الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إبراهيم رضوان يكتب: الجنيه.. والكارنية

صدى البلد

في الوقت الذي كانت فيه مصر تبكي شهدائها وتكرم أبنائهم وذويهم ، شهدت نقابة الصحفيين بالأسكندرية جدلا ، وتلاسنا ، حول خبر تولي القوات البحرية بناء نادي الصحفيين البحري الذي فشلت النقابة العامة في بنائه منذ نشاتها ، لدرجة أن بعض ممن يدعون البطولة "بأثر رجعي" ، شكك في المشروع وطعن في القوات المسلحة التي تبني مصر كلها وليس نادي الصحفيين فقط

صحيح أن نقيب صحفيي الإسكندرية رزق الطرابيشي إستدرك الموقف ، وأصدر بيانا مؤيدا للمشروع ، مستنكرا الهجوم على جيش مصر العظيم ، وتم تدارك فتنة كبرى ، إلا أن ماحدث يكشف أزمة حقيقية بين أهل هذه المهنة ، التي كان إسمها " مهنة البحث عن المتاعب" ، ثم صارت كلها متاعب ، ولو ادركنا الزمن لإمتهنا غيرها مما نراه يوميا.

في نفس اليوم ، وصل ضياء رشوان المرشح نقيبا عاما للصحفيين ، والتقى بعدد منهم ، رافعا شعار " عودة الكرامة لكارنيه نقابة الصحفيين " ، "الكارنية" الذي طالما عانينا الأمرين حتى حصلنا عليه ، وقالوا لنا وقتها أن دخول الجنة أهون من الحصول عليه ، ولكن ما لا يدركه الأخ رشوان أن هناك أزمة حقيقية ، بين الصحفيين ، وهي ليست أزمة "الكارنية " ، ولكنها أزمة "الجنيه" الذي هزم "الكارنيه".

فلا يوجد مشروع يوحد الصحفيين ، ويجعلهم " يدا واحدا " ، ويعلي من قيمتهم وقيمهم ، ويجعلهم حائط صد دفاعا عن هذا الوطن ، فنصف الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين حوالي " 4 الآف صحفي " عاطلين عن العمل ، وليس من الجيد للأخ رشوان أن يكون نقيبا على جيش من العاطلين الذين تركوا المهنة أو تركتهم ، واتجهوا للتنظير ، حتى أن أحد الزملاء قال بحزن : كيف نفتخر ببناء أعظم قاعة تدريب صحفي في الشرق الأوسط ، وجموع الصحفيين جياع ، فقراء ، يعيشون على المعونة التي تدفعها الدولة شهريا للصحفيين ، والتي لن تستمر للأبد " ، وليس من الجيد أيضا أن يتم غلق ملفات التأمينات الإجتماعية لهؤلاء بسبب توقف صحفهم ..

إن فتح الملفات التأمينية المغلقة لهؤلاء الزملاء ، يجب أن يكون في قمة أولويات النقيب المقبل ، وإلا كيف سيعيش أبناءهم بعد موتهم ، هذا أقل حق من حقوقهم ، وإذا نجح النقيب في هذا الأمر ، فهذا يكفيه ، وسيظل التاريخ يذكره بكل خير ، فليس ذنب هؤلاء الزملاء أنهم التحقوا بهذه الصحف الفاشلة ، التي فتحت أبوابها لهم ، وسرقت عرقهم وجهدهم تحت سمع وبصر الدولة بكل اجهزتها ، ثم القت بهم من حالق.

للأسف ، أصبح المنتسبون لمهنة الصحافة يمارسون اعمالا غير النشر ، حتى يواصلون الحياة ، فمنهم "الفرارجية ، والسماكين ، والجزمجية ، والخضرجية .. وغيرهم " ، بل حكى لي صديق أن كثير من شباب الصحفيين لديهم كفلاء من رجال أعمال وتجار ، ينفقون عليهم في مقابل تمرير أخبارهم هنا وهناك ، وحكت لي قيادة امنية كبيرة " على المعاش حاليا " كيف أن شيكا بقيمة مليوني جنيه وقع في يدها لصالح أحد الزملاء مقابل تخليصه أمر بناء مخالف ، ومخالفات كثيرة يقع فيها زملاء المهنة بحثا عن "الجنيه الذي غلب الكارنيه" بكل ما يحمله من قيم نبيله.

أدعو النقيب المقبل الي وقفة جادة في مسألة لجان قبول القيد ، حيث تحولت النقابة الي مجرد " محولجي " ، يقبل القادمين الجدد في جدول " تحت التمرين " دون التدقيق في الملاءة المالية للصحف التي يعملون بها ، ثم تحيلهم النقابة بمجرد دخولهم الي الدولة لإستلام البدل أو الإعانة الشهرية ، وهو الأمر الذي لن يطول ، لأنها أموال عامة في نهاية الامر.

نحن في حاجة الي وقفة جادة .. لإعادة قيمة "الكارنيه" ليغلب "الجنيه".