الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إسراء النجمي تكتب: معجزتها

صدى البلد

"وكأنها عطيّة من عطايا الرحمن التي يمن بها على عباده المدللين إليه"
جاءته في وقت وكأنه وقتها هي فقط .. لا يحتاج لشئ سوى لوجودها الذي عانق ذلك الوقت وأذاب صقيعه في دفء أحضانها..
تنزلت عليه كوحي من السماء يعرف طريقه جيدًا .. يُتقن فك أسر المُعتاد ونفيه بعيدًا .. ليُسلك طريقه نحو أبواب المعجزات .. يطرق برفق باب إحداها مناديًا: "أيا مُعجزتي البكر هل تسمعيني .. جئتُكِ بتكليف إلهي فهلُمي اطيعيني .. أيقظي قدراتك وأنهضي بهم من أسرّة الغيب وجثامين الركود .. فها قد حان الوقت وأذن الرحمن بإذاقة أحد عباده المدللون إليه سكرة إلهية مُحللة .. فقد طال الجفاء .. واستحكمت حلقاتها فدق القدر ناقوسه لتكوني أنتِ الفرج .. ولا تنسى أن تحضري معك من كل جميل خُلاصته .. ومن كل خلطة إلهية روحها .. ومن كل الخواطر جبرها .. حتى تلك النفوس لا تنسي أن تأتي بإكسير خيرها..
يامعجزتي .. مشطي أجنحتك بسنون العود وثبتيها جيدًا .. وقطري عليها مسك بعدد أيام الصبر وقطرات دموع هذا المُدلل .. فمن الآن ستحمله أجنحتك في كل مكان .. ومع كل ضربة لجناحيكِ في هواء النعيم ستتلون أيامه بجنايا الصبر وخيراته وتُقدم كقرابين على أبواب مطر الفجر فتُفتح على مسرعيها .. ليجد دموعه قد استحالت زخات مطر تغسل روحه من كل ألم قد سببته أيام الصبر .. تزيل آثار أيادي الخذلان لطالما طالت داخله .. تُعالج ندبات روحه وتطهره من كل ذنوبه لطالما كنتِ أنتِ توبته..
من الآن السماء ستصبح مقصدكما ومكانكما .. ستُحلقي به وقتما أراد وعندما تشتهي روحه .. وتلك السحب كلها ستكون أسرّتكم حينما تتلحف السماء بسيد الألوان وتتزين بثُريات ألماسية من النجوم التي تتدلى عليكما لتُنير لياليه من جديد..
*وكأن عيناه لم تُبصر النور من قبل*
أيامعجزتي .. كوني أنتِ السند ويد العون .. كوني الرحمة الحانية والقوة الحنينة .. كوني السكن والفرحة والأمل اليقين .. كوني الخير .. كل الخير .. كوني أنتِ فحسب .. معجزتي".
********
كلٌ منّا له عطيّة من عطايا الرحمن كالتي تحدثنا عنها في السطور السابقة .. مخصوصة له بحجم صبره وحمده لله ورضاه بما قسمه الله له .. بحجم تعبه واجتهاده ونتاج لهما .. بقوة ثقته بربه وظنه الخير فيه .. هي في كل الأحوال رزق بأشكاله وأنواعه المختلفة المادية منها والمعنوية .. كلٌ منا يزرع بذرة عطيته .. وهو المسؤول عن نبتتها .. تكون سوداء فتلون بسوادها دنيته وأخرته .. أو خضراء فتحول حياته لأفضلها كذلك ختامها وأخرتها .. تظل هذه العطيّة مُعلّقة حتى يحين وقت نضوجها .. وهنا ولحكمة ما يأذن الرحمن بقطفها لتتلقفها أيادي قدرك في الدنيا .. أو لحكمة لا تختلف عن ما سبقتها يأذن الرحمن أن تكون دانية منك في الآخرة لتقطفها بيديك وتنعم بخيراتها..
كل شئ في الكون بقدر .. ولوجوده حكمة .. وكل شئ يحدث بسبب ولسبب .. ولا يُحدث الله شيئًا إلا لخير مهما كان شكله الظاهري .. فإن كنت تظن أنه شر .. فستكتشف على مدى مقدر من الله أن فيه خير لك ولذلك أمر الله بحدوثه .. كل ما عليك فعله لتنال خير عطيتك .. أن ترضى أولًا بكل ما قسمه الله لك .. ثانيًا تحمد الله على نعمه التي لا تُعد ولا تُحصى .. تحمده في كل الأحوال .. ثالثًا الإجتهاد والسعي والتعب ولا تنتظر نتيجته فهي من الله وستأتيك في وقتها المُناسب ولا يعلم الوقت الأخير إلا الله .. وأخيرًا الصبر ثم الصبر ثم الصبر فلا يفتح بوابات الفرج سواه..
"نسألك اللهم الرضا والقناعة بكل ما قدرته لنا في الحياة الدنيا .. اللهم الهمنا الصبر على كل بلاء وصعب تلحفت به دُنيانا .. اللهم أبدله بفرج يفيض علينا برحمتك وكرمك .. اللهم احفظ أقدارنا من كل شر واجعلها خير الأقدار .. اللهم رضاك ثم رضاك ثم رضاك والجنة"..