الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حروب الشائعات.. وسائل التدمير المعنوى


تعرضت مصر ولا تزال تتعرض إلى حرب شرسة تتضمن العديد من الضربات تشنها القوى المعادية لها ، في إطار حرب منظمة ، أحد وأول آلياتها نشر الشائعات، 

آلاف الشائعات اسبوعيا ، تستهدف إحباط المواطنين، والتشكيك في كل شئ ، وتروج لذلك الجماعات الإرهابية، ومن يقف خلفها من دول ومن يدعمها من مؤسسات وأجهزة.

وأتصور أن تلك الشائعات هى أخطر أنواع الضربات التي تتعرض لها مصر ، حيث تستهدف عزيمة أبنائها وقوة تماسك شعبها.

ووفق هذا التصور لا يمكن النظر إلى هذا الكم من الشائعات التى تروج بصورة منظمة وكثيفة، إلا باعتبارها سلاحا خطيرا فى معركة استهداف الدولة المصرية، و تشتيت جهود الحكومة بغرض توجيهها نحو رصد هذه الأكاذيب والادعاءات ، فى محاولة الرد عليها، وإظهار الحقيقة للمواطنين ، وإن كانت هذه المواجهة الموثقة بالمعلومات المدعومة بالشواهد والأرقام ،قد ساهمت فى حصار أغلب هذه الشائعات وتحجيم الآثار السلبية المتوقعة لها، أو التى استهدفها مطلقوها من ميليشيات الشائعات وعصابات الكلام ، إلا إنى لا أزال أرى أثر تلك الأكاذيب قد طالنا منه الكثير ، وعلى أقل تقدير تشتيت وإهدار الجهود .

ومما يدل على أن تلك الشائعات ممنهجة ومنظمة بإحكام شديد ، أنها بدأت بأهم ما قد يشغل المواطن البسيط فى بلد يتجاوز تعداده الـ100 مليون نسمة، ويعتبر فيه الطعام الاحتياج الأساسى للإنسان، لذا فقد كان قطاع التموين والسلع الغذائية هدفا ذهبيا لمروجى الشائعات،

ومن أبرز الشائعات التى طالت قطاع التموين والسلع الغذائية، ما تردد عن طرح وزارة التموين أرزا صينيا مسرطنا ومصنوعا من البلاستيك، وتوفر «بيض صينى» بلاستيكى فى الأسواق ، وهو ما نفته الوزارة جملة وتفصيلا.

أيضا قطاع التعليم والصحة ، والطاقة ،و النقل والمواصلات ، والأمن ، والتضامن الاجتماعى ، وغيرها من مؤسسات الدولة التى نالها ما يقرب من 70 ألف شائعة استهدفت الدولة المصرية على مدى عام ، وانتشرت بكثافة من خلال مواقع التواصل الاجتماعى وبعض المنصات الإعلامية التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية.

لذا وجب علينا جميعا أبناء الشعب المصري الحذر واليقظة لكل ما يتم بثه من الشائعات والتي بالقليل من التعقل يتضح أنها لا يمكن أن تتفق مع أي نوع من أنواع المنطق السوي ، وأنها تهدف إلى البلبلة وفقدان الثقة في مؤسسات الدولة ، وفي قدرات الشعب المصرى على تجاوز أزماته والنهوض بوطنه ، 

فوجب علينا التصدى لأعداء الحياه ، وأن نفوت عليهم فرص هدم بلادنا ، وإنى أتصور أنه لو قمنا باستغلال الوقت الذى نساعد فيه على ترويج الشائعة بغير وعى ، وأيضا الوقت الذى تسعى فيه المؤسسات والمواطنون على تكذيب الشائعة و تفنيدها ، أقول لو قمنا باستغلال هذا الوقت فى البناء ، لحدث اختلاف أظنه كبير لصالح الشعب والوطن.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط