الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد نجاحات العملية سيناء الشاملة 2018.. هل دأبت معركة الفكر المتطرف على اللحاق بها ؟

صدى البلد

تعكف مؤسسات الدولة المصرية متكاتفة ومتمثلة فى مؤسسة الأزهر ووزارة الأوقاف على خطة تجديد الخطاب الدينى للانطلاق بقوة لمجابهة الفكر المتطرف وللحاق بركب العملية سيناء الشاملة 2018 التى حققت نتائج كبيرة على الأرض منذ انطلاقها فى فبراير الماضى، والتى حققت نجاحًا عسكريًا كبيرًا على الأرض بتصفية العديد من العناصر الإرهابية والقضاء على مخططاتهم وأوكارهم ما انعكس بتراجع نشاط العمليات الإرهابية فى البلاد وتراجع نشاطهم الإعلامى خلال الثمانية أشهر الأخيرة ، وفى وقت لا تخلو اى مناسبة يشارك فيها الرئيس السيسي إلا ويجدد مطالبته بسرعة تجديد الخطاب الدينى بما يتوافق مع متطلبات العصر ومشددًا على ضرورة بذل مجهود أكبر من جانب العلماء والآئمة والمثقفين فى معركة الفكر المتطرف.

وتجلت جهود وزارة الأوقاف مؤخراً فى الإعلان عن إنشاء أكبر أكاديمية لتأهيل الأئمة لمواجهة التطرف، فى ضوء قرب الانتهاء من العملية الشاملة سيناء 2018 منذ أن بدأت فى فبراير الماضى، ، وقال خبراء إن المعركة الفكرية تأخرت كثيرا وكان لابد أن تسير بشكل متواز مع بدء انطلاق العملية العسكرية لتحقيق نتائج إيجابية مطالبين بعودة أدوار النخبة المثقفة ودمجها ضمن خطة الإفتاء لتحقيق الهدف المرجو.


من جانبه ، قال لواء طيار الدكتور هشام الحلبي والمستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، إن محاربة الفكر التطرف تحتاج لوقت كبير فى ظل خطورة انتقال الفكر المتطرف  عبر الحدود من خلال وسائل التواصل الاجتماعى ما يدفع بصعوبة رصده وظهوره كهدف واضح يتطلب تصفيته، لافتاً إلى أن المعركة الفكرية ستقوم على 3 محاور رئيسية الرصد والتصحيح ومن ثم المتابعة بشكل دوري.


 وأضاف "الحلبي"، فى تصريحات لـصدى البلد ، أن الدولة من خلال مؤسسة الأزهر ومرصد الفتاوى التكفيرية والمجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب تقوم بجهود فعالة فى محاربة التطرف وقطع الطريق أمام بث السموم التكفيرية فى عقول الشباب .

ولفت "الحلبى"، إلى أن الانتهاء من العملية العسكرية الشاملة سيناء 2018 ، مرهون بالانتهاء من عمليات التمشيط التى تتم بشكل مستمر للتأكد من خلو الأرض من أي عبوات ناسفة فضلاً عن تأمين الحدود الإقليمية وإحكام السيطرة عليها خشية تسلل عناصر إرهابية من إدلب أو غيرها.


وفى سياق متصل، أكد القيادى السابق بجماعة الإخوان المسلمين "المصنفة إرهابية" إبراهيم ربيع ،أن المواجهة الفكرية للتطرف الذى يولد عناصر إرهابية أشد خطورة مازالت متأخرة وكان من المهم أن تسير فى مسار متوازي مع بدء العملية سيناء الشاملة 2018 ، لافتاً إلى أن المواجهة الفكرية لا تقل أهمية عن المواجهة العسكرية  إذ تساهم فى القضاء على الإرهاب بنسبة 60 % وما يتبقى يذهب لنتائج العملية العسكرية .


ولفت "ربيع"، فى تصريحات لـ"صدى البلد"، إلى أن المواجهة الفكرية تعتبر أصعب من المواجهة العسكرية حيث صعوبة رصدها فضلاً عن أنها تستغرق وقت طويلا عن المعركة العسكرية ، مضيفاً "نحن بصدد أزمة  فعلية هى إلقاء عاتق المسئولية والمواجهة بشكل كامل على كاهل الجيش والشرطة مع تغيب أدوار النخبة المثقفة لما لها من دور فعال حال الاستعانة بهم.

وأشار القيادى السابق بالجماعة الإرهابية إلى أن الآليات الجديدة التى تسعى لتنفيذها الإفتاء والأزهر سواء عن طريق إنشاء اكاديمية جديدة أو وحدة الأنيميشن أو بإنشاء مراكز للرصد ومشروعات أخرى لن تجدى بقدر صعوبة المرحلة والتى تقتضى جدية وسرعة فى  تجديد الخطاب الدينى.


وكان مستشار مفتى الجمهورية إبراهيم نجم أعلن مؤخراً عن إعداد دار الإفتاء خطة لمشروع تفكيك الأفكار المتطرفة على طريقة تفكيك العناصر الإرهابية بشكل عسكري معتمدين فى استراتيجيتهم على مشروعات مثل مشروع الأبحاث  والعلمية المعمقة، ونقد كتابات وأدبيات ومرجعيات الجماعات المتطرفة إنشاء وحدة الرسوم المتحركة.

وألمح "ربيع"،  إلى أن مؤسسة الأزهر تحتاج لضخ دماء جديدة من النخبة المثقفة ذات المرجعية الفقهية الصحيحة والقائمة على الوسطية والإعتدال إذ تعتمد الآن على عملية تدوير نفس الأشخاص المتواجدين بها .

واقترح "ربيع"، أن تتجه الدولة لانتقاء عناصر من النخبة المثقفة لإنشاء تيار يستطيع أن يؤثر فى الفكر ويتم ترويج هذا التيار من خلال الجهات الإعلامية .