الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الهدوء يخيم على إندونيسيا بعد ليلة دامية.. نتائج الانتخابات تشعل الخلافات بين محتجين وقوات الأمن.. اعتقال 300 شخص على يد الشرطة.. والمحكمة تنظر دعوى الطعن في الانتخابات

الاشتباكات مع المتظاهرين
الاشتباكات مع المتظاهرين

-الشرطة تعتقل مئات الاندونيسيين
-دعوى قضائية للطعن على نتيجة الانتخابات
-إصابة أكثر من 300 شخص في اشتباكات بين الامن ومحتجين


عاد الهدوء إلى شوارع العاصمة الإندونيسية جاكرتا يوم الخميس بعد ليلة ثانية من الاشتباكات بين قوات الأمن ومحتجين غاضبين من نتيجة الانتخابات التي أجريت الشهر الماضي وفاز فيها الرئيس جوكو ويدودو بولاية ثانية.

جاء ذلك بعدما تحولت مناطق وسط العاصمة إلى ساحة قتال استُخدم فيها الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي والحجارة والمفرقعات. وحطم متظاهرون الأرصفة ودمروا لافتات وأضرموا النار في أكشاك لبيع طعام وموقع أمني.

جاءت الاضطرابات بعد تأكيد المفوضية العامة للانتخابات في وقت مبكر يوم الثلاثاء فوز ويدودو على منافسه الجنرال السابق برابو سوبيانتو في الاقتراع الذي أجري يوم 17 أبريل.

وبدأ العنف مساء الثلاثاء وأدى إلى مقتل ستة أشخاص. وقال مسؤولون إن اثنين آخرين قتلا مساء الأربعاء.

وقال حاكم جاكرتا أنيس باسويدان إن من بين القتلى ثلاثة مراهقين وإن 737 شخصا أصيبوا في أعمال شغب تركزت في حي تاناه أبانج بوسط العاصمة.

وذكرت وكالة أنتارا الرسمية للأنباء أن ثلاثة مستشفيات قدمت علاجا لإصابات أكثر من 350 شخصا.

وقالت الشرطة الإندونيسية يوم الخميس إن رجلين اعتقلتهما لارتكابهما أعمال شغب هذا الأسبوع ينتميان لجماعة بايعت تنظيم الدولة الإسلامية وكانا يعتزمان "الجهاد".

وقال محمد إقبال المتحدث باسم الشرطة الوطنية "خرجا بنية الجهاد خلال احتجاجات 21 و22 مايو". وأضاف أنهما ينتميان لجماعة تدعى (جاريس) والتي بايعت تنظيم الدولة الإسلامية.

لكن أعداد المحتجين تراجعت كثيرا خلال الليل وقال المتحدث باسم الشرطة ديدي براسيتو إنهم تفرقوا تماما بحلول السابعة صباحا (0000 بتوقيت جرينتش).

وعاد الضجيج المصاحب لحركة المرور من جديد لوسط المدينة يوم الخميس بعد هدوء ساد الشوارع يوم الأربعاء مع ابتعاد الموظفين الإداريين عن المنطقة. ورفع عمال الحطام.

وحظي ويدودو بتأييد أكثر من 85 مليونا من إجمالي 154 مليون ناخب أدلوا بأصواتهم في الانتخابات لكن سوبيانتو قال إنه يعتقد بحدوث "غش ومخالفات جسيمة" ورفض الإقرار بالهزيمة.

وقالت وكالة معنية بمراقبة الانتخابات إنه لا يوجد دليل على حدوث غش ممنهج. وذكر مراقبون مستقلون أن الانتخابات كانت حرة ونزيهة.

وفي مناطق أخرى بإندونيسيا، قالت وسائل الإعلام إن حشدا أحرق مركزا للشرطة في جزيرة مادورا شمال شرقي جزيرة جاوة، وأُضرمت النيران في موقعين للشرطة في بونتياناك على جزيرة بورنيو.

* "مصرون على إحداث الفوضى"


قالت الشرطة إن عدد المعتقلين بسبب أعمال الشغب ارتفع إلى 300 شخص.

وقال إقبال يوم الأربعاء إن الشرطة عثرت على أظرف تحتوي على نقود مع بعض الأشخاص الذين فتشتهم، مشيرا إلى وجود محرضين وراء الاضطرابات.

وأضاف "هذه ليست واقعة من قبيل الصدفة وإنما أمر مخطط له. هناك مؤشرات على أن الغوغاء يتلقون مالا ومصرون على إحداث فوضى".

وحث سوبيانتو في مقطع فيديو نشره على حسابه على تويتر في وقت متأخر من مساء يوم الأربعاء أنصاره على التفرق بشكل سلمي.‭f‬

وقال "أتوسل إليكم أن تعودوا إلى منازلكم لترتاحوا وتتجنبوا أي أفعال قد تنتهك القانون".

واتهم حزب حركة إندونيسيا العظيمة (جيريندرا) الذي ينتمي إليه سوبيانتو السلطات بمحاولة إلقاء اللوم عليه في أعمال الشغب.

* طعن قضائي


قال أندري روسيادي المتحدث باسم حزب (جيريندرا) إن دعوى قضائية ستُرفع إلى المحكمة الدستورية يوم الجمعة للطعن على نتيجة الانتخابات التي أفادت بحصول ويدودو على 55.5 بالمئة من الأصوات مقارنة مع 44.5 بالمئة لمنافسه.

ويقول محللون إن هامش الفوز الكبير لويدودو يعني أن المعارضة لا تملك حجة قوية تدعم مزاعم تزوير الانتخابات، لكن بإمكانها الاعتماد على الغضب من النتيجة في قطاع كبير من أنصار سوبيانتو الإسلاميين.

ورفعت الحكومة عدد أفراد الشرطة والجيش المنتشرين في أنحاء جاكرتا إلى 58 ألفا وحجبت مؤقتا بعض الخصائص على مواقع التواصل الاجتماعي لمنع انتشار أخبار كاذبة قد تزيد الاضطراب.

وعرضت الشرطة في مؤتمر صحفي أشخاصا تشتبه بهم يرتدون ملابس برتقالية فضلا عن قنابل حارقة وسهام ومناجل ونقود في أظرف.

وعرض قائد الشرطة تيتو كارنافيان على الصحفيين بندقية قناص مع كاتم للصوت ومسدسين وقال إنها ضُبطت مع أشخاص قبل الشغب بأيام.

وأضاف "هناك مسعى للتحريض وإسقاط شهداء وإلقاء اللوم على السلطات وإثارة الغضب العام".