EN 
قال الشيخ الدكتور سعود بن إبراهيم الشريم، إمام وخطيب المسجد الحرام، إنه لن يسلم المغرور من غروره إلا إذا أنصف من نظرته إلى نفسه ونظرته إلى الآخرين ونظرته إلى الدنيا.
وأوضح «الشريم» خلال خطبة الجمعة اليوم بالبيت الحرام بمكة المكرمة، أن الله فضل بعضهم على بعض، ورفع بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا، وأن المعيار الجامع بينهم هو تقوى الله، فقال تعالى: « إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ» الآية 13 من سورة الحجرات.
ولفت إلى أنه ما التمس أحد السعادة بالغرور والعجب إلا شقي وخاب، ووقع في نقيض مراده، والمشاهد واقعا أن معظم المغرورين ليسوا سعداء في الحقيقة، بل إنهم يتجرعون التعاسة من غرورهم أضعافا مضاعفة، فالغرور بالنسبة لهم كالماء المالح كلما شرب منه المغرور شربة ازداد عطشا، فكان كالذي يتداوى بدائه المبتلى به فأنى لمثله الشفاء.
وتابع: نعم لقد أشعره غروره بالانتفاخ لكنه لا يعلو به وإنما يتدحرج بسببه إلى الأسفل، وأنه مهما نفخ صدره فإنما أدخل فيه هواء وحسب، لن يمكنه من الطيران في الهواء ولا بلوغ قمم الجبال مستشهدًا بقوله تعالى: «ووَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا (37) كُلُّ ذَٰلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِندَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا (38)» من سورة الإسراء.
