الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د.عمر أحمد برادة يكتب: السكر والإصابة بالعمى

صدى البلد

كثير من المصريين لا يعرفون علاقة مرض السكر بأمراض العيون ، رغم وجود علاقة نسبية ، فكلما ارتفعت نسبة السكر فى الدم ، كلما أثر ذلك على شبكية العين ، الى درجة قد تصل الى إصابة مريض السكر بالعمى .

وحتى نقترب اكثر من مرض السكر ، سنجد انه داء يصيب جسم الإنسان فيجعله غير قادر على استخدام أو اختزان السكر ، ومن أهم أعراضه هو الإحساس بالعطش و ازدياد إدرار البول.

وسنجد أن السكر يؤثر أيضا على الأوعية الدموية بكافة أنحاء الجسم وخاصة العين كما يؤثر على أعصاب الجسم بما فيها أعصاب العين.

ولكن عند زيادة مستوى السكر بالدم عن الحدود الآمنة ، فان ذلك يؤدى لتعرض العين إلى مخاطر فى مناطق مختلفة ،حيث يعتبر السكر من الأسباب المباشرة لحدوث التهابات متكررة بالجفن ، وحدوث تجمعات صديدية عند منبت الرموش ،كما ان ترسيبات الدهون على سطح الجفون يعتقد أنها مرتبطة بوجود السكر.

وإذا اقتربنا اكثر سنجد أن مرض السكر يعتبر أحد الأسباب المعروفة لحدوث التحلل المتكرر في الخلايا السطحية للقرنية ، كما أن السكر من الأمراض القليلة التي تسبب المياه البيضاء الشيخوخية ولكن في سن مبكرة ، ومن أخطر المشاكل الناجمة عن خطورة مرض السكر على اليعين سنجد انه يتسبب فى إحداث نزيف في الخزانة الأمامية وإرتفاع في ضغط العين وذلك نتيجة الإهمال فى العلاج ، كما ان العصب البصري يعد أكثر أجزاء العين تأثرًا بالسكر حيث يتكون شعيرات دموية ضعيفة على سطح الشبكية وهذه الشعيرات عرضه لحدوث انفجار ونزيف على سطح الشبكية أو بالجسم الزجاجي.

والمشاكل السابق ذكرها يمكن أن تؤدى إلى حدوث انفصال شبكي وفقدان القدرة على الإبصار..حيث يبدأ المريض في الشعور بتغير في حدة الإبصار خلال اليوم الواحد من تحسن في الرؤية إلى تدنى ثم إلى تحسن حسب نسبة السكر وذلك بسبب تأثر عدسة العين بالتغيير في نسبة السكر في الدم ، كما يشعر المريض خلال الشهور المتتالية بتدهور تدريجي في النظر وذلك نتيجة لحدوث إرتشاح ونزيف بشبكية العين ، وظهور أوعية دموية جديدة غير طبيعية مما قد يؤدى إلى نزيف بالجسم الزجاجي و إنفصال شبكي في بعض الأحيان ، وأحيانًا يتسبب في الإصابة بالمياه الزرقاء (الجلوكوما) وقد ينتهي الأمر بفقد القدرة على الإبصار.

وحتى لانثير القلق فى نفوس المرضى ، يجب أن نوضح أن سبب كثافة مترددي مرضى السكر على عيادات الرمد في مصر، يعود الى التأثير الشديد لمرض السكر على العين مما أدى الى ضرورة توافر سجل للتاريخ المرضى للحالة يمكن من خلاله متابعة المريض بشكل دوري، وهومايتطلب المتابعة المستمرة للسكر وفحص العينين بشكل دوري ومنتظم لمتابعة الاعتلالات الشبكية السكرية .

وهنا من الضروروى أيضا متابعة الشبكية من قبل مرضى السكر لعدم الوصول الى مراحل متأخرة لصعوبة علاج تلك الاعتلالات وأحيانا استحالة وجود تحسنات فى حالة الوصول لذلك .

كما انه من الضرورى نشر الوعي الطبي من خلال الندوات والمؤتمرات وذلك لنشر الثقافة الوقائية ودورها فى الاكتشاف المبكر لمضاعفات مرض السكر وتأثيره على العين وضرورة الالتزام بإجراء الفحوصات الدورية بأحدث التقنيات.

وفيما يتعلق بطرق علاج الاعتلالات الشبكية لدى مرضى السكر ، سنجد أن علاج ارتشاحات الشبكية قديما كان يعتمد على الليزر الحراري لتجفيف الارتشاحات ولكن تبين ان له اثار جانبية على العين وهي إمكانية فقدان حدة الإبصار.

ولكن بتطور التقنيات نسبيًا تم الوصول الى حقن مادة الكورتيزون داخل العين والتي وجد لها أيضا آثار سلبية وهى تكوين مياه بيضاء داخل العين واحتمالية ارتفاع ضغط العين وتكون المياه الزرقاء.

و بالبحث تم التوصل حديثا إلى تقنية لعلاج ارتشاحات الشبكية وتتلافى ظهور الآثار الجانبية السابق ذكرها وهى تقنية الحقن الدوائي أو الحقن الكيميائي وهو إحد الطرق المكتشفة حديثًا والتي يمكن من خلالها علاج تلك الارتشاحات وعودة المريض الى الرؤية الجيدة بدون حدوث آثار جانبية وبدون التعرض لأى نوع من الألم أثناء إجراء عملية الحقن.

وحتى الان لم تتمكن الأبحاث من الوصول الى حقنه واحده من الحقن الدوائي تؤدى الى القضاء نهائيًا على الارتشاحات ، وانما يلزم الحصول على عدة جرعات من الحقن والفحص من خلال الاشعة المقطعية للعين للوصول الى نتائج مرضية.

فى النهاية ، يجب ان تكون الحملة القومية القادمة ، هى الوقاية من مرض السكر ..ومعرفة تأثيره على العين " واعتقد ان هذه الحملة ستؤتى ثمارها ، خاصة وان معظم مرضى السكر لايدركون انه قد يؤدى فى النهاية الى اصابتهم بالعمى .

كاتب المقال

استاذ طب العيون بالقصر العيني



-