الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رمزا للوقار والانضباط.. حكاية دخول الطربوش الأحمر إلى مصر؟

صدى البلد

ظل الطربوش الأحمر أحد أساسيات زى المصريين فى فترة ما استمرت على مدى عقود طويلة،  كان يرمز إلى الوقار والإنضباط وكان من يرتديه يطلق عليه "الأفندى"، فكيف كانت بدايات دخول الطربوش إلى مصر ومن الشخصية التى أدخلته وما المناسبة؟


كان إبراهيم باشا  نجل مؤسس الأسرة العلوية فى مصر محمد على بك الكبيرر فى سوريا، وتأثرا بشكل الطربوش الذى كان يرتديه عليه القوم ويتباهون بالملابس، ، وكانوا يقلدون الحكام العثمانيين.


وكان إبراهيم باشا رائد  الحداثة، فهو الذى أبدل الأرائك فى المحاكم بالكراسى، وهو الذى حطم عصى العسكر، وأمر بتنظيف الشوارع مرتين فى النهار وغير زى العمامة إلى الطربوش.


نشأة الطربوش

نشأ الطربوش في المغرب تم انتقل إلى الإمبراطورية العثمانية، يتم ارتداؤه بكثرة في المغرب الأقصى.

يعتبر استخدامه حالياً مقصوراً على مناطق محدودة، وعلى بعض الأشخاص، وربما رجال الدين الذين يضيفون العمة البيضاء أو الملونة السادة أو المنقوشة حول الطربوش.


وقد يختلف شكل الطربوش ومقاسه من بلد إلى آخر، ففي سوريا ولبنان وفلسطين كان طويلاً وأشد احمراراً منه في تركيا، وقد شهد الثلث الأخير من القرن العشرين طرابيش ذات شهرة عظيمة، منها الأبيش، المهايني، العظمة، البكري، الحسيني، السبيعي، وغيرها.

ففي مصر استعمل الطربوش، وبقي منتشراً حتى عام 1952، بعد ذلك انزوى نهائياً، ولم يبق منه سوى الصور التذكارية، وقد اشتهر أفراد العائلات المصرية العريقة بارتداء الطربوش، مثل عائلة سعد زغلول الزعيم الوطني المعروف، وحبيب باشا السعد، وفكري اباظة، رئيس تحرير المصور، وطه حسين ومصطفى لطفي.


وفي فلسطين، كانت العائلات الفلسطينية الكبيرة المنتشرة على مدن الساحل الفلسطيني، وفي المدن الداخلية مثل القدس ونابلس، ترتدي الطربوش رمزاً للجاه الاجتماعي، والمكانة الدينية والسياسية، وما زال طربوش الحاج أمين الحسيني، الزعيم الفلسطيني الذي قاد ثورة الفلسطينيين قبل عام 1948 حاضراً في الأذهان.

ظل الطربوش مستخدماً في الدول العربية مثل المغرب، مصر، سوريا، فلسطين، لبنان، تونس، الجزائر، وكان ضرورياً لاستكمال المظهر الرسمي إلى أن انتهى استخدامه نهائيا وبقي في سير الذاكرة الشعبية والتراثية.


وفي دمشق حالياً محلات معدودة لصناعة الطرابيش وترميمها بعدما كان فيها حوالي 400 محل.

يقول البعض إن الطربوش يوناني الأصل، وأتى به الأتراك إلينا، وقد استعملت القبعة الأجنبية بدلاً منه، ثم استبعدت كونها دخيلة على تقاليدنا العربية، وليست من بيئتنا العربية.

 

ويصنع الطربوش من الخام الخاص (الجوخ) ويوضع معه القش الذي يستعمل كعازل للرطوبة ويكسبه متانة، وقد يصنع بدون القش، ولكل رأس قالب خاص يتراوح ما بين 25 سم و 75 سم. ولصناعة الطربوش يفصّل الصانع القماش اللازم على القالب، ثم يدخل إليه القش وتركب الشرابة السوداء ويكبس على الستارة، والعملية في مجملها تستغرق نصف ساعة.