الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خالد العيسوي يكتب: منتدى شرم الشيخ.. نقطة تلاقى وجسر الإنسانية‎

صدى البلد

ما أجمل النقاش والحوار وسط أجواء من التفاؤل "رغم التحديات الكبيرة"، نختلف أو نتفق فالنتائج إيجابية وفي صالح الجميع...تنوع البشر حكمة من الله عز وجل في الأرض...وتنوع واختلاف الفكر...طبيعة في هذا الكون..دائما وأبدا تكون الافكار من رحم الشباب كون الحماس والمسئولية والرغبة في إثبات الذات عناوين رئيسية في حياتنا كشباب على اعتبار "أني من الشباب بشكل أو بأخر رغم قناعتي بأن جيلي كغيره تعرض لظلم كبير ونحن الآن في الاربعينيات من العمر ولكن مازال الأمل في القادم واليقين بأننا سنكون مشاركين في مستقبل أفضل لمصر وشعبها...ونصل إلي "نقطة تلاقي"...كما كان شعار وعنوان الفليم التسجلي الذي عرض في المنتدي.

منتدي شباب العالم هذا العام المنعقد حاليا في شرم الشيخ مهد طريق النور من أجل الوصول والعودة إلي الإنسانية...فالمبدأ الأساسي لدولة المواطنة في عصرنا الحديث أن مواطنيها متساوون في الحقوق والواجبات، ومتسامحون فيما بينهم مهما كانت انتماءاتهم المذهبية والعريقية والحضارية، من أجل تحقيق التعايش السلمي بين أفراد المجتمع...جسر الإنسانية ومفهومها الذي بات واضحا حينما أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي دعمه لمبادرة شباب مصر للعودة إلي الإنسانية..مبدأن "أي الجسر والمفهوم" يجب الوقوف كثيرا عندهما ..نتحدث عن الإنسانية كمصطلح ولا نطبقها على أرض الواقع ...ونبحث عن المفهوم ونحن أول من وضعت فيه الانسانية...

فالعودة إلي الانسانية تتطلب إعادة جديدة لتكوين الشخصية المصرية وربما العربية بشكل عام..الرئيس السيسي ومنذ فترة طويلة وهو ينادي بضرورة بناء الشخصية المصرية...وقتها ...وقفت وسائل الإعلام وكأنها المدافع الأول عن فكرة الرئيس وللأسف ربما تساهم بعض وسائل الإعلام في هدم الشخصية المصرية...الرئيس يدعو إلي ضرورة تعليم الطفل ماذا تعني وطنية ودولة وديمقراطية وحرية رأي ومسئولية..

فالوقت الذي تمارس فيه بعض دور التعليم، وأن كان كلها، دور الهادم والمدمر للشخصية المصرية...السيسي يرغب في العودة إلي صحيح الدين الإسلامي الحنيف بعيدا عن التطرف والغلو..الرئيس يريد شخصية تتحمل مسئوليتها تعرف ما عليها قبل أن تعرف ما لها...شخصية تساهم في بناء المجتمع وليس شخصية تسعي إلي تخريب الدولة وتدميرها...الإنسانية التي رفع المنتدي بالامس شعارها وافتتح الرئيس السيسي نصب تذكاري لها...تتطلب جهدا كبيرا من كل مؤسسات الدولة ...

واعتقد مما لا شك فيه، أن الرئيس السيسي لن يدخر جهدا في ذلك ، والدور على مؤسسات الدولة أن تأخذ تكليفات الرئيس على محمل الجد بعيد عن التهويل أو التقصير وأن كنت أخشي الأخير في بعض الأحيان....جسر الإنسانية التي دشن في افتتاح المنتدي العالمي رسالة إلي العالم أن مصر رغم مرور ساعات قليلة على حادث المنيا "وهنا أقدم التعازي لنفسي ولكل الشعب المصري في شهداء الوطن" الذين مازالوا يدفعون ثمن رفض الشعب المصري بأطيافه كافة التميز والتطرف الذي كانت تنتوي جماعة الإخوان الإرهابية تنفيذه في مجتمع عاش ومات على محمد وحنا ومرقص وأحمد...وهو لا يعرف من هذا أو ذاك كدين أو مذهب ولكنه يعلم جيدا أنه مصري حتي النخاع...وبعد مرور هذه الساعات كان الرد على كل التنظيمات الإرهابية الساعية إلي تدمير الدول وتقسيمها على أسس دينية وعريقية...والرد هو أن الإنسانية لن تخرج خارج مصر وأن الإنسانية مشروع حياة بالنسبة للشعب المصري العظيم وكان "النصب التذكاري وطريق النور" هما عنوان هذا الرد.

وأنا على يقين أن الدولة المعاصرة بهذا المفهوم وذاك لا يمكن أن يقبلها المسيسون المتأسلمون سواء كانوا من الإخوان أو غيرهم ومن يدور في فلكهم ، لذلك فالمتأسلم المسيس عندما ينادي أن الانتماء للوطن فوق أي انتماء آخر فهو إما أنه كذّاب أشر أو أنه جاهل لم يعرف أسس قيام وبقاء الأوطان...ويبقي الصدق الوحيد هو الوطنية الرافعة شعار السلام والتسامح والحب وهو مشروع الشعب المصري على مدار تاريخه ولم يتغير ولن يتغير...

والحقيقة أن خطاب الرئيس السيسي بالأمس خلال افتتاح النصب التذكاري للإنسانية...تمثل نموذجا يحتذي به حينما ترغب في أن تتكلم عن شعب مصر وطبيعته...وكيف كانت مصر ومازالت وستستمر وهذا تاريخ لا يقبل الشك...دولة مدنية وتحترم الإنسانية ....ولكن حتي أكون منصفا للاسف الشديد توجد بعض الكيانات تعمل ضد هذا الفهم الحقيقي للانسانية في مصر من خلال الفساد والظلم وعدم إعطاء الحق لأصحابه..ويجب العلم بأن هدر الإنسانية ليس بمعني الإذاء البدني فقط....فالإذاء النفسي أكثر خطرا وأكثر قوة في الهدم ...

وللاسف هذه المؤسسات يدعي رؤساؤها أنهم يدافعون عن الدولة المصرية وهم بظلمهم في أماكن عملهم وفسادهم المنتشر هنا وهناك وإقصائهم للخبرات وأصحاب الكفاءات والنماذج التي تشرف الدولة، يدل بشكل قاطع على مدي فسادهم وقيامهم بأعمال ضد الإنسانية التي أكد عليها الرئيس السيسي واعتقد أن موعد نفاذ رصدهم قد بات قريبا وخصوصا في المؤسسات الصحفية والاعلامية مما لا شك فيه، وعلى الإطار الأخر نجد مؤسسات وهيئات تعرضت للظلم وأنها تنتهك الإنسانية ...

اليوم وبعد صراع طويل بينها وبين الذات السابقة استطاعت أن تكون نموذج للانسانية ولنا في وزارة الداخلية مثلا لذلك يحتذي به وإدارة حقوق الانسان ومبادرات "كلنا واحد"، ودفع المصاريف للايتام والإفراج عن الغارمات وغيرها من المبادرات خير دليل على وزارة أخذت على عتقها تصحيح صورتها للعالم ونجحت بامتياز رغم المؤامرات التي مازالت تحاكي بها.

وأخيرا، وحتي لا ابتعد كثيرا...اعقتد أن الاعلام المصري والصحافة المصرية وقعت في خطأ كبير وخصوصا في حفل انطلاق المنتدي العالمي حينما لم تظهر وتوضح بشكل كبير وتستغل تلك القيادات العربية والإفريقية والأجنبية من الضيوف التي حضرت هذا الاحتفال بخلاف الرئيس الفلسطيني محمود عباس بحكم كونه معروف للجميع ..لكن كانت هناك شخصيات هامة أغفلتها وسائل الاعلام المصريه ومن بينها مندوب عن الملك عبدالله الثاني حيث حضر الأمير الحسين بن عبدالله الثانى ولى العهد، وكذلك نيابة عن ملك البحرين حضر الشيخ ناصر بن حمد وغيرهما من الشخصيات التى لم يتم تسويق المنتدى بهم بعكس العام الماضى...واعتقد اننا لدينا فرصة لتصحيح هذا الخطأ... والسلام ختام.