قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

لماذا تحدى أردوغان ترامب ودافع عن مادورو.. كلمة السر في الذهب واللجان الإلكترونية على تويتر.. وخبراء يحذرون: الرئيس التركي يخاطر بنفسه بتدخله في شئون كاراكاس

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أردوغان يفتح حربًا جديدة مع أمريكا بإعلان تأييده لـ"مادورو"
كلمة السر في الذهب واللجان الإلكترونية على "تويتر"
"هآرتس": طائرة ملياردير تركي غيرت مسارها من روسيا إلى فنزويلا بعد تنصيب جوايدو نفسه رئيسًا
خبراء يحذرون: الرئيس التركي يخاطر بنفسه بتدخله في شئون كاراكاس

حينما وقف زعيم المعارضة الفنزويلية خوان جوايدو، الأسبوع الماضي، أمام عشرات الآلاف من المؤيدين له في العاصمة كراكاس، حاملًا الدستور في يده ومؤديًا اليمين الدستورية للبلاد كرئيس مؤقت للبلاد، سارع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للاعتراف به رئيسًا مؤقتًا للبلاد، ثم سرعان ما تفاقم الوضع ليتحول إلى ساحة للحرب على النطاق الدبلوماسي، خاصة بعد إعلان روسيا عن موقفها الداعم للرئيس الفعلي نيكولاس مادورو.

إلا أن ما لفت الأنظار هو عندما أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه يؤيد موقف مادورو، مكيلًا الانتقادات اللاذعة لجوايدو، خاصة وأن العلاقات التركية الأمريكية شهدت مؤخرًا انفراجة طال انتظارها بعد إفراج نظام أردوغان عن القس الأمريكي أندرو برانسون، الذي كانت أنقرة تتهمه بالتجسس لصالح عدو أردوغان اللودو، الداعية الإسلامي فتح الله كولن، المتهم الرئيسي في انقلاب 2016 الفاشل.

لقد حصل جوايدو على اعتراف سريع من الولايات المتحدة وكندا ومنظمة الدول الأمريكية، وإحدى عشرة دولة من أمريكا اللاتينية على رأسهم الأرجنتين، لكن في الجانب الآخر حظي مادورو بدعم زعماء روسيا والصين وإيران وكوبا، ومع ذلك فلقد سارع أردوغان، الأسبوع الماضي، بالكشف عن تفاصيل مكالمة هاتفية أجراها مع مادورو، حيث قال الأول: ""أخي مادورو! قف بشجاعة، نحن نقف إلى جانبك!"، في حين نشر المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين، عبر حسابه بموقع "تويتر" تعليقات أردوغان مستخدمًا هاشتاج "نحن مع مادورو" الذي انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي في تركيا.

مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات نشرت، أمس الاثنين، تقريرًا يسلط الضوء على دوافع أردوغان وأجندته الخفية من وراء دعمه نظام مادورو، مشيرةً إلى أنه خلال فترة رئاسة أردوغان، ازداد تنسيق تركيا لتحركاتها مع دول ذات أنظمة تسلطية تشمل فنزويلا وإيران، وهو فصيل يتضمن تركيا نفسها.

وكانت أنقرة وكاراكاس وقعت عددًا من الاتفاقات لتعزيز العلاقات الاقتصادية بما فيها بناء مسجد في كاراكاس وافتتاح قاعدة للخطوط الجوية التركية في فنزويلا، إلا أن تجارة الذهب المتنامية بين البلدين دفعت الكثيرون إلى إثارة الشكوك بالنظر إلى سجل أردوغان في التحايل على العقوبات التي فرضتها واشنطن على طهران، خصوصًا عبر مخطط "الغاز مقابل الذهب" عامي 2012 و2013.

وفي يوليو الماضي، أعلنت السلطات الفنزويلية أن مصرفها المركزي بدأ تكرير الذهب في تركيا عقب موجة من العقوبات الأمريكية على فنزويلا، وحينها شرح وزير التعدين الفنزويلي فيكتور كانو خيار أنقرة بتكرير الذهب، قائلًا: "يتم تكرير الذهب على يد دول حليفة لأنّه تخيلوا ما سيحدث إذا أرسلنا الذهب إلى سويسرا وقيل لنا إنّه يجب عليه البقاء هناك بسبب العقوبات".

ويشير التقرير إلى أنه بالرغم من عدم وجود سجل لتجارة الذهب بين كاراكاس وأنقرة سنة 2017، أصبحت تركيا أكبر مستورد للذهب غير النقدي، إذ حصلت على ما يساوي 900 مليون دولار من الذهب في الأشهر التسعة الأولى من سنة 2018.

علاوة على ذلك، وفي أكتوبر الماضي، أعرب مساعد وزير الخزانة الأمريكي لشئون مكافحة تمويل الإرهاب مارشال بيلينجسلي عن قلقه من أن فنزويلا شحنت ذهبًا إلى تركيا "من دون موافقة من الجمعية الوطنية التي تسيطر عليها المعارضة"، مضيفًا أن الذهب "يُزال من البلاد من دون أي من الإجراءات الوقائية المتّبعة التي من شأنها ضمان حسابات الأموال وتصنيفها بشكل مناسب على أنها تعود إلى الشعب الفنزويلي".

وعلى الرغم من عدم وجود سجل لأي من الذهب المكرر وهو في طريق العودة إلى فنزويلا، هنالك تقارير تشير إلى أن "صناديق غذاء مدعوم تعتمد عليه ملايين العائلات الفنزويلية للبقاء على قيد الحياة، بدأت تأتي مع منتجات تركية الصنع"، فيما حذر مسئول أمريكي من أّن "بعض الذهب قد يكون شاقًا طريقه إلى إيران في خرق للعقوبات على طهران".

وأكد التقرير أن إدارة ترامب ساهمت بجزءٍ كبير في هذا الأمر، إذ سمحت في 5 نوفمبر الماضي لتركيا بشراء النفط من إيران بصرف النظر عن إعادة فرض العقوبات، وذلك على الرغم من تعهد أردوغان مجددًا بخرق العقوبات

في سياق متصل، أشارت مجلة "بوليتكو" الأمريكية إلى أن أردوغان تعهد مرارًا وتكرارًا على ضخ استثمارات ضخمة في فنزويلا تصل إلى 4 مليار يورو، إضافة إلى أنه أعلن أن أنقرة لن تقطع الرحلات الجوية عن كاراكس، وذلك بعدما اتخذت تلك الخطوة البلدان الغربية.

وفجرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية مفاجأة من العيار الثقيل في هذا الصدد، حيث قالت إنه بعد ساعات من إعلان جوايدو تنصيب نفسه رئيسًا للبلاد، غيرت طائرة تركية مملوكة للملياردير التركي، تورجاي سينير، والذي يملك مجموعة "ساينر"، مسارها من موسكو إلى فنزويلا.

وقال موقع "ذا بيل" الروسي إن هذه الرحلة الغامضة تعتبر الرحلة الجوية الوحيدة بين روسيا وفنزويلا منذ إلغاء الرحلات الجوية، مشيرًا إلى أن الطائرة عادت إلى موسكو بعد يومٍ واحد من تغيير مسارها.

ونقل الموقع عن مصادر استخباراتية أمريكية قولها إن سينير قد حصل على مبالغ نقدية طائلة خلال اليوم الذي قضاه في فنزويلا، وهو الأمر الذي أثار شكوك السلطات الأمريكية.

من جانب آخر، قال أستاذ العلاقات الدولية بجامعة مارما في إسطنبول، إمري إرسين، لصحيفة "إندبندنت" البريطانية: "حتى بالنسبة لمقاييس العلاقات الدولية، فإن وجود علاقة بين تركيا وفنزويلا أمر يثير الدهشة والاستغراب".

ورجح إرسين أنه في حالة سقوط نظام مادورو فإن الأمر سيمهد الطريق أمام الولايات المتحدة لأن تمارس لعبتها السياسية المعروفة في البلدان التي عانت من نفس الموقف، مؤكدًا أن الأمر لا ينطبق في حالة أردوغان، الذي قد يؤدي تدخله في الشئون الداخلية لفنزويلا إلى عواقب وخيمة على أنقرة.