الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كتابات المصريين والأجانب شاهدة على تاريخ بعمق 90 مترا في بئر يوسف بالقلعة.. صور

صدى البلد

نالت مصادر المياه التى تغذى قلعة الجبل عناية واهتمام سكانها من ملوك وسلاطين، وكانت مياه النيل العذبة تصل إلى القلعة فى عهد صلاح الدين الايوبى وخلفائه بواسطة قناة على ظهر سور صلاح الدين،الممتد من الفسطاط الى القلعة ومازالت بعض من بقاياه موجودة حتى اليوم.

هذه الجزئية في تاريخ القلعة غنية بالتفاصيل المهمة،وقد كشفها لنا محمد النجار الباحث والأثاري،حيث قال أن الناصر محمد بن قلاوون فى 710هـ -712هـ / 1310م-1312م شيد أربع سواقى على النيل،لتنقل الماء إلى السور ومنه إلى القلعة،وفى سنة 741هـ - 1340م أمر بعمل سواق عند ساحل النيل،وامتدت لتتصل بقناطر صلاح الدين القديمة كى تتجمع المياه فى مستودعين.

وفى سنة 912هـ / 1506م أمر السلطان قنصوه الغورى بإبطال المجرى القديم عند درب الخولى،وشرع فى بناء مأخذ ذي ست سواقى على النيل عند فم الخليج،وتسير فى قناطر حتى تتلاقى عند بقايا قناطر الناصر محمد بن قلاوون بالقرب من مشهد السيدة نفيسة،ثم بسور صلاح الدين القديم،ونقش أسمه عليها حيث إنتهت سنة 914هـ - 1508م وظلت تؤدي عملها إلى القرن 19.

وقال: أُعتبر بئر يوسف"بئر صلاح الدين الايوبى "أحد عجائب الأبنية ، حيث تدور الدابة من أعلاها فنتقل الماء من نقالة فى وسطها ، وتدور أبقار فى وسطها فنتقل الماء من أسفلها ، ولها طريق الى الماء ينزل البقر منها معينها فى مجاز منحوت بالصخر، وكان ماؤها عذبًا فلما أراد قراقوش الزيادة نقر فى الحجر ليوسع الفوهة فخرجت منه عين مالحة غيرت حلاوتها وينزل لها بدرج عدده نحو ثلاثمائه درجة .

والبئر حاليا عبارة عن ثلاثة طبقات يلتف حولها سلم حلزونى،ويضيق فى الطبقة السلفية عنه فى الطبقة الوسطى،التى تحوى الساقية التى ترفع المياه من الاسفل وتديرها الدواب،التى خصص لها منحدرا بغير درج لتسهيل نزولها الى هذه الطبقة والصعود منها ، وفتح المعماري أربع فتحات للتهوية والاضاءة ،وقد أستخدم من مواد البناء فى هذه البئر الحجر للارضيات والجدران ودرجات السلم،والآجر لقبوات هذا السلم الحلزونى والخشب للساقيتين والأبواب وسقف حجرة الطبقة العلوية .

ويبلغ عمق البئر من أرضية القلعة الحالية إلى أرضية الطبقة الثانية خمسين مترا وثلاثة أعشار المتر،وعمقها من أرضية الطبقة الثانية إلى قاعها فى الطبقة السفلية أربعين مترا وثلاثة أعشار المتر،وبذلك يكون مجموع عمقها فى طبقاتها تسعين مترا وستة أعشار المتر،أما المنحدر الذى ينزل الانسان عليه الى الحوض الاول من البئر فقد نحت فى الصخر،على هيئة مدار حلزونى ذى خطوط مستقيمة تنحدر إنحدارا هرميا عرضه 2م وإرتفاعه حوالى 2.5م ،وقد نحت هذا المنحدر فى براعة ومهارة فائقتين حيث يبلغ سمك الحاجز الذى يدور حوله 16سم.

وعن أبرز أعمال الترميم فى البئر،قال أن لجنة حفظ الآثار العربية والاسلامية أولت هذا البئر عنايتها من 1904 حتى 1906م ، وقد أجرت فيه العديد من أعمال الاصلاح والترميم،وفى عام 1904م قامت اللجنة بتنظيف الموقع المحيط بالبئر،وعنيت ثلاثة خفراء للمراقبة والحراسة وعملت لافتات بعدة لغات توضح خطور النزول للزائرين ولم يرد ذكر ما تم صرفه على هذه الاعمال .

وفي 1905م قامت اللجنة بصرف مبلغ قدره 15.910جم لعمل ترميمات لسلم البئر من أجل تسهيل النزول إليه والصعود منه،وفى 1906م تم صرف 137.200جم على إنجاز مشروع لتغطية البئر،وعمل عتبه فى مدخله تمنع دخول مياه الامطار وتحويل هذه المياه للخارج بواسطة مجارى مناسبة لذلك .

وفي 1983 تم تمهيد الطريق المؤدي إلى البئر وضبط درجات السلم المؤدي إلى الأسفل،بحيث أصبحت بإرتفاع متساو وحتى بداية مكان الساقية السفلية،كما تم تركيب شبابيك مصبعات حديدية بدل القديمة المتهالكة وإنارة السلم ، وقد تم ترميم القبوات بالطوب الاحمر ، والاحجار المنحوتة كل حسب الاصول الاثرية ، وكذلك تم ترميم حوائط المنور السماوى العلوى بالاحجار وترميم مدخله على توزيع الاضاءة المناسبة له إضافة إضاءة داخلية .

وكشف أنه تم ترميم وإصلاح وإستكمال ساقية يوسف الاثرية بالقلعة عام 2006م بمعرفة إدارة الحرف الاثرية وتحت إشراف منطقة آثار القلعة،وقد أولت وزارة الأثار والمنطقة إهتمامها وعنايتها وتطويرها لمنطقة بئر يوسف،وحاليا تستغل كمسرح يقام عليه الاحتفالات والمهرجات الدولية وغيرها من الحفلات.

وكشف النجار جانبا مثيرا من تاريخ بئر يوسف،حيث قال أنه كان مكان تبرك من المصريين وغيرهم،لاعتقادهم انه كان بئر سيدنا يوسف بن إسرائيل"يعقوب"،وانه لزيارتهم ليه سيعود لهم تباركا بقصة الفقدان،وكتير من السيدات المصريين والاجانب المسلمين والغير مسلمين كانوا يزرون البئر،وينزلون حتى الساقية السفلية مسافة حوالى 50م،أملا في أن يرزقوا بالأبناء.

وتوجد علي جدران البئر كتابات تذكارية كتيرة بتواريخ تشهد بذلك وترجع للقرن 19،وهذه الكتابات بلغات مختلفة مما يدل علي تنوع الزائرين،والسبب الذي دفع لجنة حفظ الاثار العربية حينها لترميمه أنه أصبح مزارا عالميا ومقصد لكتير من الناس بكافة اجناسهم.