الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

باب النجار مخلع.. عزبة البرج بلد الصيادين تنتظر الأسماك

صورة من المدينة
صورة من المدينة

بمجرد أن تطأ قدماك مدينة الصيد والصيادين "مدينة عزبة البرج" بمحافظة دمياط، تلاحظ أنها تحولت إلى مدينة بها الكثير من المحال التجارية المختلفة والورش الخاصة بالموبيليا ومحال الملابس والأجهزة الكهربائية وغيرها من المحال، زائر المدينة سيصاب بالدهشة للوهلة الأولى لأنها كانت مدينة الصيد والصيادين، وتنتشر فيها ورش صناعة السفن وانتشار المحال الخاصة بالأسماك، إضافة إلى حلقة السمك الشهير وهى الوحيدة التى مازالت باقية من روائح الصيد.

الآن ومع تكرار قرارات وقف الصيد المختلفة سواء لحظر الصيد في بعض شهور السنة، وهو حظر عام لجميع المدن الساحلية أو الحظر الخاص بسوء الأحوال الجوية ومنع المراكب من الخروج لرحلات الصيد وغلق البوغاز نتيجة للنوات الشتوية السنوية، وسوء الأحوال الجوية ووقف الصيد نتيجة لخوف أهالى الصيادين على أرواح أبنائهم وأزواجهم من تكرار حوادث الخطف والاحتجاز والغرق والفقدان، والتى تكررت على مدار الأعوام الأخيرة بشكل ملفت ومخيف للأهالي والصيادين أنفسهم.

عزبة البرج تقع مقابل رأس البر عند نهاية نهر النيل، شمال مدينة دمياط بحوالي 15 كم على الضفة الشرقية لنهر النيل عند مصبه بالبحر المتوسط وتبعد حوالى 210 كم شمال القاهرة، وتتبع مركز دمياط.

على مدار الأعوام الماضية عانى الصيادون من مشكلات عديدة منها عدم وجود نقابة فعالة تمثلهم، إضافة إلى فرض رسوم التأمينات الاجتماعية مبالغ فيها "على حد قولهم"، وارتفاع أسعار الخامات ومستلزمات الصيد، وإضافة إلى عدم وجود اتفاقيات مع دول الجوار تحمى الصيادين من مخاطر الصيد خارج المياه المصرية، إضافة إلى المعاناة الأكبر المتمثلة في تكرار حوادث الخطف والغرق والاحتجاز للمراكب والصيادين وتهريب السولار.

مشكلات صيادي عزبة البرج لا تُحصى، فالصياد كان يخرج منذ الساعات الأولى لشروق شمس يوم جديد على مركبة هربا من البطالة في رحلة قد تمتد إلى 20 يوما وربما تصل إلى شهرين في رحلات أعالي البحار، ولا يعلم ما الذي يخبئه له القدر من رزق يحصل منه على قوت يومه من الأسماك التي يصطادها في رحلته التي يواجه فيها مصيرا مجهولا قد يدفع حياته ثمنا للقمة العيش التي تكفيه لسد قوت يومه على أيدي القراصنة وربما غرق.

وخلال هذه الأيام تبدل الحال بسبب كثرة حوادث الغرق ومنع خروج المراكب لسوء الأحوال الجوية، فأصبح الصياد يمتهن الكثير من المهن الحرفية كالصنايعى في مجال المقاولات والبناء "كنجار أو مبلط أو نقاش" أو يعمل بإحدى ورش الموبيليا، والتى انتشرت بعزبة البرج مؤخرا أو الدهاب إلى مدينة دمياط للعمل بالورش بها وهذا للحصول على قوت يومه أو هربا من البطالة أو هربا من فكرة الهجرة للخارج، والتى لجأ إليها البعض من الصيادين ولكنها ليست مغرية خلال الفترة الماضية بعد ملاحقة الجهات الأمنية للمهاجرين، خاصة وأن أغلبهم يتعرضون للموت نتيجة لتلك الرحلات غير الشرعية فيفضل البعض للبحث عن فرص عمل جديدة وآمنة ببلدته بدل من الجلوس على المقهى لتوفير دخل له ولأسرته ولم يجد أمامه سوى امتهان المهن الحرة البعيدة تماما عن الصيد.

وتبقى المعاناة السنوية لما يقرب من 60 ألف صياد تتكرر مع قرارات وقف الصيد السنوية بمختلف أسبابها لحين تحقيق حلمه بإنشاء ميناء الصيد الجديد والمنتظر أن يقوم بحل مشكلاتهم المتعددة وفتح فرص عمل جديدة لأبناء عزبة البرج وعودتها مرة أخرى "كمدينة الصيد والصيادين".