الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فتحه الاستعمار على الطلاب .. على كوبري عباس تاريخ لا يعلمه الناس

فتحه الاستعمار على
فتحه الاستعمار على الطلاب ..على كوبري عباس تاريخ

كوبري عباس، حينما تقع تلك الكلمة على أذاننا، يأتي في بالنا على الفور مجرد كوبري على النيل رابط بين القاهرة والجيزة بناه الخديوي إسماعيل في القرن الماضي، ولكن ما لا يعلمه العديد أن له تاريخ خاص يكاد يجهله غالبية المصريين، فلا تزال آثار أيادي طلاب جامعة الملك على أسواره الحديدة، فقد شهد ثورتين من الأكبر في تاريخ مصر ضد الاستعمار البريطاني وسالت فوقه دماء المئات من الطلاب المصريين في المدارس والجامعة.

كوبري عباس أو كوبري الجيزة، هو جسر يقع في محافظة الجيزة، يعتبر بوابة العبور من الجيزة إلى القاهرة، أنشأ في عام 1908م ، ويحمل اسم الخديوي عباس حلمي الثاني، يربط بين جزيرة منيل الروضة والجيزة. بطول 535 مترا وعرض 20 مترا.

يحمل "كوبري عباس" اسم الخديوي عباس حلمي الثاني، وقد تم تغيير الاسم بعد ثورة يوليو 1953 إلى "كوبري الجيزة"، إلا أنه لايزال يحمل نفس اسمه القديم الذي اشتهر به طيلة العقود السابقة، وقد طال التغيير ايضًا نظام ديناميكية الكوبري، فقد كان هناك جزء منه يتحرك على شكل صينية لإمكان فتحه للمراكب الشراعية، فتم إلغاء هذا النظام واستبداله ببناء له انحناء أعلاه في الوسط ليسمح بمرور المراكب.

كما شهد كوبري عباس عمليات متعددة من الترميم، إلا أن الترميم لم يعد حلًا جذريًا، لذا تقرر إنشاء كوبري آخر في نفس المكان، فبعد ما يقرب من الـ 60 عامًا من الخدمة أوقف المرور عليه تمامًا وبدأ العمال في إزالته وإنشاء الكوبري الحالي، ومع نكسة 67 توقفت أعمال البناء لفترة، فظل المشروع مغلقًا حتى تم الانتهاء من تشييده وافتتاحه مجددًا في عام 1971.

حين تولت وزارة نسيم في 14 نوفمبر 1934م استصدرت أمرًا ملكيًا بإبطال العمل بدستور 1930، إلى أن يوضع نظام دستورى جديد يحل محل دستورى 1923م و1930م، وفي 9 نوفمبر 1935 وفي قاعة «الجولدن هول» بلندن، ألقى السير صمويل هور، وزير الخارجية البريطانى، تصريحا أثار الشارع المصري ومثل الفتيل الأول في اندلاع مظاهرات كوبرى عباس الأولى في مثل هذا اليوم 13 نوفمبر 1935م.

التهبت المشاعر بسبب هذا التصريح الذى تزامن مع الاحتفال بعيد الجهاد في 13 نوفمبر فتحول الاحتفال بهذا العيد إلى مظاهرات عارمة تندد بتصريح هور وتنادى بسقوط الحكومة، وخرج طلاب الجامعة وانضم إليهم طلاب المدارس في مظاهرة وشارك معهم طلاب مدرستى التجارة المتوسطة بالجيزة والسعيدية، هاتفين ضد تصريح هور وإنجلترا ومنادين بسقوط الحكومة، وحدث صدام بين البوليس والطلاب عندما حاولوا اجتياز كوبرى عباس، وأطلق البوليس النار على الذين عبروه، وسقط عدد من الجرحى والشهداء.

في يوم 9 فبراير 1946م خرج الطلبة في مظاهرة احتجاج قادها من جامعة فؤاد ضد الاحتلال الإنجليزي رافعين شعار «الجلاء بالدماء» ، وسلكوا طريق كوبري عباس، وتصدي لهم البوليس وحاصرهم فوق الكوبري وتم فتح الكوبري أثناء محاصرة الطلبة، فسقط في النيل منهم من سقط فغرق، ومنهم من تشبث بحديد الكوبري طلبا للنجاة فضربته هروات البوليس على أصابعه ليجبروه على الموت، إلا من تحمل الضرب وأحكم قبضته فاستطاع الصعود إلى الأرض ليكون من المصابين الذين تم اعتقالهم جميعا، وأطلق البعض علي هذا الحدث مذبحة كوبري عباس.

وبعد هذه الأحداث أصبح يوم 9 فبراير من كل عام هو يوم الشباب المصري حيث يحتفل به المجلس القومي للشباب الذي يتزامن مع ذكرى تضحيات طلبة جامعة القاهرة فؤاد الأول سابقا والتي عرفت بحادثة كوبري عباس "الجيزة" حيث يعتبر هذا اليوم من الأيام الخالدة في تاريخ الحركة الطلابية والشبابية في مصر، وتتضمن الاحتفاليات مسيرات شبابية في عواصم المحافظات تتقدمها موسيقى الشرطة والتي تعزف الأناشيد الوطنية.

ويظل كوبري عباس حتى الآن أحد الأعلام المصرية التي شهدت تاريخا طويلا من الثورات المصرية ضد المستعمر البريطاني، وتجرى من حين لآخر أعمال صيانة الكوبري وفواصله للحفاظ عليه.