الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المسيح يصلب من جديد فى دير السلطان


ضرب وسحل وإهانة، هى مفردات قاموس العدو المغتصب لأرض الأنبياء ومهد الرسل، لا يعرفون سوى لغة الدم و الدمار ودوائر الصراع.. العقدة التى حفرها نصر ٧٣ فى أذهانهم لا تمحيها معاهدات سلام ولا تطبيع حكومى ولا حتى مفاوضات دولية لأنها راسخة داخل كل فرد من أفراد دولة إسرائيل والمستعد لارتداء زيه العسكرى فى أى وقت طبقا لقانون دولتهم الذى يلزمهم بالاستدعاء الإجبارى فى أى وقت! 

لن أتطرق إلى الانتهازية السياسية ولا للعدوان الخفي الذى تقوده إسرائيل فى محيط الشرق الأوسط ولا حتى الأموال الطائلة التى يدفعونها سنويا لتجنيد العملاء بغرض التجسس على دولهم ممن باعوا أنفسهم بثمن بخس وارتضوا مضاجعة الشيطان فى الفراش ولغوا ضمائرهم وعصبوا أعينهم عن المبادئ والقيم الوطنية، لكنني سأضع ضوء كاشف وبصورة مباشرة على تلك الواقعة الشاذة التى أصابت المصريين جميعا بالصمم ! 

فوجئت بمكالمة هاتفية من أحد الزملاء الصحفيين يقول لى" شفت اللى حصل؟؟" الصهاينة اعتدوا على رهبان دير السلطان وسحلوهم وجرجروهم على الأرض.. بالنسبة لى كانت صدمة ومفاجأة فى نفس الوقت .. ما الذى بث روح القتال مجددا داخل قلوب هؤلاء؟ ألم يكفيهم ما يقترفونه فى حق الفلسطينيين العزل من خراب ودمار يوميا ؟ هل ضاق بهم الحال لكى يعتدون على رجال دين مسيحى باعوا العالم الخارجى وأعتكفوا للتوحد مع السماء و الصلاة الى الله؟ والعديد من الأسئلة والاستفسارات التى دارت فى مخيلتى بمجرد سماع هذا الخبر المشين.

قررت أن أدرس الموضوع بعمق شديد لكى أحصل على مفاتيح الحقيقة وبعد مطالعة لعدة أبحاث وتواصل مع كثيرين من ذوى العلم و التخصص، وصلت إلى أن دير السلطان هو دير أثري مملوك للكنيسة الأرثوذكسية من قديم الأزل وقد منحه السلطان الناصر صلاح الدين للأقباط تقديرا لهم على صلابتهم ووطنيتهم وصدقهم فى عهودهم ، إلا أن الأحباش بعد تهميشهم من قبل السلطات العثمانية طلبوا من الكنيسة المصرية استضافتهم حماية لهم من التشريد وبالفعل وافقت الكنيسة وأحتضنتهم ووفرت لهم الرعاية ..ولأن الطمع صفة يتوارثها البعض من ضعفاء النفوس فكان السقوط فى بئر الخديعة من نصيب الرهبان الأحباش الذين لم يصونوا العهد ولا الجميل وتحالفوا مع سلطة الإحتلال الإسرائيلي طمعا منهم في الانفراد بالدير وظلوا يختلقون وقائع ومشكلات ما أنزل الله بها من سلطان فى دير السلطان، وصلت فى بعض الأحيان إلى حد الاشتباكات البدنية مع الرهبان الأقباط أصحاب المكان الحقيقيين والأسوأ من ذلك مساندة الإسرائيليين للأحباش فى الخطأ قبل الصواب ولم لا ودولتهم تكن لنا كل الكراهية ؟ ولم لا وهم يؤمنون فى شريعة موسى باحتلال المنطقة من النيل للفرات؟؟ 

تلك المرة اخترعوا واقعة جديدة تتمثل فى ترميم الدير من قبل هيئة هندسية إسرائيلية وبدأوا أعمال الحفر والترميم المزعومة بالاتفاق مع الأحباش دون أخذ رأى الكنيسة المصرية وكأنها كم مهمل وليست صاحبة المكان وذلك بغرض طمس ملامح التراث المصرى و إستغلال الترميمات لزيادة مساحة أثيوبيا الموالية لهم ولكن ضرب الرهبان المصريين أمثلة رائعة من الوطنية والبسالة وتصدوا بصدورهم وجلالبيبهم السوداء فقط دون سلاح أو خنجر أو سيف للالة العسكرية الإسرائيلية التى تريد أغتصابأرضهم وتحولت القضية من قضية دينية الى وطنية بحتة يلتف حولها كل وطنى بيحب مصر ..بالطبع كان رد الضباط اليهود غاشما وأعتدوا على الرهبان بالضرب وأهانوهم إهانة بالغة بل وأعتقلوا بعضهم لفترة حتى تدخل الرئيس السيسي بنفسه و الخارجية المصرية لإيقاف تلك المهزلة والإفراج عن المعتقلين لا لسبب جنائى بل لرفضهم أغتصاب ممتلكاتهم و وقوفهم بقوة ضد الظلم.


كان للبابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية موقفا حاسما وواضحا ومباشرا لا يقبل القسمة على اثنين وهاجم بشدة فى عظته التى تزامنت يوم الواقعة ذلك العدوان الجائر ووصفه بأنه انتهاك لحقوق الإنسان، معلنا تمسك الكنيسة بكل حباية تراب من ممتلكاتها التراثية وأرضها بقوله " نفسنا طويل" ؛ بعدها انطلقت دعوات من بعض أعضاء رابطة القدس فى مصر لتدشين هاشتاج ضد ما فعلته الحكومة الإسرائيلية حتى تعتذر علانية بينما ذهب البعض الآخر إلى فكرة تنظيم وقفة احتجاجية صامتة للتعبير عن رفض تكرار مثل هذه النوعية من الألاعيب التى سبق ذكرها في كتاب بروتوكولات حكماء صهيون والذى جسده الفنان القدير محمد صبحى فى عمل درامى فى مجملة ملحمة تاريخية لن تتكرر تحت عنوان ( الثعلب) منذ عدة سنوات كما ناقشته الدراما المصرية بصور مختلفة فى عدة مسلسلات لها من بينها الحفار ورأفت الهجان والسقوط فى بئر سبع.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط