الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

صناعة الحلم المصرى.. وأمل صعود أقدم أمة


الحرية ان تخرج من دائرة تأييد الاشخاص الى تأييد المبدأ والافكار.. لا أعرف حقيقة من قال تلك المقولة.. لكننى وجدتها تعبر عن تلخيص ذكى لدوافع المصريين وقناعاتهم الواعية في صناعة المستقبل عبر المشاركة في الاستفتاء على تعديلات الدستور .. ورغبتهم في استمرار الانطلاقة الحالية للدولة المصرية.. و تطهير الدولة و المؤسسات من خدم أهل الشر والفاسدين والمحتكرين.

صوت جموع المصريين فى صناديق الاستفتاء بالخارج والداخل سيظل شاهدًا على أن إرادة المصريين تفرض نفسها بقوة لا تعرف الضعف.. ولا تتأثر بالإعلام المأجور والحملات المسمومة لكارهى الدولة المصرية وزعيمها الذين دفعوا أموالا كثيرة لإقناع المصريين بشيطنة التعديلات الدستورية حتى يقاطعون الاستفتاء.

وستظل مشاهد المصريين أحفاد أقدم و أعرق حضارة إنسانية على وجه الأرض أمام لجان الإستفتاء محل فخر وإعتزاز ودليلًا دامغًا على عظمة أمتنا التى قدم أغلى أبنائها الدماء كى نعبر سويًا نحو المستقبل الذى نريده لبلادنا الحرة والمستقلة.. و ذهاب أهل مصر للتصويت يعبر عن اختيار مصلحة الوطن ورغبة الشعب فى إنجازات غير مسبوقة فى التنمية بكل أوجهها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.

مشاركة الشعب المصري في هذا الحدث القومى فى طوابير كانت أفضل مليون مرة في ان يكونوا ضمن طوابير اللاجئين لا قدر الله .. مشاهد واعية تعكس مساهمة الشعب فى رسم مستقبل وطنه ومساندة الدولة على استكمال مشوار البناء والتطوير وتحقيق الاستقرار بهذه الفترة الحرجة من تاريخ مصر والاضطرابات الكبرى في المشهد العالمى.

الذين ذهبوا الى لجان الاستفتاء انحازوا لمشروعات التعمير وتطوير خدمات الصحة والتعليم وبناء إقتصاد قوى و مجتمع رقمى والحرب على الاهمال والفساد والاحتكار وتقوية الصناعة الوطنية وتحقيق الأمن الغذائي.. الذين ذهبوا الى لجان الاستفتاء يؤمنون أن اقوى اسلحة مصر ومصدر قوتها هو التفاف الشعب مع الدولة حول القيادة المصرية.. انها الإرادة الشعبية الحرة التى أصرت على دولة مدنية حديثة.. لا فساد فيها ولا حكم دينى يختزل الوطن فى جماعة استعمارية صنعها أهل الشر لهدم الدين والدول العربية والإسلامية لصالح إسرائيل .

أصوات الشعب المصرى رسالة للعالم من احفاد ادريس وأبناء إيزيس وبناة حضارة كيمت أنهم يشعرون بالمسئولية تجاه وطنهم في تلك الفترة العصيبة من حاضر أقدم أمة فى التاريخ .. و أنهم ينحازون الى حلم الصعود المصرى وسط الدول العظمى فى العالم.. و أنهم يلفظون المنبوذين الذين لم يشاركوا في ثورة 30 يونيو ضمن الجماعة الوطنية التى قررت التمرد على تبعية حكم جماعة الإخوان الاستعمارية.

وتمثل التعديلات الدستورية خطوة علي الطريق نحو مصر الجديدة علي أسس حضارتها القديمة العظمي بهوية وطنية خالصة.. بعد أن ظلت مستعمرة أجنبية لمدة 3000 سنة عدا مرحلة الفتح الإسلامي … وبعد اكتمال حرب التحرير السياسي التي بدأت بثورة 23 يوليو ..ثم التحرير السيادي بثورة 30 يونيو …حتي عام 2013 كانت مصر تابعة في قرارها إما للشرق أو الغرب.

مصر الجديدة تمثل التاريخ القادم و استعادة الهوية المصرية أم الحضارات ..وهى التمرد علي فكر الاستعمار الغربي السياسي .. الفكر الذي احترق علي عتبات الشانزليزيه بأيدي شعب يفترض أنه أرقي شعوب الأرض فإذا به لا يختلف عن شعوب متخلفة في احتجاجه الهمجي علي الرئيس الذي اختاره بأصواته ثم اكتشف فجأة أنه تابع لى روتشيلد الماسوني شريك جورج سورس ممول نشطاء ثورات الربيع العبرى في الشرق الأوسط.

مصر الأن فى تحدي شرس واختبار حقيقي امام القدس وطرابلس والخرطوم دوائر أمننا القومي المباشر ومن قبلهم القاهرة نفسها.. الموقف فى الدول الثلاثة خطير بعد أن تعددت أشكال وأنماط الأسلحة المستخدمة فيه لخدمة الحرب المسلحة فى ليبيا والحرب النفسية للدق على الأعصاب فى الجزائر والحرب الاقتصادية بالسودان.

مشكلة محيرة فى مثلث استراتيجى خطير معبأ بكل أدوات الفوضى وعدم الاستقرار فى ليبيا والسودان والجزائر يستوجب منا أن تكون عيوننا مفتوحة لكن مصر قادرة بعون الله على أن تتعامل مع هذا المأزق لحماية ذاتها ومساعدة أشقائها.. وأظن أنها قد بدأت بالفعل!.

والمشهد الحالى يطرح سؤالا مصيريا: هل انتهت مرحلة المهادنة بين مصر ومن أراد استبدال خطوط وحدود سايكس بيكو بحدود الدم أم هناك مزيدا من الوقت ؟

التغيرات في الأوضاع العالمية وموازين القوى والنفوذ علي اشدها هذه الأيام ..كل المحللين الغربيين والشرقيين متفقون علي انها أوقات غايه في الخطورة والأمريكيون منهم يتكلمون عن الحرب.. و يخطط الماسونيون لـ" عملية راية خادعة" عبر مناوشات تسفر عن وقوع احد الصواريخ الفلسطينية وهدم المسجد الأقصى ..و لن يتمكن احد من البرهنة عليها وبذلك يكونوا قد فتحوا المجال لبناء المعبد الثالث إيذانًا بقدوم المسيخ الدجال .

المحافظون الجدد الان علي وشك الدخول في حرب مع روسيا إما في فنزويلا او كوبا او إيران او في أوكرانيا. وغالبًا سيحاولون ان تكون أوكرانيا .. والرأى العام الإسرائيلى بات مقتنعًا بأولوية فرض المرحلة الثانية من التوسع الإسرائيلى وتجاوز حدود فلسطين بكاملها لبناء دولة إسرائيل بحدودها التوراتية.. وتصعيد أمريكى إيرانى غير مسبوق .

اني اريد ان يبقي السيسي وفريقه أصحاب العقول النابهة ومجلس الحكماء الفترة القادمة لان العالم علي حافة الهاوية.. وتلك أوقات خطر تتطلب قائدا قويا ذا عزيمة ورؤية لينجو بالامة العريقة من الخطر إلى بر الأمان.

الرئيس عبدالفتاح السيسي انتشل مصر من مستنقع الدول الفاشلة حيث كانت على وشك الإفلاس.. وخلال الـ 5 سنوات الماضية انجز لم يحدث في مصر خلال 60 عامًا ماضية.. ويبنى حاليا الدولة المصرية الحديثة.. ويسير على أجندة عمل محددة المهام والتوقيتات والآليات في سبيل الوصول لمصر 2030.

ان استمرار قائد مصر الحالى هدف أسمي ومصلحة قومية عليا للوطن بسبب التحديات الحالية والأهمية الاستراتيجية لتنفيذ رؤية 2030.. فالحكم لله يولي من يشاء .. ومن يعترض عليه ان يعمل في الشارع ويخلق بديلا قويا قادرا على منافسة هذا الرئيس فى أول انتخابات رئاسية قادمة عام 2024.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط