قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

من بكاء بسملة لانتحار إيمان.. التنمر ضد البشرة السمراء قاتل.. صور

الطفلة بسملة
الطفلة بسملة

ليس الحادث الأول ولن يكون الأخير، أصبح كل شيء مادة للتنمر والسخرية، لون بشرة مختلف، قوام نحيف أو بدين، شعر أسمر أو أشقر، كلها أشياء لم يخلقها الإنسان لنفسه، ازدادت هذه الظاهرة "التنمر" مؤخرا في مصر، ولكن الغريب هي الاستسلام والانتحار بسبب التعرض له، طالب يسخر من زميله فينتحر، فتاة يسخر منها مدرسوها فتخرس ألسنتهم بالقفز من مبنى مرتفع.

البعض منهم يقاوم والبعض الآخر يستسلم ويضع نهايات مأساوية يتعرض لها كل من يتعرض للتنمر، والبعض يتقبل كل الإهانات في صمت، كانت الانتفاضة الأولى عندما دشنت منظمة "اليونيسيف" حملتها الأشهر عن التنمر ضد الأطفال في سبتمبر 2018، بهاشتاج "أنا ضد التنمر" وشارك فيها عدد من الفنانين والمشاهير، كمحاولة لوقف السخرية والتنمر لدى الأطفال.

وعرفت اليونيسيف التنمر بأنه: «أحد أشكال العنف الذى يمارسه طفل أو مجموعة من الأطفال ضد طفل آخر أو إزعاجه بطريقة متعمدة ومتكررة، وقد يأخذ التنمر أشكالًا متعددة كنشر الشائعات، أو التهديد أو مهاجمة الطفل المُتنمَّر عليه بدنيًا أو لفظيًا، أو عزل طفل ما بقصد الإيذاء أو حركات وأفعال أخرى تحدث بشكل غير ملحوظ».

رغم سنها الصغير الذي لم يتجاوز التاسعة، إلا أن الطفلة آية سمير استطاعت أن تضع حدا لكل أشكال التنمر التي تتعرض لها بسبب لون بشرتها السمراء، ترد بشجاعة على كل من يهاجمها، "زميلي قالي في المدرسة انتي سودة وشبه العفريت..رديت عليه وقولتله انت شوفت العفريت فين؟" كان هذا أول موقف تعرضت له آية كما روت لـ"صدى البلد".

آية الطفلة النوبية بشعرها الأسمر الثقيل أرادت إثبات لكل طفل يسخر منها أنه قد يكون ذو ملامح أجمل ولكن لا يضاهي تفوقها أو لباقتها، فتجاوزت محاولاتهم في المدرسة لتشتيتها وركزت بشكل كبير على دراستها ومستواها الدراسي فقط، "المشكلة إن اللي بيشجع الأطفال إنهم يهاجمون غيرهم ويتريقوا عليهم هما الأهالي والأمهات نفسهم مبيقولوش لولادهم عيب" كما قالت فاطمة والدة آية لـ"صدى البلد".

المعتاد أن الأطفال بعدم إدراكهم قد يسخروا من بعضهم البعض، ولكن ماذا لو اشترك في هذه الجريمة المعلم نفسه، هذا ما حدث مع الطفلة الجميلة بسملة التي تعرضت للسخرية من مدرس اللغة العربية بسبب لون بشرتها، كما قالت في مداخلة في إحدى البرامج التليفزيونية.

فاجأ المدرس الطالبة بسملة بسؤال غريب "اعربي جملة بسملة فتاة سوداء"، اندهشت الطفلة وانفجرت في البكاء، فازدادت سخرية المدرس منها بسبب بكائها، وعندما قررت أن تجلس وتخفي دموعها، صرخ بوجهها "أنا مقولتش اقعدي".

هذا الموقف الذي رفض أكثر من خبير نفسي التعليق عليه سوى وصف المدرس بأنه في حالة صحة الواقعة فإنه غير مؤهل للتدريس وأن يصبح قدوة لغيره "الراجل ده مريض نفسي" كما قالت شيماء عبد التواب الاستشارية النفسية، كان موقف الأم إيجابيا فقد تقدمت بشكوى رسمية ضد هذا المدرس ولم تلجأ لرد الإهانة بأي شكل.

ولكن محاولات المدرس في السخرية من بسملة ازدادت بعد تقديم هذه الشكوى ضده، وفي لافتة إنسانية تحرك سيد سويلم وكيل أول وزارة التربية والتعليم بمحافظة دمياط والتقى بالطفلة بسملة ووالدها، وتم استبعاد المدرس الذي سخر من سمارها وأحيل إلى الشئون القانونية للتحقيق معه.

أما إيمان رغم تخطيها سن الطفولة وجمالها بملامح بريئة وشعر منسدل، إلا أنها لم تقاوم تعرضها للتنمر، فأنهت حياتها بالانتحار، إيمان فتاة الإسكندرية التي انتحرت مؤخرا بعد تعرضها للسخرية من المدرسين في المعهد الفني التي كانت تدرس فيه "إنتي سودة دخلتي تمريض إزاي" وكأن أي مهنة تقتصر على مواصفات ولون بشرة محدد.

قفزت إيمان من الطابق الرابع بمبنى الطالبات التابع للمعهد الفني بالإسكندرية بعد محاولاتها ليكف التنمر عنها "ارتدت الحجاب عشان شكلها يبقى زي زمايلك" ولكن هذه المحاولات لم تقلل الهجوم التي كانت تتعرض له، وقالت والدتها أمنية عبدالعزيز في إحدى المداخلات الإعلامية "المدرسين كل يوم كانت بتهزق بنتي، خلاص انتحرت وماتت، ارتحتوا بقى".

وتفسر الاستشارية النفسية أسباب التنمر لـ"صدى البلد": "اضطراب الشخصية والأمراض النفسية والسلوكيات العدوانية هما السبب"، فقد يعيش الشخص ظروفا مادية أو أسرية صعبة أو اجتماعية، أو يعاني من مرض عضوي ما يجعله يرى نفسه أقل ممن حوله، فيبدأ هو في هجومهم والسخرية منهم حتى يشعر بالكمال.

"التنمر المدرسي هو أكثر نوع منتشر" كما قالت شيماء، ويتعرض الطالب للإيذاء الجسدي والنفسي وقد يكون من خلال الحديث والسخرية فقط أو الركل والضرب، ويجب على الأهل في هذه الحالة مساندة ابنهم واتخاذ الموقف الذي يرضيه ولا يضر بالطفل المتنمر، ويجب على أهل الطفل المتنمر إلزام ابنهم على الاعتراف بخطأه والاعتذار.

أكثر من حالة تتعرض للتنمر يوميا، فوفقا للإحصائيات 25% من الطلاب في بريطانيا يتعرضون للتنمر، ورغم عدم وجود إحصائيات محددة في مصر، لكن وجود الجمعيات الحقوقية ونشر التجارب على مواقع التواصل الإجتماعي، ساهم في وضع حد للتنمر.