قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

حكاية لوحة.. الصرخة تصور الخوف والقلق عند إدفارت مونك



رسم الفنان النرويجي إدفارت مونك، لوحة "الصرخة"، التي تعتبر ثاني أشهر لوحة بعد الموناليزا، وهي تصور الخوف والقلق الوجودي عبر تموجات من حمرة السماء وزرقة البحر وسواده، وينضم إليهما مونش، بملامح مرعبة تشبه جمجمةً بعد الموت، صارخًا فوق جسر وكأنه جزء من تلك الموجات ذات الرهبة، وكأنهما يعبران عن اضطراب الطبيعة وهو يرمز إلى اضطراب البشر النفسي.

وترمز اللوحة إلى ذروة القلق، أي إلى النقطة النهائية لانكسار الروح، وفي النسخة الثانية من اللوحة، وهي التي أصبحت مشهورة جدّا في ما بعد والتي تُقدّر قيمتها اليوم بأكثر من أربعين مليون جنيه إسترليني، اختار مونك أن يرسم الشخص ذا الوجه الطفولي والذي لا يبدو إن كان رجلا أو امرأة واقفا أمام طبيعة تهتزّ بعنف وهو يحدّق في الناظر، فيما يطبق بيديه على رأسه الشبيه بالجمجمة ويفتح فمه بذهول ويأس.

وقد كتب إدفارد مونك في مذكّراته شارحا ملابسات رسمه لهذه اللوحة: "كنت أمشي في الطريق بصحبة صديقين، وكانت الشمس تميل نحو الغروب عندما غمرني شعور بالكآبة، وفجأة تحوّلت السماء إلى أحمر بلون الدم، توقفت وأسندت ظهري إلى القضبان الحديدية من فرط إحساسي بالإنهاك والتعب، واصل الصديقان مشيهما ووقفت هناك أرتجف من شدّة الخوف الذي لا أدري سببه أو مصدره، وفجأة سمعت صوت صرخة عظيمة تردّد صداها طويلا في أرجاء المكان".

وقد ظهرت حكايات عديدة تحاول تفسير ما حدث لـ مونك في تلك الليلة المشهودة، بعض المحلّلين استوقفهم بشكل خاصّ منظر السماء في اللوحة وقالوا بأن هالة ما أو غسقا بركانيا قد يكون صَبَغ السماء والغيوم باللون القرمزي في ذلك المساء، ويحتمل أن يكون ذلك المشهد قد ترك تأثيرا انفعاليا دراماتيكيا على مونك.

ويصف كثير من النقاد لوحة الصرخة بأنها «أيقونة الفن الحديث»، وأن تأثيرها يوازي تأثير لوحة الموناليزا في عصرها، وقد رسم إدفارد مونش أربع نسخ مختلفة من لوحة الصرخة في الفترة بين عامي 1893 و1910، وقد بيعت إحداها بنحو 120 مليون دولار في مزاد علني عام 2012 في لندن.