الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ذراع أنقرة الناهش في جسد حلب.. من هو أبو محمد الجولاني منفذ أجندة القاعدة وتركيا في سوريا

أبو محمد الجولاني
أبو محمد الجولاني يتوسط اثنين من عناصر جبهة النصرة

ربما لم يعلم كثيرون عن دور القرامطة وما أفسدوه في الأرض خلال عصر الدولة العباسية، وما فعلوه في العباد والبلاد التي عاثوا فيها الفساد، والذين وصل تخريبهم إلى احتلال الكعبة المشرفة وسرقة الحجر الأسود، ألا وإن كان لكل زمان قرامطته فإن جبهة النصرة أو ما تعرف بهيئة تحرير الشام قرامطة هذا العصر.

خلال الساعات الماضية، دعا قائد تنظيم جبهة تحرير الشام والمعروفة باسم جبهة النصرة التي تشكل ذراع القاعدة في سوريا، دعا الفصائل الموالية لأنقرة بفتح جبهات قتال ضد قوات الحكومة السورية، بعد أن اشتد الخناق على تلك الجبهة في المناطق التي تكثف القوات السورية بدعم من الطيران الروسي القصف عليها في ريف إدلب وريف حماة الشمالي.

الجبهة التي يتولى قيادتها الإرهابي أبو محمد الجولاني، لم تجد أحدا يدعمها أفضل من العناصر والميليشيات المسلحة المدعومة من تركيا والمعروفة باسم "درع الفرات" لطلب المساعدة منها وقيامها بعمليات تخفف حدة الضغط الذي تتعرض له جبهة النصرة في مناطق ريف إدلب وريف حماة الشمالي، والتي تحصل على دعم كامل من النظام التركي لتنفيذ المخططات التركية في سوريا.

«الجولاني» الذي ولد في قرية الشحيل التابعة لدير الزور بسوريا، والذي ترك دراسة الطب في جامعة دمشق لينضم إلى فرع تنظيم القاعدة في العراق عقب الغزو الأمريكي عام 2003، حتى أصبح مواليا لأيمن الظواهري قائد تنظيم القاعدة، والذي يلقبه بشيخ المجاهدين، لم يخجل أن يطلب من أتباع تركيا في سوريا تقديم الدعم له استمرار للدعم المستمر من أنقرة لجميع الميليشيات التخريبية في سوريا.

بعد أشهر من اندلاع الاحتجاجات في سوريا ضد نظام بشار الأسد، عاد الجولاني إلى سوريا في شهر أغسطس عام 2011 مبتعثا من تنظيم القاعدة لتأسيس فرع له في البلاد يمكنه من المشاركة في القتال ضد الرئيس السوري بشار الأسد.

وفي 24 يناير 2012 أصدر الجولاني بيانا أعلن فيه تشكيل «جبهة النصرة لأهل الشام» ممن سماهم «مجاهدي الشام»، واتخذ من بلدته «الشحيل» منطلقا لعمل هذه الجبهة، كما دعا في بيانه السوريين إلى الجهاد وحمل السلاح لإسقاط النظام، حتى أصبح من يومها المسؤول العام لجبهة النصرة.

حين أعلن أبو بكر البغدادي، في 9 أبريل 2013، إلغاء اسمي «دولة العراق الإسلامية» و«جبهة النصرة» ودمج التنظيمين، باعتبارهما يمثلان القاعدة الأم، في كيان جديد يسمى «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، رفض الجولاني، وأعلن بيعته للقيادة المركزية لتنظيم القاعدة بقيادة الظواهري، قائلا: «هذه بيعة منا أبناء جبهة النصرة ومسؤولهم العام نجددها لشيخ الجهاد الشيخ أيمن الظواهري حفظه الله ونبايعه على السمع والطاعة».

اليوم، وبعدما وسعت القوات السورية من نشاطها لاستعادة أراضيها المستولى عليها من قبل المليشيات المسلحة الموالية لتنظيم القاعدة والموالية لتركيا، لم يجد «الجولاني» أمامه إلا الإعلان الكشف عن العلاقة بين تنظيمه الإرهابي وأنقرة، قائلا: «بعض الفصائل الموجودة في درع الفرات -الموالية لأنقرة- والمنطقة هناك، بإمكانهم أن يخففوا علينا ويفتحوا عملًا على حلب، لما لديهم محاور مع النظام، وتشتيت العدو وفتح أكثر من محور يصب في صالحنا».