الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عيد الطيران المدني.. حكاية طيار مصري تحدى الإنجليز وقاد أول رحلة ناجحة عبر أوروبا.. قصة تكوين الشركة الوطنية وإنشاء أول مطار ومدرسة لتعليم الطيران

صدى البلد

89 عاما مرت على أول محاولة طيران مصرية ناجحة عام 1930، أقلعت من مطار برلين في ألمانيا، حتى وصلت إلى مطار هليوبوليس بحي مصر الجديدة، متحديه كل المعوقات التى وضعها الاحتلال الانجليزي آنذاك لإجهاض تلك الإرادة المصرية.

  • محمد صدقي وأول رحلة طيران 
بالرجوع إلى تفاصيل ذاك الوقت، الذي يوافق يوم 26 يناير من كل عام، ليخُلد في سجل التاريخ، بأنه عيدًا للطيران المدني المصري، حيث إقلاع أول رحلة مثيرة عبر أوروبا بطائرة اشتراها "الطيار المصري محمد صدقي" من ألمانيا بماله الخاص وأطلق عليها اسم فايزة نسبة إلى الأميرة فايزة نجلة الملك فؤاد الأول، وطار بها منفردا من برلين، ومضى ينتقل من مكان إلى أخر حتى وصل إلى القاهرة يوم 26 يناير عام 1930، متحديا كل المعوقات التي وضعها الاحتلال الإنجليزي أمامه لإجهاض محاولته والمماطلة في منحه تصريحا للطيران أثناء الصيف، واختيار شهر يناير أكثر شهور السنة بردا ورياحًا لمنحه الترخيص لإحباطه وعدوله عن الأمر.

ولكنه أراد أن يثبت قوة إرادة المصريين، ووصل بها إلى مطار هليوبوليس بمصر الجديدة بعد رحلته الطويلة عبر أوروبا، وجد الجماهير محتشدة في المطار لتحيته، استقبله حينها محمود فهمى النقراشى وزير المواصلات، ونجيب الغرابلى وزير الحقانية، وعدد من كبراء الأمة فى مقدمتهم الاقتصادى الوطنى محمد طلعت حرب، وهو ما أعقب محاولته قرار حكومي شجاع، وأصدر "النقراشى"، فى فبراير 1930 أوامره باستئناف العمل فى مطار ألماظة وتم إعداده للطيران المدني فى فبراير 1931 وافتتح رسميًا فى 2 يونيه 1932 .

  • تكوين مصر للطيران
وشجعت هذه الخطوات الطيار كمال علوى، الذى سافر إلى باريس وتعلم الطيران واشترى طائرة وعاد إلى القاهرة ليقود حملة لتكوين شركة مصرللطيران، وتجاوبت دعوته مع دعوة رائد الاقتصاد المصرى طلعت حرب بإنشاء شركة للطيران تتولى أعمال النقل الجوى فى الداخل والخارج، وبدأ العمل فى الشركة بأربعة طائرات وفى أواخر عام 1933 توسعت الشركة فاشترت طائرات دى هافيلاند 86 الأكسبريس ذات الأربعة محركات والستة عشر مقعدا والتى يقودها طياران وموظف لاسلكى.

  • مدرسة لتعليم الطيران 
وفي 7 مايو 1932، خرجت مدرسة مصر للطيران للوجود بصدور المرسوم الملكى بإنشاء شركة مصر لطيران على أن تقوم المدرسة بتكوين قاعدة عريضة من الطيارين الذين سيتولون قيادة الطائرات المصرية على خطوط الشركة التى تحمل اسم مصر وعلمها على أن يكون مقرها مطار ألماظة، ونظرا للإقبال الشديد على هذه المدرسة فقد شجع مصر للطيران على فتح مدرسة جديدة فى الإسكندرية فى شهر يوليو 1933 وبذلك أصبح بمصر فى ذلك الوقت مدرستان للتدريب.

  • أول مطار مصري
أما إنشاء مطار ألماظة، كأول مطار مصري، فقد رأت الحكومة المصرية في ذاك الوقت، ضرورة إنشاء مطارات خاصة بها خاصة وأن المطارات التى كانت موجودة فى ذلك الوقت خاضعة للإشراف البريطانى ولم يكن موجود بالقاهرة سوى مطار هليوبوليس، الذى استخدمه سلاح الجو البريطانى أثناء وبعد الحرب العالمية الأولى وكان محرما على الطائرات المصرية والأجنبية فيما عدا طائرات الخطوط الجوية الإمبراطورية ( الإنجليزية )، فأنشأت أول خط جوى لها مارا بمصر ثم العراق ثم باكستان وخط آخر لها مارا بمصر والسودان، بدأ التنفيذ الفعلى فى إنشاء مطار ألماظة عام 1930 وفى 2 يونيو 1932 تم افتتاح المطار بمناسبة وصول أول سرب من سلاح الطيران المصرى الحربى من انجلترا بطائراتهم إلى مصر.

  • وزارة الطيران المدني
وفي عام 1935، صدر أول مرسوم لتنظيم الملاحة الجوية، وأعقبه عام 1945 مرسوم بإنشاء مصلحة الطيران المدنى واختصت بإدارة مرفق الطيران المدنى، وظلت تتدرج القرارات بتوالي الأعوام، حتى عام 2002 صدر قرار جمهوري بتنظيم وزارة الطيران المدنى وتم فصل جهات وهيئات الطيران المدنى عن وزارة النقل وتم انشاء وزارة للطيران.