الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لماذا حاول الراهب فلتاؤس المقاري الانتحار بعد قتل الانبا إبيفانيوس.. تفاصيل احالته للمفتى

 الراهب فلتاؤس المقاري
الراهب فلتاؤس المقاري

قضت محكمة جنايات دمنهور برئاسة المستشار جمال طوسون وعضوية المستشارين شريف عبد الوارث فارس، والمستشار محمد المر وسكرتارية حسنى عبد الحليم، اليوم السبت، بإحالة أوراق كل من وائل سعد تواضروس ميخائيل، (وشهرته الراهب فلتاؤس المقارى) وريمون رسمى منصور فرج المتهمين بقتل الأنبا إبيفانيوس، أسقف ورئيس دير الأنبا مقار بوادى النطرون لمفتى الجمهورية.

محطات القضية 

فى يوم 29 يوليو الماضي، شهد دير الأنبا أبو مقار العامر بوادي النطرون واقعة قتل الأنبا أبيفانيوس، أسقف ورئيس الدير، في ظروف غامضة، وبعد التحريات والتحقيقات والاستماع لشهادة رهبان وعامل الدير، وجهت النيابة للمتهم وائل سعد تواضروس، الراهب أشعياء المقار سابقا، والراهب فلتاؤوس المقاري، تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد لأسقف ورئيس دير الأنبا مقار بوادي النطرون.

في يوم 27 سبتمبر الماضي، كشف المستشار جمال طوسون، رئيس محكمة جنايات دمنهور، عن عدم حضور الراهب فلتاؤوس المقاري، المتهم الثانى فى قضية قتل رئيس دير الأنبا مقار، موضحا أن المحكمة وصلها خطاب من مدير مستشفى قصر العيني، يؤكد فيه أن المتهم الثاني في القضية تعذر عليه الحضور إلى المحكمة، لعدم استقرار حالته الصحية، لإصابته بكسر في فقرات الركبة والكاحل الأيمن والأيسر، وقررت المحكمة تأجيل نظر المحاكمة إلى جلسة 27 أكتوبر، وذلك لسماع الشهود و نقل الراهب فلتاؤس المقاري إلى مستشفى سجن برج العرب بالإسكندرية لحين تماثله للشفاء.

فى يوم 1 نوفمبر، شهدت هيئة المحكمة الجلسة، إجراءات فض أحراز القضية، وهي عبارة عن "العصا" المستخدمة في ارتكاب الجريمة؛ حيث أنكر المتهم الأول "وائل تواضروس" استخدامها في ارتكاب الجريمة إضافة إلى فض حرز الهاتف المحمول الخاص بالمتهم الثاني" فلتاؤس المقاري" وأنكر الراهب فلتاؤس المقاري، أمام هيئة المحكمة، الاتهامات الموجهة إليه بالمشاركة مع المتهم الأول الراهب المشلوح أشعياء المقاري، في قتل الأنبا أبيفانيوس رئيس دير أبو مقار بوادي النطرون، مؤكدا أنه كان يرتبط معه بعلاقة قوية، حيث كان يعتبره بمثابة الأب.

فى يوم 24 نوفمبر، استأنفت المحكمة نظر جلساتها لمحاكمة المتهمين، وذلك لسماع الشهود وتصريح بإصدار صورة رسمية من كتاب ألفه المتهم الثاني "فلتاؤوس"، وتم طبعه بالمطبعة الكائنة بالدير.

فى 27 ديسمبر سمحت المحكمة للدفاع ، بالاطلاع على تقرير الطب الشرعي الخاص بالراهب " زينون المقاري"، حيث جاء بالتقرير أنه يتعذر بالتقرير سبب الوفاة، وتبين أن الوفاة حدثت عرضا أو انتحارا ام عمدا ويرجع في ذلك لتحريات المباحث وتحقيقات النيابة العامة في القضية حيث ذكر التقرير أن سبب الوفاة هو ابتلاعه لمادة سامة هي مادة فوسفيد الزنك "سم الفار"، ما أدى لهبوط حاد في الدورة الدموية والتنفسية ومن ثم الوفاة وسمحت هيئة المحكمة، لأهلية الراهب فلتاؤس المقاري، بلقائه، وهم شقيقته " مارينا "، عمه فرج، ونجل عمه هاني، حيث تحدث معهم داخل قاعة المحاكمة، حيث دخل الراهب في نوبة بكاء شديدة خلال لقائهم، مرددا عبارة " رحمتك يارب ".

اعترافات المتهمين

ادلى الراهب المتهم أشعياء المقارى فى اعترافاته التى جاءت فى تحقيقات النيابة العامة ان هناك مشاكل كانت بينه وبين الأنبا أبيفانيوس رئيس الدير منذ عام 2013 وانه اتفق مع المتهم الثانى على تنفيذ الجريمة وقررا التخلص منه واتفقنا على أن ينتظره فى المكان الذى يمر منه ويقوما بضربه اثناء الذهاب لصلاة قداس الاحد وتابع المتهم أنه أحضر قطعة حديدية ثقيلة ووضعها فى مكان الواقعة واتفق مع فلتاؤس على التنفيذ الساعة 3 فجرا بمنطقة القلايات وكان دور المتهم الثانى مراقبة الطريق وعندما تأكد من خلو المكان أخذ الماسورة الحديدية وضرب بها رئيس الدير 3 ضربات متتالية على رأسه وتوجه بعد ذلك الى قلايته وخرج إلى الكنيسة حتى لا يشك فيه أحد

واستكمل المتهم فى اعترافاته انه حاول الانتحار أثناء عرضه على الطب الشرعى وحاول ايضا ذبح نفسه اكثر من مرة بسبب حالته النفسية وخوفه من الطرد من الرهبنة والتجريد .

وكشفت تحقيقات نيابة استئناف الإسكندرية فى قضية مقتل رئيس دير الأنبا مقار بوادي النطرون التى تمت يوم 29 يوليو 2018 قيام المتهم الأول أشعياء بالاتفاق مع المتهم الثاني على قتل المجنى عليه، وجهز أشعياء أداة الجريمة وهى عبارة عن ماسورة حديدية مجوفة طولها حوالى 90 سم تزن 2 كيلو جرام، وتربصا بالأنبا إبيفانيوس أمام القلاية الخاصة به ليلا أثناء خروجه للصلاة بالدير وقيام أشعياء بضرب رئيس الدير على رأسه 3 ضربات متتالية أودت بحياته، فيما شارك المتهم الثاني الراهب فلتاؤس بمراقبة الطريق ومكان الواقعة.

وكانت نيابة استئناف الإسكندرية قد تسلمت محضر تحريات الجهات الأمنية حول الواقعة، وتبين منه اتفاق المتهم الأول أشعياء المقارى مع المتهم الثانى فلتاؤوس بقتل رئيس الدير بسبب تصاعد الخلافات بينهم والتى وصفت بأنها خلافات عقائدية ومالية حول توزيع التبرعات التي يتلقاها الدير وعدم الطاعة وثبت من محضر التحريات قيام المتهم الأول بإنشاء جروب على «الواتس آب» يجمع 33 راهبا من داخل الدير بغرض مهاجمة المجنى عليه رئيس الدير بسبب أنصبة توزيع الهبات.

واوضحت التحقيقات أن دير أبومقار بوادي النطرون يضم 143 راهبا منهم 52 راهبا يمثلون مجموعة واحدة تتبع مدرسة البابا السابق شنودة الثالث، وقد دأبوا على مهاجمة المجنى علية الأنبا ابيفانيوس بعد اكتشاف المجنى عليه مخالفات ارتكبها إشعياء بعدم الالتزام بقواعد الرهبنة منها التجرد والطاعة وقيامة بشراء أراضي والتجارة بالمخالفة لقانون الرهبنة.

وعقد الراهب المشلوح أشعياء العزم على التخلص من المجنى عليه الأنبا أبيفانوس رئيس الدير، لاعتياده التقدم ضده بشكاوى للجنة شؤون الأديرة في الكنيسة القبطية عن مخالفاته والتي تم رفعها إلى البابا تواضروس وتم التحقيق معه.

وكان فريق من النيابة العامة لنيابات جنوب دمنهور، الإدارة العامة للمباحث الجنائية ضم 48 قيادة أمنية و12 وكيلا للنيابة العامة من التحقيق مع 145 راهبا وأسقفا بدير الأنبا أبو مقار بوادي النطرون، فى واقعة مقتل الأنبا إبيفانوس رئيس الدير حيث تم التحفظ على الكاميرات بالدير، وتم فحصها بمعرفة لجنة فنية متخصصة لتفريغ محتوياتها ومعرفة أسباب تعطل بعض الكاميرات داخل الدير.

وكشفت التحقيقات، التي أجريت برئاسة المستشار وائل بكر، رئيس النيابة، وأحمد البيلي، مدير النيابة العامة، تحت إشراف المستشار أحمد حامد، المحامي العام لنيابات جنوب دمنهور، تعطل جميع كاميرات الدير، باستثناء 3 كاميرات فقط على بوابة الدير الخارجية ومقر الكنيسة التي تجرى فيها طقوس الصلاة.

كما كشفت التحقيقات عدم وجود كاميرات بأماكن الرهبان والطرق المؤدية إلى مساكنهم أو ما يسمى بـ"القلايات"، للحفاظ على خصوصيتهم الروحانية و محاولة انتحار الراهب فلتاؤس المقاري، الذي قطع شرايين يديه وألقى نفسه من أعلى مبنى العيادات الطبية بالدير، ومحاولة انتحار الراهب أشعياء المقاري، الذي تناول مادة سامة بعد قرار تجريده من رهبنته، ومدى علاقتهما بحادث مقتل الأنبا أبيفانيوس.

ووجهت النيابة للراهب المشلوح أشعياء المقارى واسمه العلمانى "وائل سعد تواضروس" والراهب "فلتاؤس المقارى" تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، لأسقف ورئيس دير الأنبا مقار بوادى النطرون واكد ممثل النيابة العامة في القضية، امام هيئة محكمة الجنايات الدائرة الثانية خلال مرافعته أن المتهمين خططوا لارتكاب الجريمة قبل ارتكابها مرتين، ونجحوا في المرة الثالثة، مطالبا بالحكم عليهم بالإعدام شنقا.

وترجع القضية إلى العثور على الأنبا أبيفانيوس مقتولا، صباح يوم 29 يوليو الماضي، في دير أبو مقار، وأصدر البابا تواضروس قرارا بتجريد الراهب أشعياء المقاري من الرهبنة، والذي ادعى عقب ذلك محاولته الانتحار، وتلى ذلك محاولة الراهب فلتاؤس المقاري الانتحار، وجرى نقل 6 رهبان من دير أبو مقار بناء على قرار من البابا لضبط الرهبنة بالدير، وتوفي أحدهم وهو الراهب زينون المقاري، في دير المحرق بأسيوط.