الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هكذا تصنع قطر وتركيا أجيالا جديدة من الإخوان

قطر وتركيا تصنعان
قطر وتركيا تصنعان أجيالا جديدة من الإخوان

نشرت قناة "العربية" السعودية تقريرا يكشف ما يقوم به نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ونظام الحمدين في قطر، بنشر فكر جماعة الإخوان الإرهابية عن طريق تدريسه بمدارس اللاجئين، لإخراج أجيالا جديدة من المتطرفين.

وقالت "العربية" في تقريرها إن أنقرة والدوحة لم تكتفيان بتمويل أشخاص من الفرع السوري لجماعة "الإخوان المسلمين" كما هي الحال بالنسبة للمعارض السوري البارز نذير الحكيم، الذي تلقى مبالغ طائلة من الدوحة، بحسب ما رود بكتاب "أوراق قطر" الصادر منذ مطلع الشهر الماضي، بل توجهت العاصمتان لتمويل جماعي لمؤسسات مدنية وذلك لتحقيق غايات خاصة.

وأضافت أن أنقرة دعمت بجانب الدوحة، خلال السنوات الماضية، مئات المدارس السورية على أراضيها، لا سيما في المناطق الجنوبية على الحدود مع سوريا التي يعيش فيها مئات الآلاف من اللاجئين السوريين، ويشترط عدد منها بحسب شهادات ذوي الأطفال الذين يتلقون تعليمهم فيها، ارتداء الطالبات الصغيرات للحجاب.

وأوضحت أن تركيا تستخدم بعض تشكيلات المعارضة السورية كواجهة لتمويل مثل تلك المشاريع التي تتبنى إيديولوجية الإخوان، بالإضافة إلى تعليم الأطفال السوريين اللغة التركية كلغة أساسية ضمن مناهجهم الدراسية.

وكشف مدرس بمدرسة ابتدائية سورية بمقاطعة شانلي أورفا لـ"العربية" عن أن المدرسة التي يدرس بها تتلقى تمويلا مباشرا من قطر عبر رجل دين سوري، مضيفا "المدرسة تتلقى تمويلًا إضافيًا من أنقرة في بعض الأحيان عبر مؤسسات مدنية سورية". ولم يذكر المدرس اسمه خوفا من الملاحقة.

وتختص هذه المدارس بالتعليم للمرحلة الابتدائية من الصف الأول إلى الرابع، وتهتم بالمناهج الدينية واللغة التركية إلى جانب اللغة العربية كلغة ثانوية، كما تنتشر أيضا في تركيا مدارس سورية للمرحلة الإعدادية والثانوية، إلا أن السلطات التركية لا تعترف بشهاداتها وتشترط أن يخضع الطلبة السوريون الراغبون بالالتحاق بالجامعات التركية لامتحان قبول إضافي.

وكشفت مصادر مطلعة لـ"العربية" عن أن الهدف من هذه المدارس هو نشر أيديولوجية الإخوان المسلمين بين التلاميذ، إضافة لتعليمهم اللغة التركية. ويتضح من ذلك أن أنقرة تحاول توسيع مشروعها الإخواني هذا مع قرارها الأخير.

وتزامنا مع بداية العام الدراسي المقبل، تنوي تركيا إلغاء كافة المدارس السورية على أراضيها ودمجها مع مؤسسات التعليم التركية دون أن تعلن أسباب هذا القرار.

وقد تقلصت أعداد المدارس السورية بنسبة كبيرة مع بداية العام الدراسي الحالي. وأرجح بعض مديري هذه المدارس تقليص عددها بـ "انخفاض الميزانية التركية المخصصة لتمويل مدارسهم" بالتزامن مع الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد.

وأدى انخفاض أعداد المدارس السورية إلى توجه السوريون في المرحلة الإعدادية لتلقي التعليم في مدارس "الإمام والخطيب" التركية التي تتوزع في مختلف أنحاء البلاد، وهي مدارس غير مختلطة غالبا وتهتم بالشرعية والعلوم الدينية بالدرجة الأولى وتقدم مبلغا ماليا رمزيا يتراوح بين 15 و20 دولارا أمريكيا لكل من يلتحق بصفوفها مما يزيد من نسبة الطلبة السوريين نتيجة الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشها معظمهم في تركيا.

وأوضح عدد من أهلي الطلبة السوريين لـ "العربية": "أبناؤنا مرغمون على الدراسة في هذه المدارس نتيجة أوضاعنا الاقتصادية السيئة"، كما أن هناك أيضا طلبة آخرون يلتحقون بمثل هذه المدارس بشكل طوعي بناء على رغبتهم.

وسميت تلك المدارس بـ"الإمام والخطيب" نظرا لعدد الأئمة والخطباء الكبير الذين تخرجوا منها، كما أن الرئيس التركي الحالي كان قد تلقى تعليمه فيها.