الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الوحدة المصرية السورية.. حلم ناصر غير المكتمل.. فيديو

جمال عبد الناصر يتوسط
جمال عبد الناصر يتوسط شكري القوتلي والسادات

"إننى أشعر الآن وأنا بينكم بأسعد لحظة من حياتى، فقد كنت دائمًا انظر إلى دمشق وإليكم وإلى سوريا وأترقب اليوم الذي أقابلكم فيه، والنهارده.. النهارده أزور سوريا قلب العروبة النابض(...)واليوم - أيها الإخوة المواطنون - حقق الله هذا الأمل وهذا الترقب وأنا ألتقى معكم في هذا اليوم الخالد، بعد أن تحققت الجمهورية العربية المتحدة". بهذه الكلمات أعلن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر قيام الجمهورية العربية المتحدة بين مصر وسوريا في 22 فبراير 1958.

بعد أن أكسبت ثورة يوليو في مصر ثقلًا سياسيًا على المستوين العربي والدولي، ظهر في سوريا تيارًا ينادي بالتعاون مع مصر، ويدعو إلى حتمية الانصهار مع مصر لمواجهة التحديات التي تواجه سوريا.

وظل الحال كما هو عليه حتى انتخاب الرئيس السوري شكري القوتلي رئيسًا للجمهورية العربية في سوريا 1955، وعقب انتخابه، حُسم الأمر لصالح التيار المنادي بالوحدة مع مصر، واتفقت مصر وسوريا على إنشاء قيادة عسكرية موحدة يكون مركزها في دمشق.

ساهمت العزلة التي تعرضت مرت بها سوريا أمام السياسة العراقية والإسرائيلية بضرورة الاندماج مع تحالف عربي، فسريعًا اجتمع في أكتوبر 1957 مجلسي النواب في سوريا ومصر، ودعا حكومة البلدين بالوحدة وتوحيد القطرين تحت زعامة واحدة تحت اسم الجمهورية العربية المتحدة بقيادة الرئيس جمال عبد الناصر، وتم توقيع وثيقة الاتفاق بين الرئيس عبد الناصر ونظيره شكري القوتلي، تلاها بيان عبد الناصر الذي أعرب فيه بساعدته عن اتفاق الوحدة.

الانفصال

لم تدم وحدة مصر وسوريا طويلًا، فبعدة عامين انهارت الوحدة بين البلدين، إذ أقدم في 28 سبتمبر عام 1961، مجموعة من الضباط السوريين بقيادة المقدم عبد الكريم النحلاوي (مدير مكتب عبد الحكيم عامر) بانقلاب عسكري أنهى تمامًا على الوحدة.

لكن الانقلاب السوري سبقه عدة أزمات أدت إلى الانقلاب، كان منها فرض مصلحة الجمارك السورية ضرائب على المنتجات المصرية، وهو ما استدعى تدخلًا من الرئيس عبد الناصر الذي اعتبر ذلك تحديًا لقرارات الحكومة المركزية في مصر.

هذا التمرد السوري ضد الجمهورية العربية المتحدة كان مدفوعًا بقيادات من الجيش السوري رفضت الانصياع لسياسة الرئيس عبد الناصر لما وجدته من تهميش لدورها الريادي في سوريا بعد حكم عبد الناصر، فحدث التمرد الذي تبعه استقالات من حزب البعث السوري أدت في النهاية إلى تفكيك الوحدة العربية بين مصر وسوريا، ورغم المحاولات العديدة للرئيس عبد الناصر لاستعادة الوحدة من جديد بضغط من مسؤولين سوري لكنه حسم الأمر قائلًا " الوحدة التي ذهبت بانقلاب لا تأتي بانقلاب آخر".

انتهت الوحدة المصرية السورية عند هذا الحد، في عام 1961 وأصبحت سوريا بعد انتهاء الوحدة تعرف بالجمهورية العربية السورية، أما مصر فظلت بالاسم القديم " الجمهورية العربية المتحدة" حتى كتابة دستور 1971 إذ تم تسميتها بجمهورية مصر العربية.