الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الريحاني ومطاردات غرامية.. 8 نساء في حياة نجيب لم يحب منهن إلا اثنتين.. نوستالجيا

نساء في حياة نجيب
نساء في حياة نجيب الريحاني

رغم نشأته كشاب فقير، وديانته المسيحية التي تلزمه الزواج مرة واحدة فقط، إلا أن ما أكثر النساء وأثرهن في حياة الريحاني، فكان يُطرد من مكان لآخر بسبب علاقاته النسائية، فواحدة كانت السبب في احترافه التمثيل، وعلى يد امرأة أخرى ولدت شخصية «كشكش بيه»التي اشتهر بها الريحاني في مطلع حياته الفنية وحولته من الفقر إلى المجد، وأخرى احتالت عليه واستغلته سنوات حتى تم الانفصال بينهما.

  • زوجة المدير
كان الشاب نجيب الريحاني الذي يحل اليوم 21 يناير ذكرى ميلاده الـ 130، موظفًا بشركة «كوم أمبو»، ورغم فقره إلا أنه كان فتى أنيقًا خفيف الدم، فأحبته زوجة المدير وظلت تلاحقه وتترامى عليه بشكل لفت نظر زملائه، وبلغ زملائه المدير الذي انتهز أول فرصة وطرده من العمل.

وعاد نجيب إلى القاهرة وكان يهوى التمثيل فبدأ رحلته مع الفرق التمثيلية العامة، ليصبح ممثلا، وعمل في فرقة «جورج أبيض» ثم تركها وكوّن مع عزيز عيد واستفان روستي وآخرين فرقة خاصة، وقدموا الكثير من الروايات على مسرح الشانزلزيه بالفجالة.

سرعان ما انحلت الفرقة، فالتحق الريحاني بمسرح « الايبي دي روز»، حيث كان عمله هو الظهور في نمرة من نوع خيال الظل، ولكن ضاق صدر الريحاني بهذا التمثيل الصامت، فاقترح على صاحب المسرح تقديم استكتشات تمثيلية حقيقية ولكن «الخواجة» لم يقتنع بهذا الرأي.

  • زوجة صاحب الملهى
لعبت زوجة صاحب الملهى دورا مهما في تاريخ الفن، فقد كان لصاحب الملهى زوجة بارعة الجمال، يقول عنها الريحاني في مذكراته "إنها كانت أجمل امرأة في القطر المصري"، وقد أحبت هذه المرأة الفاتنة نجيب، وكان لها تأثير كبير على زوجها وأقنعته بتقديم الريحاني لفكرته.

كانت فكرة الريحاني أن يمثل دور عمدة في الريف يزور القاهرة بعد بيع محصول القطن ومعه الكثير من المال فينفقه في الملاهي، ويعود إلى قريته وهو لا يملك ثمن تذكرة القطار، وهكذا ولدت شخصية «كشكش بيه»، عمدة كفر البلاص، ولكن ملاحقات زوجة صاحب الملهى المستمرة له جعلت نجيب يترك الفرقة ويعمل في مسرح آخر.

  •  لوسي دي فرناي
في ذلك الوقت قابل الريحاني حبه الكبير الأول عندما تعرف على الممثلة الفرنسية الحسناء "لوسي دي فرناي"، وكانت حينها تقدم أدوارا ثانوية في فرقة فرنسية على مسرح "كازينو دي باري"، وأحبها نجيب وبادلته الحب، وعاش معها "أجمل أيام حياته" كحد وصفه في مذكراته، وحين عرفها كان قد ترك المسرح الذي يمثل فيه، وقرر إنشاء مسرح خاص لنفسه، واستغرق الهدم والبناء شهورا طويلة استنفد فيها كل ما معه من مال، فقاسمته لوسي ما معها، وكانت رفيقة الجوع والحرمان، وكانت دائما ما تعينه على ما يمر به.

انتهت أيام الفقر والجوع، بافتتاح الريحاني لمسرح "الإجيبسيانة"، الذي قدم عليه مسرحياته الاستعراضية، والتي كان أولها "حمار وحلاوة" والتي حققت نجاحا كبيرا وقتها، وذاعت شهرة "كشكش بيه" وتدفق الكثير من المال إلى جيبه، وقال الريحاني عن زوجته لوسي «تميمة الحظ السعيد» في مذكراته عام 1921: "إنها قدم الخير، وقدم السعد، وبعد أن عرفتها سعيت إلى المجد والشهرة والمال، وربحت الألوف، وانتقلت إلى شقة جديدة فاخرة، واستأجرت في نفس الوقت ذهبية في النيل، وجناحا في فندق هليوبوليس بالاس..وعشت كـ هارون الرشيد".


  •  أخت زوجته
دعت لوسي أختها الصغرى من باريس لتقيم معها، وفي أحد الأيام لاحظت أن بين نجيب وأختها ما يريبها، فلم تتحدث مع أي منهما، وعاد نجيب ذات يوم ليجدها قد جمعت ملابسها واختفت، بعد أن تركت له رسالة تودعه فيها وتتمنى له السعادة، عرف فيما بعد أنها عادت إلى باريس بعدما تزوجت من سفير فرنسا بالبرازيل.



  • بديعة مصابني
كانت بداية تعارف الريحاني وبديعة حينما كان يجلس في غرفته بالمسرح ليستريح بين الفصول في عام 1921، وطرقت بابه فتاة سورية عرفته بنفسها وطلبت منه أن تغني، فأعجبه صوتها واتفق معها للغناء في اليوم التالي، ولكن الفتاة التي تسمى "بديعة مصابني" اختفت ولم تأت.

نسيها نجيب حتى قام برحلة مع فرقته إلى لبنان، فجاءته بديعة وزارته في غرفته وذكرته بنفسها، واعتذرت له على اختفائها بسبب سفرها إلى لبنان، وكانت قد افتتحت صالة للرقص فاتفق معها نجيب على أن تعمل معه خلال إقامته بلبنان وسوريا.


وعندما عاد إلى مصر عادت معه بديعة كممثلة في الفرقة، وقدمت دور البطولة في فيلم "الليالي الملاح" الذي حقق نجاحا وقتها، ومضت الأيام حتى جاء يوم وجد الريحاني فيه زوجا رسميا لبديعة، ونشرت المجلات في عام 1924 خبر زواج قطبي الرقص والكوميديا بديعة حبيب مصابني ونجيب إلياس الريحاني بكنيسة السرايا، وقد حمل العقد توقيع الريحاني باللغة العربية، بينما وقعت العروس بالحروف اللاتينية.

هل أحبها نجيب فتزوجها !، أجاب الريحاني عن هذا السؤال في حديث قديم مع مجلة الكواكب لعام 1948، "قيل أن الحب والغيرة من المعجبين هما اللذان دفعاني للزواج من بديعة، ولكن الواقع ليس كذلك، فزواجي منها نوع من العناد والتورط والرغبة في الانتصار".

وتعود تفاصيل ذلك عندما كان قد شغف أحد المعجبين ببديعة وأغدق عليها المال، وأوشك أن يصرفها عن العمل في الفرقة، ونصحها نجيب ألا تفعل ذلك، فطلبت بديعة منه أن يتزوجها لكي تأمن على مستقبلها، فوعدها بالزواج وفي نيته ألا يفي بذلك الوعد، ومضت الأيام وهو يماطل، ويقول لأصدقائه "إحنا الاتنين بنمثل على بعض".

سنحت الفرصة لبديعة، عندما أراد الريحاني أن يسافر مع فرقته إلى أمريكا الجنوبية، فاشترطت عليه أن يتزوجها كي تسافر معه، وبالفعل تم الزواج في منزل الدكتور خليل حودة، ولم يحضر سوى بديع خيري، وأمل عصاعيصو.

ولم يكن زواجا موفقا، فسرعان ما نشب بينهما خلاف انتهى بالانفصال، ولكن رغم ذلك ظلت بديعة زوجته شرعا، لأنهما كانا يعتنقان المذهب الكاثوليكي، وسبب هذا الزواج بلا طلاق آلاما نفسية للريحاني، وقبل وفاة الريحاني بعامين، اتفق مع بديعة أن تغير مذهبها، فاعتنقت المذهب الأرثوذكسي وتقدمت بطلب الطلاق متهمة زوجها بالخيانة، وقد ساعدها نجيب في إثبات هذه التهمة، وتم الطلاق بالفعل وتخلص نجيب من هذا الارتباط الذي سبب له الكثير من الشقاء.


  •  زلاتا
كانت الفنانة الهنجارية زلاتا تحب نجيب، أو ربما كانت ترغب في أن يشهرها فكانت تلاحقه بعواطفها، ولكن لم يطق نجيب العيش معها سوى عدة شهور فقط وانفصل عنها، وكانت علاقتهما بدون زواج رسمي.

  •  الممثلة كيكي
كانت الراقصة الرومية المتمصرة كيكي تصد حب الريحاني، فالبداية كانت عندما ضمها الريحاني إلى فرقته عام 1930، وكانت تجيد الكلام باللهجة العامية، ونالت شهرة واسعة فتعلق نجيب بها وأخبرها بحبه ولكنها كانت ترده عنها، فازداد تعلقه بها، وظلت علاقتهما بهذا الشكل حتى تزوجت من منتج يوناني وسافرا إلى اسطنبول.


  •  فيكتورين
الحب الأخير في حياة الريحاني هو الحب الهادئ العميق الذي سعد به مع فيكتورين في الأعوام العشرة الأخيرة من حياته، ومع ذلك فإن هذا الحب لم يكن هادئا في بدايته، فكانت علاقتهما عبارة عن مغامرة محفوفة بالمخاطر، حيث كانت فيكتورين زوجة لرجل غيور استأجر منه الريحاني "مسرح رمسيس"، والذي أطلق عليه "مسرح ريتز"، ولاحظ الرجل أن زوجته شغوفة بنجيب فمنعها من التردد على المسرح، كما ذكر في عدد 258 من مجلة الكواكب.

ولكنها كانت تأتي إلى المسرح دون علمه، وعلم الزوج فترصدها يوما وتبعها وهو يحمل مسدسا وقد صمم على قتلهما معا، ولكن صديقا لنجيب أنذره، فاستطاع أن يُهرِب فيكتورين، ثم غادر الرجل مصر وهاجر مع زوجته إلى بيروت.


توفي هذا الرجل بعد وقت قليل فعادت فيكتورين إلى مصر لتلازم الريحاني في أعوامه الأخيرة، وكان الأخير قد تجاوز طور الشباب والفتوة، وكان بحاجة لمن يرعاه، فكانت فيكتورين خير رفيقة له.

وقال عنها الريحاني لأحد المقربين قبل وفاته بعام: "إنك لا تستطيع أن تتصور مدى إخلاصها وحنانها، إنها كتلة من الحنان الذي يخلو من الفرض، إنها لي بمثابة الأم والأخت والحبيبة".

وسعى نجيب حتى حصل على الطلاق من بديعة لكي يتزوج من فيكتورين، ثم بنى قصره الجميل في حدائق القبة ليعيشا فيه معا، ولكن حلمه الأخير لم يتحقق، فقد مرض بالتيفويد ودخل المستشفى فلازمته فيكتورين واعتنت به، وعندما أصيب بالنوبة التي أنهت حياته كانت معه في غرفته لم تفارقه، وكان يصيح مستغيثا باسمها، "فيكتورين .. انقذيني!".

وكانت هذه الجملة هي آخر جملة نطق بها وسمع الأطباء صرخة مروعة أطلقتها فيكتورين، فهرعوا إلى الغرفة ووجدوا الريحاني قد مات، وبعد وفاته لم تطق الحياة في القصر بدون نجيب، حيث هاجرت إلى باريس وعاشت على ذكراه حتى وفاتها.