الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من خط بارليف لـ روض الفرج .. صورتان بينهما 46 سنة لصاحب علامة النصر فى حرب أكتوبر

بد الرحمن القاضي
بد الرحمن القاضي بطل حرب اكتوبر

توفي أمس البطل عبد الرحمن القاضي بمسقط رأسه في محافظة سوهاج، وهو صاحب أشهر صورة في حرب أكتوبر المجيدة أثناء عبور القوات قناة السويس في اتجاه سيناء.

انضمامه للقوات المسلحة
التحق البطل عبد الرحمن القاضي بالتجنيد في الرابع من أكتوبر من عام 1967 بسلاح المدرعات، بعدها انضم للكتيبة 212 الفرقة 19 مشاة، التي كان مقرها آنذاك بالكيلو 16 طريق القاهرة السويس، كما خاض البطل حرب الاستنزاف.

روي البطل في تصريحات صحفية سابقة ما عاصره في حربي الاستنزاف وأكتوبر قائلا: "كانت حرب الاستنزاف قاسية جدا، كنا تقريبا بشكل يومى نتعرض لقصف بالطائرات أو المدفعية، ورغم ذلك كنا نمارس حياتنا بشكل عادى، وكنا نغسل ملابسنا وننشرها على الرمال، ونصلى فرادى أو جماعة".

وعن يوم العبور العظيم قال: "كنت أتعجب من رسائل اللاسلكى، وتلك المعلومات التى تنقل، رغم أن العدو يتنصت، لكنى عرفت بعد ذلك أنها كانت من أساليب الخداع، ووصلنا لساعة الصفر وهي الساعة 2 ظهرا".

وأضاف: "لم نعبر نحن إلا بعد إنشاء الكبارى وفتح ثغرات في الساتر الترابي، وكان المشهد يجعل الدموع تنهمر من عيوننا ويجعلنا نتشوق للعبور في هذه اللحظة، مشهد علم مصر المرفوع والمرفرف على الجبهة الشرقية أمامنا، لقد اعتدنا رؤية العلم "الملعون"، علم إسرائيل أمامنا طوال السنوات الماضية، ولك أن تتخيل شعورنا حينما أصبح علم مصر، هو المرفوع أمامنا ، شعور لا يوصف".

وتابع: "عبرنا في اليوم التالي لبداية الحرب، صباح 7 أكتوبر، حين عبرنا كان موجود على الضفة الشرقية مراسلين حربيين يرتدون زيا مدنيًا ومعهم كاميرات، لقد تعجبنا من وجودهم قبلنا وكيف عبروا في أتون الحرب المشتعل، ولقد التقطوا العديد من الصور لنا فور عبورنا ورصدوا مشاهد فرحتنا بالعبور وتحمسنا لما هو آت من قتال".

وأكمل: "تحركنا إلى داخل أرض سيناء الحبيب، وتوجهنا بدباباتنا الى منطقة تسمى "الجباسات" و لم نمكث هناك ساعات، إلا و جاءت لنا الاوامر بالتحرك الى نقطة "عيون موسى" شديدة التحصين، يصل سمك سقفها إلى ٩ أمتار، وتعمل أبوابها الحصينة بتحكم كهربائى، وكانت تحتوى حتى على سينما للترفيه عن جنود العدو،عندما وصلنا "عيون موسى" وتمركزنا فيها، كنا محافظين على صيامنا رغبة في الموت صائمين، حيث كان كل منا يعتبر نفسه ميتا ما لم يثبت العكس".

وكشف: "كنا نصلى كثيرا بالأحذية "البيادة " ومتيممين ، وأذكر أنه أثناء تيممي ذات مرة أن رفعت يدى عن الأرض فإذا بشظية من جراء قصف العدو، ولو كنت أبطأت يدى في الحركة للحظات لكانت قد بترتها الشظايا، ووددت أن أعود سريعا للخندق، لكننى بالعناد أكملت تيممي بوضع يدى في نفس موقع مسار الشظية، ثم عدت إلى خندقي لنصلى".

واختتم: "لقد عبرت كتيبتي في 33 دبابة، ورجعنا 33 دبابة ، لقد استشهد من كتيبتي اثنان فقط من الضباط واثنان من الجنود إضافة لجندي واحد مفقود".