الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

صحف الكويت: لسنا بهذه السذاجة يا إيران.. بعد تهديدات ترامب.. طهران تعرض عدم الاعتداء على الخليج

صحف الكويت
صحف الكويت

ركزت الصحف الكويتية الصادرة صباح اليوم الاثنين، الموافق 27 مايو 2019، على الأزمة الإيرانية وما تشكله من سيناريوهات محتملة من تهديد مرعب لمنطقة الخليج واستعرضت كذلك محاولة طهران للمهادنة مع الخليج دون فتح العديد من الجبهات في نفس التوقيت ضدها ومحاولة تكثيف جهودها لمواجهة عدو واحد وهو الولايات المتحدة الأمريكية

وفي صدرها، عنونت صحيفة « القبس» افتتاحيتها بـ «لسنا بهذه السذاجة.. يا إيران! » وقالت تحته شهدت المنطقة لحظة تاريخية غير مسبوقة تستحق الوقوف عندها في مصارحة مباشرة لا ريب فيها، إذ لم يعد الكلام الدبلوماسي المعسول ينفع مع إيران، والمواربة في الموقف أسوأ ما يمكن لنا هذه الأيام الحرجة والمصيرية.

وأوضحت أن حكومة طهران تقترح على لسان وزير خارجيتها محمد جواد ظريف إبرام اتفاقية «عدم اعتداء» مع الدول الخليجية، ويصل إلى البلاد نائبه عباس عراقجي اليوم في جولة خليجية تشمل قطر وعمان، حاملًا هذه الرسالة التي ظاهرها صدق نوايا وباطنها فخ دهاء مكشوف بالنسبة إلينا.

وردت الصحيفة: نقول لظريف وعراقجي وحكومتهما - هل تتوقعون منا حسن النية وتصديق ما تقترحونه كما لو أن شيئًا لم يكن؟! هل تعتقدون أننا بهذه السذاجة لنفتح أذرعنا مبتهلين ومهللين متغاضين عما مضى وما حضر؟

وأضافت: لدينا قضايا شائكة عالقة مثل اكتشاف خلية تجسس كانت تسرح وتمرح وتخرق القوانين وتتجاوز الاعراف. ومثل اكتشاف خلية ارهابية مسلحة ارادت شق الصف الوطني، متسائلة «ما موقف ايران الصريح من هاتين القضيتين الخطيرتين اللتين قال القضاء العادل لدينا فيهما ما لم يقله مالك في الخمر». فما رأيكم بهذا يا دعاة السلام اليوم؟ وكيف تبررون ما حصل وكاد يُورد بعلاقات بلدينا موارد التهلكة؟

وتابعت: في الفضاء الخليجي العام دلائل لا عد لها ولا حصر على التدخل الإيراني هنا وهناك، لكن في الكويت كما لدى أشقائنا الخليجيين أعين ساهرة تفوت عليكم تحقيق أي من أهدافكم غير الودية إن لم نقل العدائية، ففي الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية، تصدت السلطات بقوة لمحاولات العبث والعدوان، وقطعت أذرع الفتنة من جذورها، وكذلك الأمر في البحرين حيث المواجهة شبه يومية مع من يثير القلاقل ويهدد الأمن والمجتمع. وفي الفضاء العربي العام، نسأل الإيرانيين عن ميليشيات الحوثيين في اليمن «غير السعيد» بفضل طهران، وكيف قسموا البلاد وقتلوا العباد وعاثوا في الأرض دمارًا حتى غدا اليمنيون الأتعس في العالم والأكثر فقرًا وبؤسًا على الإطلاق. وفي العراق، وما أدراك ما العراق، المفعم بميليشيات تمنع قيام الدولة وتحمل السلاح غير الشرعي بوجه العراقيين، وتمارس شتى صنوف الخروج على القانون بأجندات لا تمت للموقف العربي بصلة، بل تحول بعضها إلى أدوات تستخدمها طهران في لعبة شطرنج تدميرية لا مصلحة لأي عراقي أو عربي فيها.

أما في لبنان الجميل، الذي لم يعد جميلًا بفعل فاعل، وتحديدًا بسبب الدويلة، دويلة حزب الله المسلحة غير الآبهة بمستقبل اللبنانيين بعدما ضربت ماضيهم وشوهت حاضرهم.

وفي سوريا الأنكى والأدهى والأمر، حيث شواهد التدخل الإيراني غصة يومية عارمة في صدور السوريين الذين تاقوا إلى الحرية والمساواة والعدالة، فإذا بهم يذوقون مرارة القتل والتهجير والتقسيم الطائفي والمذهبي بأبشع صوره.. والأمثلة تطول وتطول.

وختمت: نقولها بالفم الملآن: لسنا كالنعامة الدافنة رأسها في الرمال ولا ترى شيئًا، ولسنا بالسذاجة التي يعتقدها ظريف وعراقجي المحشوران حاليًا في كيفية تبييض صفحة حكومتهما بعدما بلغ السيل الزبى واقتربت ساعة الحقيقة.. حقيقة نوايا هذا النظام الذي وضعت ممارساته العدائية كل المنطقة فوق فوهة بركان.. وأي بركان؟!

وفي نفس الاطار، نشرت صحيفة الراي تقريرا بعنوان إيران تعرض «عدم الاعتداء» على الخليج وعرضت تحته تأكيد إيران أنها تريد تأسيس علاقات متوازنة مع دول الجوار العربية في الخليج، معلنة أنها اقترحت إبرام اتفاقية عدم اعتداء معها.

واشارت الى ما قاله وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف في مؤتمر صحافي من العراق أمس إن بلاده «قدمت بالفعل مقترحات عدة لتوقيع معاهدة عدم الاعتداء مع كل دول الخليج، والتي لا تزال على الطاولة»، مشددًا على أن «إيران تريد أفضل العلاقات مع دول الخليج، وترحب بكل مقترحات الحوار وخفض التوتر».

وفيما أعلنت الخارجية الإيرانية أنه لا توجد أي مفاوضات بين طهران وواشنطن في الوقت الراهن، شكلت الجولة الخليجية لمساعد وزير الخارجية الايراني للشؤون السياسية والدولية عباس عراقجي التي تشمل سلطنة عمان والكويت وقطر فرصة لمزيد من المشاورات السياسية والديبلوماسية المكثفة حول التطورات الدولية المتسارعة في المنطقة.

ومن جهته، قال وزير الخارجية العراقي محمد الحكيم إن بلاده «تقف مع إيران ومستعدة لتكون وسيطًا بين طهران وواشنطن» مضيفًا أن بغداد لا تعتقد بفائدة «الحصار الاقتصادي» في إشارة للعقوبات الأميركية على طهران.

وفي السياق، رجح الرئيس الإيراني حسن روحاني إمكانية تنظيم استفتاء شعبي حول البرنامج النووي، والحدّ من تخصيب اليورانيوم. وقال: «المادة 59 من الدستور الإيراني المتعلقة بالاستفتاء، من شأنها فتح الطرق المغلقة وهي نافذة مفتوحة أمام المواطنين في أي وقت إذا اقتضى الأمر».

وفي تقرير اخر، من نفس الصحيفة تساءلت مصادر دبلوماسية خليجية عن الجدوى الحقيقية من «معاهدة عدم الاعتداء» التي تعرضها إيران على دول الخليج «في ظل وجود قواعد عسكرية أميركية وأخرى أجنبية في معظم دول المنطقة بما فيها التي تتمتع معها الجمهورية الإسلامية بعلاقات طيبة مثل سلطنة عمان وقطر والكويت».

وأكدت المصادر لـ «الراي» أن دول الخليج كلها لا تريد الحرب في المنطقة لأن نتائجها غير مضمونة ومكلفة بشريًا وتنمويًا واقتصاديًا واجتماعيًا «لكن الواقعية السياسية تقتضي القول إن طرفي المواجهة الرئيسيين يضعان مصالحهما وخططهما وأهدافهما في المرتبة الأولى، وهما لا يكيفان علاقاتهما بدول المنطقة إلا بما يخدم هذه المصالح والأهداف، وبالتالي فإن اشتعال الحرب لن يكون بقرار من دول المنطقة التي عانت من سلوكيات إيران ومن عدم وضوح السياسة الأميركية».

ورأت المصادر أن الحديث عن معاهدة عدم اعتداء «يعتبر نظريًا وعمليًا جزءًا من تكتيكات المرحلة. فنظريًا لا قيمة لمعاهدات ثبت بالممارسة أنها لا تُحترم، والأمثلة كثيرة. وعمليًا، كيف تصمد المعاهدة ودول المنطقة فيها قواعد عسكرية أجنبية لطالما قالت أميركا إنها كافية لردع إيران ولطالما قالت طهران إنها تحت مرمى صواريخها؟ فإذا استهدفت قاعدة العديد في قطر مثلًا فهل هو استهداف للأميركيين مفصولًا عن استهداف قطر؟ وكذلك الأمر بالنسبة إلى معسكر عريفجان في الكويت أو الأسطول الخامس في البحرين أوكل وجود عسكري أجنبي في دول مجلس التعاون التي تحتضن سواحلها مثل هذا الوجود بطريقة أو بأخرى»

وعلى صحيفة الوطن، عرض مقال خطر الضربة الامريكية العسكرية ضد ايران حال حدوثها على منطقة الخليج وقالت بالتأكيد الوضع سيكون بالغ الخطورة حتى في حالة الضربات الجوية الأمريكية المحدودة،فالخليج العربي برمته في مرمى الصواريخ الإيرانية والنفوذ الإيراني تغلغل داخل العراق وسوريا ولبنان واليمن حيث حصل التمدد الإيراني منذ سنوات ولايزال مستمرا مع وجود ميليشيات تابعة لملالي طهران وهو ماقد يوقع أضرارا بالتأكيد ليس بالعمق الأمريكي ولكن لحلفاء واشنطن وفي مقدمتهم حلفائها الخليجيين وهو مالن تطوفه إيران في حال أصبح الوضع ميؤوس منه بالنسبة لها.

وتساءلت: لكن هل إدارة ترامب جادة بالفعل للخوض في حرب حاليا؟

وتابعت: يؤكد مشرعون أمريكيون ومنهم زعامات بالحزب الجمهوري والديمقراطي التقوا قبل أيام بكل من بومبيو وبولتون ووزير الدفاع أن المعطيات التي حصلوا عليها من إدارة ترامب أن الهدف من كل التصريحات الحالية هو منع إيران من العدوان على الأهداف الأمريكية بالمنطقة وليس الدخول في حرب ،فالهدف التخويف والردع وإخضاع الإيرانيين للدخول في مفاوضات وفق شروط الإدارة الأمريكية التي تتهم إيران بالسعي لحيازة السلاح النووي ودعم الإرهاب في العالم .

وأضافت، أن ماهو مؤكد أننا لانعرف تحديدا ماذا يدور في عقل ترامب الذي يصعب توقع تصرفاته منذ حملته الانتخابية وحتى فوزه بمنصب الرئاسة ولكن يبدو أن التهديدات الأمريكية لإيران هذه المرة تحمل لغة مختلفة تماما وتضع قادة إيران الذين استمتعوا بسنوات العسل خلال السنوات الماضية بالمنطقة حيث التمدد ودعم الحركات الموالية لها يقفون حاليا أمام واقع مر ومؤلم.

وختمت: لكن مانتمناه نحن في الخليج العربي أن لا تقع مثل هذه الحرب فالمخاطر عالية ومكلفة و الحرب إذا مانشبت فهي تعني دائما الدمار والخراب ومنطقة الشرق الأوسط الملتهبة أصلا بالحروب لا تحتمل مثل هذه السيناريوهات المرعبة.