EN 
ولد الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود في مدينة الرياض في العام 1906م، وهو الابن الثالث لمؤسس المملكة العربية السعودية، الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – توفيت والدته طرفه بنت عبدالله بن عبداللطيف آل الشيخ بعد خمسة شهور من ولادته فتولت جدته لأمه هيا المقبلية تربيته في بيت جده الشيخ عبدالله بن عبداللطيف سليل الشيخ محمد بن عبدالوهاب.
ختم القرآن في التاسعة من عمره وتأسس في علوم الدين على يدي جده عبدالله.
كما تتلمذ على يدي والده المؤسس في علوم الفروسية والسياسة، فانغرست فيه الأخلاق الحميدة وعُرف منذ طفولته بالشجاعة والكياسة والفطنة، فانتخبه والده ليمثله في المحافل الدولية في سنٍ مبكرة، واستمر في خدمة والده ووطنه وشعبه طوال حياته، فشهدت له ميادين الكفاح بسداد البصيرة وبسالة الروح، وانبهرت به صالات السياسة بالدهاء والجسارة والإصرار.
أدخله والده معترك السياسة في سن مبكرة، وبعثه في مهام دبلوماسية لأوروبا ورأس وفد المملكة لمؤتمر لندن في ١٩٣٩ وكلفه بقيادة القوات السعودية لتهدئة الوضع في عسير عام ١٩٢٢.
واقتدى بأبيه في فتح بابه وقلبه للناس فأحبوه، وفي عدله بينهم فاحترموه، وفي حزمه لبيان الحق، انتصر للعدل فنصره الله، وقف مع الضعيف وردع الظالم وساوى بين مواطنيه فصدقوه. لجأت إليه الشعوب العربية والإسلامية لصدق نواياه واعتمدت عليه لثبات تأييده لهم.
لم يقل إذا لم يفعل وأخلص حين قال لم ينبهر بزخارف الجاه وارتدى الزهد رداءً يقيه من مغريات الملك.
اعتلى المجد بتأنٍ وصبر على الضيم بالحلم، اختاره الله شهيدًا فتبقى سيرته عطرة ندية ترويها قطرات حب محبيه ودعوات مريديه.
وفي ١٩٢٥، خرج بجيش المنطقة الحجاز، واستطاع السيطرة عليها، وعقب عام عينه الملك عبدالعزيز نائبًا عامًا له، كما عين في ١٩٢٧ رئيسًا لمجلس الشورى، وبعد 5 سنوات عين وزيرًا للخارجية، وفي ٩ أكتوبر ١٩٥٣ أصدر والده الملك عبدالعزيز أمرًا بتعيينه نائبًا لرئيس مجلس الوزراء، بالإضافة إلى كونه وزيرًا للخارجية، وبعد وفاة والده وتسلم أخيه سعود الحكم، وعينه وليًا للعهد ونائبًا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرًا للخارجية.
مواقفه مع مصر:
يبقى الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود، أحد القادة العرب الذين حظوا بحب وتقدير المصريين، خصوصا موقفه الشهير فى حرب أكتوبر 1973، عندما تصدر الحملة الداعية إلى قطع النفط العربي عن كل الدول الداعمة لإسرائيل، وعلى رأسها أمريكا إبان الحرب ودافع عن القضية الفلسطينية ورفض الاعتراف بإسرائيل.
تغيرات مفاجئة
ظهرت توترات شديدة بين الملك فيصل وبين الملك سعود عام ١٩٦٠ الذي قرر أن يسحب منه الوزارات التي يتولاها، ويكون نائبًا لرئيس مجلس الوزراء، واتسعت بينهما شقة الخلاف، وانتهى الأمر في في ١ نوفمبر ١٩٦٤ حين اجتمع علماء الدين والقضاة والمفتى، وقاموا بخلع الملك سعود بن عبدالعزيز، وفي ٢ نوفمبر ١٩٦٤ بويع فيصل ملكًا.
