شيماء محمد تكتب : لماذا يجب أن تغسل مخك بنفسك؟

لأن هناك من سيفعل ذلك نيابة عنك,فأدمغتنامستعدة لاستقبال الإيحاءات والإرشادات وتبني اراء الاخرين بسهولة,ولو تأملت حصيلتك المعرفية ستكتشف أن 99%مما تعرفه وتتبناه وتعتقده هو نتاج عقول خارجية أخذت عنها هذه المعرفة وتلك القناعات,ولأنك لا تستطيع اعتزال المجتمع أو منع تأثرك بمحيطك لا تبقي أمامك إلا المشاركة في غسل مخك بنفسك أو علي الأقل إدراك طريقة تأثرك اللاواعي بالآخرين
من أروع مقالات كتاب نظرية الفستق لفهد عامر الأحمدي
ففي,ظل ماينشر ومايكتب وما ينقل من اراء وأفكار,أصبح من السهل التأثير في نفوسنا,والتشويش علي عقولنا,بطريقة غير مباشرة,دون الوعي الكامل لهذا
فنحن نري الان الشعوب العربية,وما تتعرض له من أضخم عمليات غسيل المخ,من خلال السيطرة علي الأفكار أو تشكيلها,فتصبح العقول مستغلة جاهزة لأتخاذ أي قرار خاطئ دون تفكير
ومن هنا يمككنا الإستشهاد بقصة الحسن بن الصباح لتوضيح مايحدث بصورة مبسطة
الحسن بن الصباح,هو شخصية تاريخية معروفة,تقريبا في عام ألف وثمانين ميلادي,وكان هذا الرجل زعيم الحشاشين,وفرقة الحشاشين فرقة معروفة تاريخيا,قامت دعوة الحسن بن الصباح في شمال بلاد فارس,أساس دعوته,كانت تغيب عقل أفراد جماعته,كان الحسن بن الصباح ياخذ باصحابه كما جاء في كتب التاريخ,ويجعلهم في قلعة بها البساتين,والمياة الجارية تحت أرجلهم,وكانت تلك القلعة بها الجاريات والخمر أيضا,ويعيشوا هؤلاء في هذا البستان مخدريين,لذلك سموا بالحشاشين,ويقوم باعطائهم جرعات مكثفة من الحشيش ولما يقرب التخديرعلي الانتهاء, يعطي لهم مرة أخري,ثم لما ينتهوا يأتي بهم,ويقول لكل واحد منهم,إذا اردت ان ترجع إلي ماكنت به من جنات,فعليك أن تغتال فلان,وإذا إغتلته فسوف تدخل الجنة التي كنت فيها,فلهذا السبب كان يقبل هذا الحشاش علي عملية الاغتيال دون خوف,لانه يدرك تماما حيث كان من بساتين فيها أنهار ومشروبات
اذا نظرنا لهذه القصة نظرة تحليلية سنجد بعض التحليل لما التفسير لما يحدث هناك أشخاص تستغل,وأشخاص تُستغل للوصول لغرض معين بواسطته (غسيل الدماغ)سواء كان بطريقة مباشرة او بطريقة غير مباشرة ,وفي الأغلب يكون بطريقة غير مباشرة
سابقا عندما كان يحاول العدو الإيقاع بدولة ما,يقومون بمحاربتها بشكل مباشر وذلك من خلال الطائرات والدبابات,إما الان يتم الإيقاع من خلال خفض الوعي,فيسهل السيطرة علي عقولهم,مما يسهل نشوب النزاعات فيما بينهم,أو من خلال إستغلال بعض الأشخاص اللذين بستخدمون الدين غطاءا لستر مايفعلونه من قتل وسرقة وتدمير وحرق,وهذا مانجده واضحا الان من خلال الجماعات الإرهابية باختلاف أسمائها
توجد عدة استراتجيات للسيطرة علي الشعوب بشكل غير مباشر ولكن سأكتفي بعرض اثنين فقط من المستخدمين بكثرة في معظم البلاد العربية الان
الاولي هي استراتجية الإلهاء
وهي تستخدم لتحويل أنظار الرأي العام عن المشاكل الهامة,والنظر الي التسلية والترفيه وهو مايحدث اليوم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وماينشر عليها من مواضيع لا فائدة لها,وتعمل أيضًا علي وجود جمهورا منشغل دون أدني وقت للتفكير
والثانية هي(معرفة الاشخاص أكثر ممايعرفون أنفسهم)
وهي عبارة عن معرفة الشعب أكثر مما يعرف هو ذاته,من خلال معرفة ميولهم وما يحتاجون اليه,ومعرفة ايضا نقاط قوتهم ونقاط ضعفهم
ختاما,يجب علي كل إنسان,واعي,مدرك,التفكير بشكل إيجابي,والعمل دائما علي رؤية الحقائق مجردة من العواطف,فالنتيجة التي نتوصل اليها بانفسنا أفضل بكثير من النتيجة التي تتبلور في عقلنا من خلال اراء او حكم الاخرين علي الاشياء بشرط ان تكون تلك النتيجة مبنية علي الحقائق وبطريقة منطقية سليمة خالية من الأهواء,وعدم السماع لأي اراء إلا بعد فحصها ومناقشتها وسردها سردا وافيا