الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نورهان البطريق تكتب: إن المحب بمن يحب رحيم‎

صدى البلد

أستطيع أن أتكيف مع كل عيوبك، وأن أجملّ نواقصك، واحتمل نوبات غضبك، أتحمل غيابك لفترات، ولكن سمة واحدة فحسب ،قد تجعلني ألقي بهذه العلاقة عرض الحائط دون أن يرمش لي جفن، أو دون أن يتسلل بداخلي ندم: القسوة.

مهما بلغ حبك بداخلي أقصاه ،يمكنني أن أدير ظهري إليك ، أينما إلتمستها في طبائعك. لأن القسوة كفيلة أن تشوه جمالًا ، وأن تنسف ودًا ، وتحطم حبًا وتقطع وصالًا .مهما كنت تملك من الصفات الطيبة ،فإن الجحود خصلة قادرة أن يجعل الآخر يفر منك هاربا دون تردد، تاركا مميزاتك خلف ظهره دون أن يلتفت إليها ، فما إن شعرت بالجبروت نحو أحدهم حتي هجرته سريعا ، لأن سوء المعاملة سرعان ما يقلب الحب إلي كراهية، ويصيب الشعور في مقتل.

القسوة: تعنى أنك قادر أن تغط في نوم عميق مدركًا أن طرفك الآخر سيجافيه النوم طيلة ليلاه دون أن تكترث. أن يبكِ أمامك بينما تبقي ملامح وجهك جامدة. أن يضعف بينما تظل متحلّيا بصلابتك. أن يشكو فتتهمه بالنكد بينما كان في أشد الحاجة إلي أن ترخي له كتفك ليسند رأسه . أن ينتحب فتصب عليه عتابك، بينما كان يحاول أن يخبرك أنه يرغب في عناقك. أن تتحدث إليك فتتهمه بالثرثرة بينما كان يرغب في أن يتسع له صدرك فتسمعه .

من يملك شريك يتسم بلين القلب،كأنه إمتلك كنز من كنوز الدينا، فقد يتغافل أحدهم عن أخطائه من أجل لين قلبه،وقد يتنازل عن أبسط متطلباته في سبيل أن يرأف بمشاعره ويراعيها. نادر من يتراجع عن قراره حتى لا يلمح دمعة في عين أحدهم، ويتغاضي عن حقوقه حتى لا يسبب وجعا له ،يلتمس له العذر دون أن يطلب منه الغفران.