الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

شيماء تستغيث بالقوات المسلحة.. 8 رصاصات دمرت حياتها ويتمت طفلتيها.. .. فيديو وصور

صدى البلد

في لحظات مؤلمة، توقفت ذاكرة شيماء محسن عندها، شرد ذهن الأرملة ذات الـ35 عاما لتسترجع شريطا من الذكريات القاسية، لحادث بدأت شرارة كبوته منذ 5 سنوات، ليقلب حياتها رأسًا على عقب، وكأنه كابوس تعيش في سرابه الباهت، التفاصيل كاملة تمر أمامها يوميا، إذ لا يزال صوت دوي الـ 8 رصاصات التي اخترقت جسد زوجها من فوهة مسدس شاب أعماه طيشه إثر مشاجرة وقعت بينهما بسبب تجاوز سيارة الضحية لسيارته، في ثاني أيام عيد رمضان 2013، يرن صداها في أذنيها إذ كانت حاملًا في شهرها التاسع وعلى وشك ولادة ابنتها الثانية آنذاك.



بيد يعتصرها الألم وعيون يملؤها الحزن، تحكي الأرملة الثلاثينية ذات الأصل السوداني قصتها، وهي جالسة على أريكتها الصغير وتحوطها ابنتاها ريتاج وروان الصغرى داخل منزلها البسيط بمنطقة "أرض اللواء" قائلة: "الحكاية بدأت من حوالي خمس سنين ساعتها بنتي الكبيرة ريتاج كانت عندها 3 سنين تقريبًا، وكانت حامل في الشهر التاسع في بنتي الأخيرة روان، كنت راكبة مع جوزى في العربية تاني يوم العيد، كان جاي ياخدني من عند والدتي في المنصورة عشان أولد، وفجأة لقينا عربية بتزنق علينا، فيها شاب قعد يشتم، فأحمد جوزي نزل له وحصلت مشاجرة بينهما، راح الشاب مطلع مسدسه وضرب جوزي بالنار 8 مرات، قصاد عيني أنا وبنتي، مكنتش مصدقة وانهرت من الصراخ".


15 عاما كان الحكم الذي طبقته المحكمة على الشاب قصاصًا لموت "أحمد رمضان"، زوج شيماء، بعد أن يتَّم بنتيها وهما في عمر الزهور، ليكتب عليهما العيش دون أب بقية حياتهما، لكن تلك الحادثة تركت أثرًا كبيرًا على ابنتها روان الصغرى، التي كانت لا تزال في بطن أمها الأرملة، حين توفى أباها، لتولد صماء إثر حزن أمها على والدها الذي حرمت من النظر إليه قبل ظهورها إلى الحياة.
اضطرت شيماء إلى العمل والانتقال للعيش بالقاهرة، بعد مقتل زوجها الذي كان يعولها في شقته بمنزل والدته بالإسكندرية، للإنفاق على ابنتيها، خاصة على صغيرتها روان، لكونها تعاني من البكم منذ ولادتها، ولكنها أجبرت على ترك عملها للتفرغ لعلاج ابنتها الصغرى، والسكن بشقة بسيطة مع والدتها والإنفاق من معاش أمها وزوجها.


تقول الزوجة إن كل ما تركه زوجها هو 700 جنيه لها كمعاش تأميني بعد رحيله، في حين تسكن في شقة إيجارهاتصل قيمته إلى 1000 جنيه شهريًا، لتقتسم هذا المبلغ مع والدتها التي ترافقها منذ موت زوجها السائق وتاجر الملابس.


تنتظر شيماء بصبر جم التعويض المادي الذي أقرته المحكمة لها هي وأسرة زوجها، بعد انقضاء مدة سجن قاتل زوجها، الذي تعد عائلته ذات مستوى عالٍ وميسورة الحال، لتمنع المعاناة المادية الأرملة المكلومة من تجاوز محنة وفاة رفيق عمرها ووالد بنيتها.


بملامح ترسمها الحسرة والبكاء تحكي ريتاج الابنة الكبرى لشيماء، ذات الـ 8 سنوات عن افتقادها لوالدها قائلة: "أنا بابا وحشني وكان نفسي يبقى عايش معانا ملحقتش اتهنى بيه، بس أنا لما أكبر هحقق حلمه فيّ، وهبقى دكتورة أسنان وأنجح عشان يبقى مبسوط وهو عند ربنا".
بأنفاس متنهدة تشكلها الدموع تضم شيماء ابنتيها، لتسقيهما حنان والدهما المفقود في كمد، تتمتم بكلمات تواسي بها طفلتيها في حالة من الغضب والألم على ما آلت إليه الأمور في حياتها.


تتذكر شيماء محسن حين تخلت عنها أسرة زوجها، بعد أن حكم على قاتل ابنهم بالسجن المشدد، لتعيش في دوامة الحياة، دون السؤال عنها وعن طفلتيها الصغار منذ خمس سنوات وأكثر، قائلة: "من ساعة اللي قتل أحمد ما خد حكم، محدش من أهل جوزي سأل عليّ وعلى أولادي، وده بعد ما والدته أخدت مني عربية وشقة جوزي وسابتني لوحدي أعاني من غير حتى ما يدوني مصاريف أولادي اللي من لحمهم ودمهم، وكأنهم مش من العيلة"، مضيفة والدموع تترقق في عينيها: "أنا مش عاوزة أكتر من إنهم يهتموا ببناتي اللي مصاريفهم بتزيد ومش عارفة لما يكبروا هصرف عليهم إزاي، مش مهم أنا أعيش إزاي المهم هما، أنا عاوزة عائلة جوزي يسمعوا صوتي ويدوا أولادي حقهم ويطمنوا عليهم مش أكتر".
تطمح شيماء إلى علاج ابنتها في مركز للتخاطب على نفقة الدولة، حتى لا تشعر بأنها قصرت مع ابنتها التي أصابها الصمم منذ ولادتها، متمنية حصولها على معاش لابنتيها التي تعاني من إعاقة مستديمة، مناشدة: "نفسي بنتي تتعالج في مركز للتخاطب التابع للقوات المسلحة بس مش عارفة أعمل إيه؟!، ومحتاجة معاش لبنتي يساعدني في علاجها، وأهل أبوها يسألوا على أولادي".