيون بخطف صحفي وتعذيبه وقتله وتقطيع جثته!

انها مأساة مروعة وخيالات مريضة مقززة لقناة الجزيرة وللإعلام القطري، حاول بها أن يغطي على فضيحة حقيقية مدوية هزت أركان الحكم هناك قبل أيام وبالتحديد فضيحة العذبة - وسيدة آل ثاني لكنه فشل وسقط سقوطا ذريعًا.

فليس بهذه الطريقة السافرة تصفى الحسابات

وحتما ستدفع الدوحة ثمنًا فادحا جراء هذا التناول السافر لقضية اختفاء خاشقجي، بمجرد الوصول إلى حقيقة اختفائه خلال الفترة القادمة.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط